"أشبال سليماني" تشكيل ميليشيوي إيراني ينافس الروس شرق حلب

"أشبال سليماني" تشكيل ميليشيوي إيراني ينافس الروس شرق حلب


17/03/2021

يشهد ريف حلب الشرقي تنافساً ترتفع حدته بين الإيرانيين والروس على استقطاب الشبان السوريين وتجنيدهم في الميليشيات التابعة لهما. وفي الوقت الذي تعمل فيه روسيا على تعزيز وجودها في تلك المنطقة سواء من خلال إنشاء مراكز جديدة أو تكثيف جهودها في التجنيد والاستقطاب، سارعت إيران إلى مواكبة الخطوات الروسية حيث أعلن مؤخراً عن تشكيل إيراني جديد بمسمى ذي رمزية واضحة هو "أشبال سليماني" في إشارة إلى الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الايراني الذي قُتل مطلع عام 2020 بضربة أميركية في العراق.

وفي المقابل، بدأت روسيا بتحرك مستجد في مناطق شرق حلب في أواخر الشهر الماضي، حيث قامت بتجنيد مجموعة من الشبان في مدينة مسكنة في صفوف ميليشياتها بهدف إرسالهم إلى المنطقة الشرقية لحماية منشآتها. وذكرت مصادر إعلامية سورية أن روسيا تمكنت من تجنيد ما يقارب 75 عنصراً معظمهم من المتخلفين عن اللحاق بالخدمة الإلزامية في الجيش السوري والمطلوبين قضائياً بجرائم مختلفة.

وذكرت المصادر أن الروس عملوا على إقناع الشبان بالانضمام إلى ميليشيا لواء القدس المدعوم من قبلهم عبر إغرائهم براتب شهري يصل إلى 250 دولاراً إضافة إلى سلة غذائية عائلية شهرياً، بهدف سحب البساط من الميليشيات الإيرانية. وأشارت إلى أن الروس لعبوا على وتر أمان المجندين الجدد عبر تقديم وعود لهم بألا يتعرضوا للاستهداف بالطيران الحربي التابع للتحالف الدولي كما يحدث مع عناصر الميليشيات الإيرانية، حسب ما ذكر تقرير لوكالة "زيتون" المحلية.

وتنتشر الميليشيات التابعة لروسيا في مناطق عدة من ريف حلب الشرقي لا سيما على تخوم البادية السورية، وأهم هذه المناطق دير حافر والمحطة الحرارية وشرق المزرعة السادسة عند أطراف البادية بريف حلب الشرقي.

وبدأت القوات الروسية مؤخراً بإنشاء نقطة عسكرية في قرية راسم الفالح شرق حلب ضمن إطار دعم تمركزها في المنطقة. وذكرت المعلومات التي تداولتها مواقع محلية سورية أن القوات الروسية استولت على منزل يعود لأحد المدنيين في القرية وحولته إلى مقر عسكري لميليشياتها، وأنشأت معسكراً تدريبياً بالقرب منه. ولفت موقع "بلدي نيوز" الإخباري السوري إلى أن القوات الروسية سيطرت يوم الجمعة 2 آذار (مارس) الجاري على حقل توينان الغازي في ريف حمص الشرقي عقب انسحاب الميليشيات الإيرانية منه، مشيراً إلى أن الروس بدأوا بالتمركز في مختلف مناطق ريفي حمص وحلب على حساب الميليشيات الإيرانية.

بدورها، قامت طهران بخطوات مماثلة لترسيخ نفوذها في منطقة شرق حلب، مظهرة لروسيا أن المنطقة لن تكون لقمة سائغة ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات بين الطرفين لتقاسم مناطق النفوذ كما جرى في أكثر من منطقة سورية، كان آخرها تقاسم النفوذ على بعض المطارات العسكرية حيث ذهب مطار تدمر للروس بينما زادت إيران من تواجدها في مطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي.

وأرسلت الميليشيات الإيرانية مؤخراً، تعزيزات عسكرية إلى مطار الجرّاح في ريف حلب الشرقي قوامها نحو 30 سيارة رباعية الدفع من نوع بيك آب محملة بأسلحة رشاشة وعناصر، بهدف دعم دورات عسكرية لتأهيل ميليشيات جديدة شكلت حديثاً تحت مسمى "أشبال سليماني". وتعتبر "اشبال سليماني" أحدث فصيل عسكري تقوم إيران بتشكيله في حلب بعدما تركزت جهودها في الفترة الماضية على محافظة دير الزور، حين قامت بتشكيل عدد من الميليشيات الجديدة بهدف تقوية نفوذها في المحافظة الغنية بالنفط والقريبة من الحدود السورية  - العراقية.

وتمكنت طهران من تجنيد عشرات الشبان من أبناء محافظة حلب وريفها ضمن الميليشيا الجديدة، مستغلة الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأهالي لاستقطاب الشبان عبر إغرائهم بالمال.

وكشف موقع "عين الفرات" السوري المتخصص بمتابعة أخبار المنطقة الشرقية عن أسماء القياديين الذين يتولون مهمة الإشراف على التشكيل الحديث، وقال إن شاهد نوري وبسام عليان وهو ضابط استخبارات سوري وعلي راتب وهو قيادي مقرب من "الحرس الثوري" الإيراني يقومون بالاشراف على تأسيس وتدريب "اشبال سليماني".

وإلى جانب تعزيز تواجدها العسكري، لم تهمل طهران الجانب الديني، حيث قامت في شهر شباط (فبراير) الماضي ببناء حسينية في ناحية مسكنة بريف حلب الشرقي. وأفادت مصادر محلية بأن الميليشيات الايرانية أوكلت إلى المدعو أحمد الخلف الفرج شيخ عشيرة البوحسن مهمة بناء الحسينية على أرضه في قرية رده كبير في ناحية مسكنة. وبالتزامن مع ذلك قامت ميليشيا "الحوارث" المدعومة من "حزب الله" اللبناني يتعزيز تواجدها في قريتي رده كبير ورده صغير لحماية أعمال بناء الحسينية وضمان عدم عرقلتها من قبل أي طرف.

وتحدثت مصادر إعلامية سورية في وقت سابق عن اتفاق على إنشاء مسجد خاص بالشيعة في الأراضي المستولى عليها من قبل ميليشيا "لواء فاطميون" الأفغاني الموالي لإايران، في محيط بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي. وذكرت المصادر أن العمل على بناء المسجد سيجري خلال وقت قصير، إضافة إلى إنشاء مقرات وأماكن إقامة أو ما يعرف بـ"مهاجع" للشباب المنتسبين للميليشيات الإيرانية في تلك القرى والبلدات.

وكان وفد إيراني قد زار في شباط (فبراير) الماضي بلدة مسكنة، وضم الوفد ثلاثة إيرانيين على رأسهم الحاج عبد الصاحب الموسوي المسؤول عن ملف التشيع في مدينة حلب، بحسب ما ذكرت المصادر نفسها.

وتبسط الميليشيات الإيرانية سيطرتها على بلدة مسكنة منذ تحريرها من تنظيم "داعش" قبل سنوات. ويبلغ عدد عناصر الميليشيات داخل البلدة ما يقارب 500 عنصر غالبيتهم من الأفغان واللبنانيين والإيرانيين.

عن "النهار" العربي



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية