أردوغان يواصل إثارة الجدل... افتتاح مبنى جديد في آيا صوفيا؟

أردوغان يواصل إثارة الجدل... افتتاح مبنى جديد في آيا صوفيا؟


17/04/2022

يواصل الرئيس التركي إثارة الجدل بممارسات يعتقد أنّها ستعيد إليه شعبيته الضائعة بسبب السياسات التي اتبعها في الداخل والخارج، خاصة الاقتصادية منها التي عصفت بالمجتمع وجعلت نسبة كبيرة منه تحت خط الفقر.

ورغم الانتقادات المحلية والدولية الواسعة التي أعقبت قرار تحويل متحف آيا صوفيا (الكنيسة السابقة) في إسطنبول إلى مسجد في العام 2020، افتتح أردوغان أول من أمس مدرسة "الفاتح آيا صوفيا" الكائنة بجوار المسجد.

أردوغان يفتتح مدرسة "الفاتح آيا صوفيا" الكائنة بجوار مبنى الكنيسة التي حوّلها إلى مسجد عام 2020

وقال أردوغان في المراسم: إنّه "مع افتتاح مدرسة الفاتح آيا صوفيا اليوم أضفنا إلى مدينتنا إسطنبول صرحاً آخر كان يُراد محوه"، وفق ما أوردت وكالة الأناضول.

وشدد أنّ العقليات التي سلخت مسجد آيا صوفيا عن هويته الأصلية بتحويله إلى متحف لا تطيق إعادة افتتاح مدرسة الفاتح أيضاً.

وأعرب عن إيمانه بأنّ مدرسة "الفاتح آيا صوفيا" ستشهد تنشئة علماء ومفكّري وباحثي المستقبل.

ولفت إلى أنّ مدرسة "الفاتح آيا صوفيا" وضعت لخدمة الناس كأول مدرسة في إسطنبول في أعقاب فتح المدينة (1453)، بجوار مسجد آيا صوفيا الكبير.

وأوضح الرئيس التركي أنّ المدرسة استُخدمت لاحقاً لإيواء اليتامى، ثم هُدمت بزعم أنّها تشكّل تلوثاً بصرياً، قائلاً: إنّ "العقلية التي سلخت مسجد آيا صوفيا عن هويته الأصلية بتحويله إلى متحف لم تطق هذه المدرسة أيضاً"

وأضاف أنّ "هذه العقلية المنبهرة ببيزنطة، وغربية أكثر من الغرب، وعلى خلاف مع قيم الشعب، لم تُقدّر كنزنا الثقافي منذ آلاف السنين".

أردوغان: مع افتتاح مدرسة الفاتح آيا صوفيا أضفنا إلى إسطنبول صرحاً آخر كان يُراد محوه، مثلما سُلخ مسجد آيا صوفيا عن هويته الأصلية بتحويله إلى متحف

يُذكر أنّه في 2018 افتتح الرئيس التركي ضريح السلطان "محمد الفاتح" الواقع في باحة جامع "الفاتح" التاريخي الشهير بمدينة إسطنبول، وذلك عقب إتمام أعمال الترميم.

والعام الماضي، أدان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بشدة تحقيق السلطات التركية ضده للاشتباه في عدم احترامه لضريح أحد السلاطين العثمانيين، وهو السلطان محمد الفاتح، وذلك لمجرّد وضع يديه خلف ظهره.

ويرى خبراء أنّ تحويل آيا صوفيا إلى مسجد لا يُسيء إلى وضعها كموقع للتراث الثقافي فقط، بل إنّه ينتهك القانون الدولي. فبالإضافة إلى اتفاقيات اليونسكو الخاصة بمواقع التراث العالمي التي تحظر التدخلات على المواقع المدرجة ضمن برامجها بموافقة الدولة التي تحتضن المَعلم، يتعارض إلغاء وضع آيا صوفيا كمتحف مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان أيضاً.

وقد وافق مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، في حزيران (يونيو) 2020 بطلب من عدة جمعيات على إبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 ينص على اعتبار الموقع متحفاً، وفور صدور هذا القرار أعلن أردوغان تحويل كنيسة آيا صوفيا مسجداً.

وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن الـ6 وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها. وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتُعدّ واحدة من أهمّ الوجهات السياحية في إسطنبول، وكانت تستقبل نحو (4) ملايين زائر.

وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453 تم تحويلها إلى مسجد في العام نفسه، ثم إلى متحف في 1935 بقرار من رئيس الجمهورية التركية الفتية حينذاك مصطفى كمال أتاتورك بهدف "إهدائها إلى الإنسانية".

الصفحة الرئيسية