أي ردّ أمريكي يحقق الردع مع إيران؟

أي ردّ أمريكي يحقق الردع مع إيران؟

أي ردّ أمريكي يحقق الردع مع إيران؟


15/02/2024

زياد الأشقر

أخفقت حملة القصف الأمريكية ضد وكلاء إيران، في إعادة تأسيس الردع والصدقية الأمريكية في الشرق الأوسط.

وكتب جو بوتشينو في مجلة ذا هيل الأمريكية، أنه منذ القصف الإسرائيلي على غزة، الذي أتى رداً على هجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول)، فإن القوات الأمريكية تقع بشكل دائم تقريباً تحت نيران الصواريخ والمدفعية والمسيّرات من قبل مجموعات يسيطر عليها ويمولها الحرس الثوري، وتسبب أكثر من 180 هجوماً بجرح العشرات من الجنود الأمريكيين، فضلاً عن هجوم على قاعدة أمريكية في الأردن أودى بحياة 3 جنود أمريكيين.  

وفي الوقت نفسه، أشاع الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران، الفوضى في سلاسل الإمداد العالمية وتسببوا بصدمات في الأسواق العالمية، من طريق إطلاق صواريخ ومسيّرات على السفن التجارية التي تبحر في البحر الأحمر.

وقبل الهجوم المميت بمسيّرة في الأردن، كان الرد الأمريكي فاتراً- حفنة من الضربات على مستودعات ومنشآت في العراق وسوريا واليمن، وبعد كل رد، كانت هجمات المجموعات تتجدد في غضون أيام.

رد مختلف

وكان يفترض بالرد على الهجوم في الأردن أن يكون مختلفاً، بسبب مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

وعلى رغم أن هذا الهجوم على موقع في شمال شرق الأردن أتى متطابقاً مع هجمات حصلت قبله، فإن الرئيس جو بايدن تعهد برد قوي.

بدأ ذلك الرد بـ85 ضربة ضد مجموعات من الميليشيات في العراق وسوريا. وفي 7 فبراير(شباط)، قتلت مسيّرة أمريكية قائداً بارزاً في كتائب حزب الله، وهي ميليشيا يحمّلها البيت الأبيض مسؤولية الهجوم في الأردن.

وفي الوقت الحالي، تواصل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شن ضربات على مواقع عائدة للمتمردين الحوثيين في اليمن.  

وهذه الضربات الأمريكية هي رد تكتيكي على حادث بعينه، وليست استراتيجية شاملة لمواجهة سلوك إيران المشين في المنطقة.

وبحسب الكاتب، فإن التركيز على مجموعات الوكلاء في العراق وسوريا لا يعالج الجوهر المظلم للفوضى والعنف السائدين منذ أربعة أشهر، إذ سيعيد الحرس الثوري تزويد هذه المجموعات بالسلاح في غضون أسابيع، وتكون النتيجة استمرار الهجمات على القوات الأمريكية والرد بضربات جوفاء، وسيصاب مزيد من الجنود الأمريكيين، بينما تبقى احتمالات أن تصيب مسيّرة أخرى جنوداً أمريكيين وتؤدي إلى مقتلهم، عالية.

ويرى الكاتب أنه من أجل استعادة الردع، يتعين على الولايات المتحدة أن تغير ما تفعله، وأن تضرب أهدافاً تلحق ضرراً بإيران، مثل قادة الحرس الثوري، والقواعد العسكرية الإيرانية وسفن التجسس التابعة لها المنتشرة في البحر الأحمر.

وعلى مدى عقد بنَت طهران قوة كبيرة من عشرات الميليشيات التي تعمل تحت مظلة النظام الإيراني.

ويزودهم الحرس الثوري بالأموال والسلاح والإرشاد الاستراتيجي. وبينما من الممكن أن يؤدي استهداف هؤلاء الوكلاء إلى التخلص من صواريخهم ومسيّراتهم وتعطيل نشاطاتهم الآنية، فإن تأثيرها يبقى قصير المدى.
تلعب إيران لعبة طويلة المدى في المنطقة، بينما إدارة بايدن تلعب ألعاباً قصيرة المدى، تهدف كلها إلى تجنب تصعيد قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

متى يتراجع الإيرانيون؟

ويضيف الكاتب أن الردع ليس عبارة عن ممارسة القوة، وإنما امتلاك الإرادة، وكي ينجح الردع، فإن الخصم يجب أن يعتقد بأن الولايات المتحدة ستضرب مصالحه.

وفي حالة إيران، إن بقاء النظام هو المصلحة الكبرى. إن رجال الدين في طهران سيتراجعون فقط، إذا ما اعتقدوا أن الهجمات الأمريكية تضع سلطتهم في خطر.
وقبل أحدث الضربات الأمريكية، كرر مستشار الأمن القومي جون كيربي أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تجنب حرب مع إيران- في رسالة واضحة بأن أمريكا ليست لها مصلحة في تهديد النظام بطهران. ويتناقض ذلك مع أي جهد لتحقيق الردع.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية