قرّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحويل متحف ثانٍ، كان في الأصل كنيسة، إلى مسجد، على غرار متحف آيا صوفيا، وقد استغل الرئيس التركي ذلك لادعاء البطولة، والترويج على أنّه نصر للإسلام، بهدف التأثير على العامّة بالخطاب الديني المعتاد.
وكان قرار قضائي قد صدر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي يمنح الضوء الأخضر لتحويل المتحف إلى مسجد، غير أنه لم يُنفذ إلا بعد تحويل متحف آيا صوفيا، علماً بأنّ القرار القضائي في حقه صدر بعد شهور من الأول.
أعلن أردوغان قراره بتحويل متحف كاريه إلى مسجد، علما بأنّ المتحف كان في الأصل كنيسة باسم "المخلص المقدّس في خورا"
وأعلن أردوغان أمس، بحسب ما أورده موقع الحرّة، قراره بتحويل متحف كاريه إلى مسجد، علماً بأنّ المتحف كان في الأصل كنيسة باسم "المخلص المقدّس في خورا"، وهي كنيسة بيزنطية من القرون الوسطى تحتوي على لوحات جدارية تمثل "الدينونة" التي ما يزال يثمنها العالم المسيحي.
وقد تمّ تحويل الكنيسة إلى مسجد كاريه بعد نصف قرن من سيطرة العثمانيين بقيادة محمد الفاتح على القسطنطينية عام 1453، ثم أصبحت متحف كاريه بعد الحرب العالمية الثانية في إطار جهود تركيا لإقامة جمهورية جديدة أكثر علمانية على أطلال الإمبراطورية العثمانية.
وساهمت مجموعة من مؤرخي الفنون الأمريكيين في ترميم الفسيفساء الأصلية للكنيسة، وافتتحتها للعامّة في 1958.
ويثير أردوغان بقراراته المتتالية تحويل كنائس تاريخية إلى مساجد النزعات الطائفية، وقد لاقى قرار تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد انتقادات دولية كبيرة ، خصوصاً من قبل اليونان التي اندلعت فيها تظاهرات قامت بإحراق علم تركيا.
وانتقدت اليونان القرار الأخير، ووصفته بـ"استفزاز آخر"، في وقت تتوتر فيه العلاقات بين أثينا وأنقرة على خلفية التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.