أيهما أكثر عرضة للاكتئاب: النباتيون أم آكلو اللحوم؟.. دراسة تجيب

أيهما أكثر عرضة للاكتئاب: النباتيون أم آكلو اللحوم؟.. دراسة تجيب

أيهما أكثر عرضة للاكتئاب: النباتيون أم آكلو اللحوم؟.. دراسة تجيب


27/10/2022

تؤثر الأطعمة التي يستهلكها الإنسان على جميع جوانب صحته، بما يشمل الصحة العقلية، فعلى سبيل المثال ثبت في العديد من التحليلات البحثية الحديثة، التي تدرس وتحلل دراسات متعددة، أنّ ما يأكله المرء يرتبط بخطر الإصابة بالاكتئاب.

وارتبطت الأنماط الغذائية التي تتميز بتناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك وزيت الزيتون ومنتجات الألبان قليلة الدسم ومضادات الأكسدة وقلة تناول الأطعمة الحيوانية بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب، حسب ما ورد عن مجلة "لايف ساينس".

ثبت في العديد من التحليلات البحثية الحديثة، التي تدرس وتحلل دراسات متعددة، أنّ ما يأكله المرء يرتبط بخطر الإصابة بالاكتئاب

في سياق آخر، يرتبط النمط الغذائي الذي يتميز باستهلاك مرتفع من اللحوم الحمراء و/أو المصنعة والحبوب المكررة والحلويات ومنتجات الألبان عالية الدسم والزبدة والبطاطا والمرق الغني بالدهون وانخفاض تناول الفواكه والخضراوات بزيادة خطر الاكتئاب.

إنّ النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة تؤكد أنّ النباتيين يعانون من نوبات اكتئاب أكثر من الذين يتناولون اللحوم.

هذا، وفحصت الدراسة (14216) بالغاً في البرازيل تتراوح أعمارهم بين (35 و74) عاماً. واستخدمت استبيانات تكرار الطعام لتحديد ما إذا كان الأشخاص يتبعون نظاماً غذائياً بلا لحوم، واستخدمت أدوات التشخيص لتحديد ما إذا كان أيّ من المشاركين يعاني من الاكتئاب.

وخلص الباحثون إلى أنّ النظم الغذائية الخالية من اللحوم كانت تؤدي إلى المعاناة من ضعف نوبات الاكتئاب بالمقارنة مع من يتناولون اللحوم.

واكتشف الباحثون، على وجه التحديد، أنّ سوء جودة النظام الغذائي ارتبط إلى حدٍّ ما بارتفاع معدلات الاكتئاب، ولكن لم يتم شرح أو تفسير الارتباط بشكل كامل.

النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة تؤكد أنّ النباتيين يعانون من نوبات اكتئاب أكثر من الذين يتناولون اللحوم

في ضوء ما سبق، دارت تساؤلات حول ما يمكن أن يفسّر الارتباط بين النظم الغذائية النباتية والاكتئاب؟ وهل هناك آلية غير غذائية ربما تكون السبب وراء تلك العلاقة؟ ورجح الخبراء أنّ الاكتئاب ربما يكون مرتبطاً بزيادة احتمالية أن يصبح الشخص نباتياً وليس العكس، وفقاً لما يلي:

السبب الأول: من الشائع أن يتسبب الاكتئاب في الشعور بالذنب بالإضافة إلى الميل إلى التفكير في الأفكار السلبية. يتم التعامل مع الحيوانات بما يمكن أن يراه البعض قسوة أثناء عمليات إنتاج اللحوم. إنّ الحقيقة المزعجة للمسالخ ومزارع تربية المواشي ربما تنعكس على الأرجح على الأشخاص المكتئبين بشعور من الذنب حيال دورهم في تناول تلك المنتجات.

السبب الثاني: من الممكن أن يؤدي التخلي عن اللحوم إلى الاكتئاب من خلال وسائل أخرى غير نقص التغذية. حتى لو لم يكن هناك نقص في "المغذيات السعيدة" في النظام الغذائي النباتي، فإنّ تناول اللحوم يمكن أن يسبب الاكتئاب بطرق أخرى. على سبيل المثال ربما يؤثر النظام الغذائي النباتي على علاقات المرء مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وقد يرتبط أحياناً بالإثارة أو بأشكال أخرى من الإقصاء الاجتماعي.

فهناك العديد من التفسيرات المحتملة للعلاقة بين النباتية والاكتئاب. لكن تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنّ التغذية النباتية لا تساهم في الإصابة بالاكتئاب، وإنّما يمكن أن تساهم التجربة الاجتماعية النباتية في الاكتئاب، ومن المرجح أن يزيد الاكتئاب من احتمالية أن يصبح الشخص نباتياً، أو ربما يتأثر النظام النباتي والاكتئاب بمتغير ثالث، مثل التعرض للقطات لصناعة اللحوم يراها البعض عنيفة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية