يزخر التراث الإنساني بالكثير من قصص الحب والهيام، ذلك أنّ الإنسان لا يستطيع العيش دون هذا الشعور، ومن هذه القصص ما انتهى نهاية سعيدة ومنها ما وصل إلى طريق مسدود، أو مات الحبيب في نهاية الأمر بشكل مأساوي، وتالياً نتوقف عند 7 من أبرز قصص أو ثنائيات الحب على مر العصور.
أنطونيو وكليوباترا
تعتبر قصة الحب التي ربطت أنطونيو وكليوباترا من أشهر قصص الحب المُتناقلة على مر العصور، حيث خلّدها شكسبير بتجسيدها في مسرحية مأساوية بعنوان "أنطونيو وكليوباترا".
وتمثل العلاقة بين هاتين الشخصيتين اختباراً حقيقياً للحب؛ إذ وقعا في الحب من أول نظرة، لكنّ العلاقة التي نشأت بين القائد الروماني أنطونيو وملكة مصر كليوباترا، أثارت غضب الرومان الذين كانوا يخشون من تنامي قوة المصريين بسببها، ورغم كل التهديدات التي وجّهت لهما، إلا أنهما تحديا الواقع وتزوجا.
وهناك مقولة تفيد أنّه في الوقت الذي كان أنطونيو يخوض حرباً ضد الرومان، تلقى أنباء كاذبة عن موت كليوباترا؛ فانتحر بسيفه، وحين علمت كليوباترا بموته شعرت بصدمة شديدة ولم تحتمل ذلك فانتحرت هي الأخرى.
كلايد وبوني
التقى كلايد وبوني للمرة الأولى في عام 1930 وقت الكساد الكبير في تكساس، وكان كلايد في الـ21 من عمره، في حين كانت بوني في الـ19، ولم يمنعها زواجها من روي ثورنتون أحد مجرمي تكساس من الوقوع في حب كلايد.
التقى كلايد وبوني للمرة الأولى في عام 1930 وقت الكساد الكبير في تكساس، حيث وقعت بوني في حب كلايد رغم زواجها من أحد مجرمي تكساس
كان لقاء بوني وكلايد بمثابة المغامرة؛ إذ وقعا سريعاً في الحب، وعلى عكس علاقتها بزوجها التي انقطعت بعد سجنه أرسلت بوني مسدساً إلى حبيبها كلايد داخل السجن بعد تورطه بعملية سرقة، لتساعده على الهرب ولكن تم القبض عليه بعدها بأيام، وبعد الإفراج عنه بدأت قصة حبهما التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة حتى أصبحت أخبارهما على صفحات الجرائد يومياً.
ويعتقد أن بوني وكلايد قد ارتكبا 13 جريمة قتل وعدة عمليات سطو مسلح وسرقة بنوك ومحطات وقود.
وما زالت السيارة التي قتلا فيها معروضة حتى اليوم في كازينو لاس فيغاس بولاية نيفادا، وقد تلقت تلك السيارة 107 رصاصات في أقل من دقيقتين لتنهي حياة كلايد بارو وبوني باركر أشهر ثنائي في تاريخ أمريكا عشقا وقتلا خلال 21 شهراً قضياها معاً.
وكانت بوني تكتب الشعر، وأوصت في آخر قصيدة لها بأن تدفن بجوار كلايد بعد موتهما، لكن عائلة بوني رفضت أن تدفن ابنتها مع كلايد الذي حضر جنازته عشرات الآلاف، في حين أبقت عائلة بوني الجنازة للعائلة والأصدقاء فقط.
توبة وليلى الأخيلية
ليلى الأخيلية كانت شاعرة مثل الخنساء، وقد هام بها توبة بن الحمير، وفي هذه القصة بخلاف قصص الحب الأخرى فإنّ البطولة للمرأة، فهي التي ذاع صيت شعرها أكثر، في حين كان الرجل هو الحبيب الذي يتلقى الغزل حتى لو أنه كان شاعراً مثلها.
عرفت ليلى الأخيلية بجمالها الباهر، وقوة شخصيتها وفصاحتها، كما كان توبة شجاعاً وفصيحاً هو الآخر، وقد افتتن بها عندما رآها في إحدى الغزوات
وعاش الثنائي في صدر الإسلام والعصر الأموي، وعرفا بعشق متبادل لا شك فيه.
وعرفت ليلى بجمالها الباهر، وقوة الشخصية والفصاحة، كما كان توبة شجاعاً وفصيحاً هو الآخر، وقد افتتن بها عندما رآها في إحدى الغزوات.
ورغم حبهما إلا أنّ والد ليلى حال دون زواجهما، حتى إنه اشتكى إلى الخليفة من توبة. فعاشا حباً عذرياً إلى أن قُتِل توبة وقيل إنه قتل في إحدى المعارك، كما قيل إنه كان يمارس النهب على القوافل لحظة مقتله.
ويروى أنّ ليلى ماتت بجوار قبره عندما كانت تزوره بشكل متكرر، وذات مرة سقطت من على الهودج بجوار القبر فأخذتها المنية.
ألكسندر صربيا الأول ودراجا ماسين
تسببت العلاقة التي جمعت بين الملك الشاب والأرملة التي تكبره بـ 12 عاماً ووصيفة والدته في غضب عارم في أرجاء البلاد، لكن حبهما كان أقوى من الجميع، إذ تزوجا وباتت دراجا الملكة.
ويُقال إنّ ألكسندر كان مصراً على حبه من ماسين لدرجة أنه نفى والدته إلى خارج البلاد بسبب معارضتها زواجهما.
ورغم أنّ المعارضة هدأت قليلاً، لكن الوضع ساء بسرعة عندما قام مجموعة من الضباط العسكريين بالتآمر ضد الملك والملكة، ليقوموا عام 1903 بغزو القصر الملكي واغتيال الزوجين.
دودي وديانا
بعد طلاقها من الأمير تشارلز، أحبت الأميرة البريطانية ديانا الشاب "دودي الفايد"، نجل الملياردير المصري محمد الفايد، وتردد أنّ هذا الارتباط سيكلل بالزواج، الأمر الذي أثار حفيظة العائلة المالكة حفاظاً على الشرف الملكي وسلالة العائلة.
تعددت الأقاويل والشكوك حول وفاة دودي والأميرة ديانا، إلّا أنّ أجهزة المخابرات البريطانية أكدت أنّ الحادث وقع بسبب إهمال السائق الذي كان في حالة سكر ويسير بسرعة شديدة
وتوفيت الأميرة ديانا ودودي الفايد وسائقهما هنري بول إثر حادث سير مؤلم في باريس، عقب خروجهم من مطعم كان يمتلكه محمد الفايد عام 1997.
وتعددت الأقاويل والشكوك حول وفاتهما، إلا أنّ أجهزة المخابرات البريطانية أكدت أنّ الحادث وقع بسبب إهمال السائق الذي كان في حالة سكر ويسير بسرعة شديدة، لكن محمد الفايد لم يقتنع بهذه الأسباب، ورفع دعوى قضائية مستمرة ضد الحكومة البريطانية والاستخبارات الفرنسية، متهماً فيها كلاهما بإخفاء معلومات عن مؤامرة اغتيال الأميرة البريطانية الراحلة ديانا وابنه دودي الفايد.
ابن زيدون وولادة بنت المستكفي
قصة الحب التي جمعت ابن زيدون وبنت المستكفي، من القصص الشائعة في العصر الأندلسي، حيث عاش ابن زيدون حياة رغدة، وكان أديباً وشاعراً وكان بمثابة وزير المعتضد بالله بن عباد في إشبيلية، وفي المقابل فإن ولادة بنت المستكفي كان أبوها حاكماً على قرطبة.
ورغم أنّ ولادة بنت المستكفي قد كانت من الأديبات الشهيرات في زمانهن، وقد التقت بالعديد من الأدباء والشعراء، لكن لم يلق أحدهم طريقاً إلى قلبها سوى ابن زيدون، الذي بادلها الحب كذلك.
وعاش الاثنان حياة حب لفترة ومن ثم كان الجفاء والبعد من قبل ولادة، وقيل حينها إنّ السبب هو تعلق ابن زيدون بإحدى جواري ولادة، ليثير غيرتها.
وبعد ذلك، يقال إنّ ولادة سعت إلى كسب قلب الوزير "ابن عبدوس" الذي تزوجها فعلاً وسجن ابن زيدون لهجائه له بعد أن شعر باليأس.
باريس وهيلين
ترتبط قصة الحب التي أرخها الكاتب اليوناني الشهير هوميروس في "الألياذة" وجمعت باريس وهيلين بسقوط طروادة.
وكانت هيلين تعد في ذاك الزمان واحدة من أجمل الشخصيات النسائية، وكانت متزوجة من ملك إسبارطة مينيلوس، قبل أن يقع باريس ابن ملك طروادة في حبها، ما دفعه إلى خطفها والعودة بها إلى طروادة.
ثار جنون اليونانيين الذين جمعوا جيشاً جراراً لتدمير طروادة واستعادة هيلين، وهو ما حدث فعلاً وأعيدت هيلين إلى إسبارطة حيث عاشت مع مينيلوس بقية حياتها.
وتختلف الروايات حول حقيقة اختطافها، التي يؤكدها بعض المؤرخين، فيما يقول آخرون إنّ هيلين فرّت بإرادتها مع باريس إلى طروادة.