أوبك+ تفاجئ أسواق النفط... وأمريكا تفشل في فرض توجهاتها.. تفاصيل

أوبك+ تفاجئ أسواق النفط... وأمريكا تفشل في فرض توجهاتها

أوبك+ تفاجئ أسواق النفط... وأمريكا تفشل في فرض توجهاتها.. تفاصيل


06/10/2022

أثار قرار مجموعة أوبك+ القاضي بخفض إنتاج النفط الكثير من ردود الفعل الدولية، في ظل الارتفاع غير المسبوق لأسعار الوقود بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.

الردّ جاء أوّلاً من الولايات المتحدة التي اتهمت المجموعة بالانحياز إلى روسيا، كما أوعز الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وزارة الطاقة بتوزيع (10) ملايين برميل إضافية من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في السوق الشهر المقبل.

وقال البيت الأبيض في بيان نقلته "وول ستريت جورنال": إنّ القرار الذي اتخذته هذه المجموعة خلال اجتماعها في فيينا أمس سبّب "خيبة أمل" للرئيس بايدن.

الولايات المتحدة اتهمت مجموعة أوبك+ بالانحياز إلى روسيا، وقد سبّبت "خيبة أمل" للرئيس بايدن

ووصف البيان قرار المجموعة، الذي يُعدّ أكبر خفض لإنتاج النفط منذ جائحة كوفيد-19، بأنّه "قصير النظر"، وقال إنّه سيضر بالبلدان التي "تترنح أصلاً" تحت وطأة أسعار النفط المرتفعة في ظل اقتصاد عالمي يعاني بدوره من "التأثير السلبي" للهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأضاف أنّه "في ضوء القرار، ستتشاور إدارة بايدن مع الكونغرس حول أدوات وآليات إضافية لتقليص سيطرة تحالف الدول المنتجة للنفط على أسعار الطاقة".

كما أشار البيت الأبيض إلى أنّ بايدن -الذي أمر بتوزيع كميات إضافية من الاحتياطي الاستراتيجي في السوق- سيواصل التوجيه بالسحب من هذا الاحتياطي بحسب الحاجة، لحماية المستهلكين وتعزيز أمن الطاقة.

البيت الأبيض: ستتشاور إدارة بايدن مع الكونغرس حول أدوات وآليات لتقليص سيطرة تحالف الدول المنتجة للنفط على أسعار الطاقة

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جون بيير: إنّ من الواضح أنّ أوبك بلس تنحاز إلى روسيا، مؤكدة أنّ الولايات المتحدة ترى أنّ قرار خفض الإنتاج "خاطئ"، ويصبّ في مصلحة موسكو.  

وقال متحدث آخر باسم البيت الأبيض جون كيربي، في تصريح صحفي لفوكس نيوز: إنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى خفض الاعتماد على أوبك+ ومنتجي النفط الأجانب، بعد أن اتفقت مجموعة منتجي النفط على أكبر تخفيضات في الإنتاج منذ جائحة "كوفيد-19" في 2020.

وقد ردّت روسيا على مزاعم الولايات المتحدة على لسان نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك الذي وصف القرار بـ "غير المسبوق"، وعزاه إلى الحاجة لتحقيق التوازن في سوق النفط.

وحذّر نوفاك في تصريحات نقلتها وكالة نوفستي من أنّ التوجه لفرض سقف لسعر نفط بلاده، وهي خطوة اقترحها الاتحاد الأوروبي ضمن عقوبات جديدة مزمعة على موسكو، سيكون له أثر ضار على الأسواق العالمية.

بيير: من الواضح أنّ أوبك بلس تنحاز إلى روسيا، والولايات المتحدة ترى أنّ قرار خفض الإنتاج "خاطئ"، ويصبّ في مصلحة موسكو

وصرح المسؤول الروسي بأنّ بلاده قد تخفض إنتاج النفط لمواجهة التأثيرات السلبية، إذا قررت القوى الغربية تنفيذ هذه الخطوة، كما أكد أنّ الشركات الروسية لن ترسل إمدادات النفط إلى الدول التي تعتمد هذا السقف.

من جهته، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع: إنّ هذه المجموعة ستبقى قوة أساسية لاستقرار السوق العالمية.

ورأى أنّ القرارات الاستباقية التي اتخذتها أوبك+ ساهمت في الحفاظ على سوق نفط مستدام، مشيراً إلى أنّ هذا الاتفاق الذي يخفض مستويات الإنتاج سيمتد حتى نهاية عام 2023.

وأشاد وزير الطاقة السعودي بإفراج الولايات المتحدة عن كميات من احتياطيها النفطي، ورأى أنّ هذه الخطوة جاءت في وقتها.

ألكسندر نوفاك وصف القرار بـ "غير المسبوق"، وعزاه إلى الحاجة لتحقيق التوازن في سوق النفط

وقبيل الاجتماع قال مصدر مطلع لـ"رويترز": إنّ واشنطن تضغط على دول "أوبك+" لكي لا تمضي قُدماً في تخفيضات كبيرة محتملة بإنتاج النفط، مع سعي الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

وقال المصدر: إنّ واشنطن تقول لدول "أوبك+" إنّ العوامل الأساسية الاقتصادية لا تدعم خفض الإنتاج.

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام أمريكية يوم الثلاثاء، نقلاً عن وثيقة للبيت الأبيض، أنّ الولايات المتحدة قلقة من أنّ قرار "أوبك+" بخفض إنتاج النفط قد يسبب أزمات رئيسة للبلاد، ويمكن اعتباره عملاً عدائياً.

وبحسب محللين، يمكن أن يؤدي الانخفاض الكبير في الإمدادات إلى إحكام السوق تماماً عندما يبدأ التجار في الاتجاه الصعودي أكثر مع عودة شهية الصين للنفط.

وقد تجاهل تحالف أوبك بلس -الذي يضم أعضاء منظمة أوبك وشركاءهم، ومن بينها روسيا- مناشدات البيت الأبيض لمواصلة ضخ إمدادات النفط، وقرر خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً، وهو أكبر خفض منذ تفشي كوفيد-19 عام 2020.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية: إنّ هذه الخطوة قد تعطي دعماً لروسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في وقت لاحق من هذا العام، ومحاولة مجموعة الدول الـ7 لكبح جماح أسعار النفط.

وقد ارتفعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية عقب إعلان قرار أوبك بلس، ليتجاوز سعر خام برنت القياسي (93) دولاراً للبرميل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية