أمريكا تطالب تركيا بوقف العمل في المتوسط... ماذا عن ألمانيا؟ وكيف ردّ أردوغان؟

أمريكا تطالب تركيا بوقف العمل في المتوسط... ماذا عن ألمانيا؟ وكيف ردّ أردوغان؟


22/07/2020

طالبت الولايات المتحدة الحكومة التركية بإلغاء إجراءاتها كافة بالقرب من جزيرة كاستيليريزو اليونانية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء: "تدرك الولايات المتحدة أنّ تركيا أصدرت تنبيهاً للتنقيب في المياه المتنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط، ندعو السلطات التركية إلى وقف جميع خطط العمل، وتجنّب الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة"، وفق ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وزارة الخارجية الأمريكية: ندعو السلطات التركية إلى وقف جميع خطط العمل شرق المتوسط

وأثارت التحركات التركية للتنقيب عن الغاز شرقي البحر المتوسط انتقادات كبيرة من اليونان وقبرص ومصر، وخصوصاً بعد توقيع أنقرة مذكرة تفاهم لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية نهاية العام الماضي.

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، اجتمع وزراء خارجية مصر وفرنسا وقبرص واليونان في القاهرة، وأصدرت الدول الأربع بياناً مشتركاً أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء "الخروقات" التي قامت بها تركيا في منطقة شرق المتوسط.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكّد في حديث مع مجلة كريتر التركية مؤخراً أنّ أنقرة منفتحة على كل الاقتراحات المستندة للتعاون والتقاسم العادل في البحر المتوسط، ومستعدة للعمل مع الجميع على أساس هذه المبادئ، مضيفاً: "لا نريد توتراً في المتوسط الذي يُعدّ مهد الحضارات المختلفة".

لكنّ هذا التصريح سرعان ما أطلق الرئيس التركي نقيضاً له؛ إذ قال يوم أمس في كلمة له، خلال اجتماع تقييمي لأداء حكومة النظام الرئاسي في العامين الماضيين: "لا نخضع لإذن أحد، سواء فيما يخصّ سفن المسح الجيولوجي أو سفن التنقيب".

وأكّد وفق ما نقل موقع "أحوال تركيا" على أنّ تركيا تتخذ خطواتها في إطار حقوقها في شرق المتوسط، ووفق مقتضيات القانون البحري الدولي، وستواصل ذلك.

أردوغان: لا نخضع لإذن أحد، وتركيا تتخذ خطواتها في إطار حقوقها في شرق المتوسط

وتركيا واليونان على خلاف بسبب مطالب متداخلة بالسيادة على موارد هيدروكربونية. واتضح الخلاف أكثر مع محاولات قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط وسط اعتراضات تركية شديدة.

وأطلقت البحرية التركية أمس إخطاراً يُعرف باسم "نافتكس" لإجراء مسوح اهتزازية في منطقة من البحر تقع بين قبرص وكريت. ويسري هذا الإخطار حتى 20 آب (أغسطس) المقبل.

وتُعدّ تلك المسوح جزءاً من العمل التحضيري لعمليات تنقيب محتملة عن المواد الهيدروكربونية.

من جهتها، قالت الخارجية اليونانية: إنّ الإخطار يشمل جزءاً من الجرف القاري اليوناني.

وأضافت في بيان: "ندعو تركيا إلى التوقف على الفور عن تلك الأفعال غير المشروعة التي تتعدى على حقوقنا السيادية وتقوّض السلام والأمن في المنطقة".

وتقدّمت اليونان باحتجاج إلى وزارة الخارجية التركية، وأبلغت الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بالأمر.

وفي سياق متصل، طلب وزير الخارجية الألماني مجدداً من تركيا التوقف عن عمليات التنقيب قبالة سواحل قبرص، متحدثاً من اليونان عن أنّ العلاقات المتوترة مع تركيا يمكن أنّ تتحسن إذا أوقفت أنقرة "الاستفزازات"، في إشارة إلى التنقيب التركي عن الغاز في شرق المتوسط، والذي يعتبره الاتحاد الأوروبي غير شرعي.

إقرأ أيضا: لماذا يتجه الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على أنقرة؟

وقال الوزير هايكو ماس خلال زيارة لأثينا: "بخصوص التنقيب التركي في شرق المتوسط، لدينا موقف واضح جدّاً... يجب احترام القانون الدولي. إحراز أيّ تقدم في علاقات الاتحاد الأوروبي بتركيا سيكون ممكناً فقط إذا أوقفت أنقرة الاستفزازات في شرق المتوسط"، وفق وكالة "فرانس برس".

ويرفض الاتحاد الأوروبي ما يعتبره تنقيباً تركياً غير قانوني عن النفط والغاز قبالة سواحل قبرص، بالإضافة إلى تحرّكات أنقرة لدعم حكومة الوفاق الوطني.

وزير الخارجية الألماني يطلب من تركيا التوقف عن عمليات التنقيب قبالة سواحل قبرص

وتطالب بعض الأوساط الأوروبية بمعاقبة تركيا بسبب هذه الخلافات، لكنّ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي سافر إلى تركيا الأسبوع الماضي حيث أجرى مباحثات مع وزراء أتراك، شدّد على الحاجة إلى نزع فتيل التوتر عبر الحوار.

ومن أسباب الخلاف بين ألمانيا وتركيا قضايا حرّية التعبير، إذ قضت محكمة تركية قبل أيام بسجن الصحفي التركي الألماني دينيز يوجيل، من صحيفة "دي فيلت" الألمانية، لمدة 3 أعوام غيابياً، بعد إدانته بنشر "دعاية" داعمة لجماعة كردية. وقد سجن يوجيل سابقاً في تركيا لمدة عام، قبل أن يطلق سراحه عام 2018، ما تسبّب بتوتر العلاقة بين أنقرة وبرلين، ومن الأسباب أيضاً ملف المهاجرين، الذي يستخدمه أردوغان وسيلة ضغط يبتزّ بها الاتحاد الأوروبي.

الصفحة الرئيسية