أردوغان يبتز أمريكا: إما طائرات إف -16 وإما التعاون مع روسيا... ما التفاصيل؟

أردوغان يبتز أمريكا: إما طائرات إف -16 وإما التعاون مع روسيا... ما التفاصيل؟


10/09/2022

في صورة جديدة من صور الابتزاز الذي دأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اتباعه لتحقيق مصالح إقليمية ودولية رغماً عن أصحابها، لوّح أردوغان باللجوء إلى دول أخرى مثل روسيا، الخصم التاريخي لواشنطن، في حال لم يفِ الرئيس الأمريكي جو بايدن بوعده بتسليم طائرات مقاتلة من طراز  إف-16.

وكانت واشنطن قد علّقت مشاركة تركيا في برنامج لاستبدال مجموعة واسعة من الطائرات المقاتلة لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو" إبّان شراء أنقرة لمنظومة روسية متطورة للدفاع الصاروخي في 2019، لكن مع التحسن التدريجي في العلاقات الأمريكية التركية منذ تولي بايدن، تعهد الرئيس الأمريكي، على هامش قمة الناتو في حزيران (يونيو) الماضي بمدريد، بتأييد بيع مقاتلات إف-16 الأقل تطوراً لتركيا، غير أنّ الأمر لم يحظَ بدعم الكونغرس الذي تتطلب المبيعات العسكرية تأييده، وسط مخاوف مشرعين أمريكيين بارزين من خطاب تركيا المتشدد حيال خصمها التقليدي اليونان.

لوّح أردوغان باللجوء إلى روسيا في حال لم يفِ الرئيس الأمريكي بوعده بتسليم طائرات مقاتلة من طراز  إف-16

موقف المشرعين الأمريكيين عبّروا عنه من خلال مشروع قانون تم تمريره في تموز (يوليو) الماضي يحظر بيع مقاتلات إف-16 لأنقرة، ممّا اعتبرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، القريبة من دوائر حكم أردوغان، "عقبة جديدة" أمام عملية شراء مقاتلات إف-16، التي تصنعها لوكهيد مارتن الأمريكية.

وبرر المشرعون الأمريكيون تلك الخطوة بأنّها تتضمن وصفاً للخطوات الملموسة المتخذة لضمان عدم استخدامها في "التحليقات غير المصرح بها" في اليونان.

عبّر أردوغان عن أمله في "ألّا تقود" الولايات المتحدة تركيا إلى "مسارات مختلفة"، قائلاً: "الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تبيع الطائرات الحربية في العالم، فالمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا تبيعها أيضاً".

وتابع أردوغان في تصريحات صحفية بعد صلاة الجمعة أمس: "من الممكن الحصول عليها من أماكن أخرى، والبعض الآخر يرسل إلينا إشارات".

وتأتي تصريحات الرئيس التركي، الذي يتسم خطابه بنبرة المساومة كوسيلة للضغط لتحقيق ما يريده، قبل لقاء مقرر مع الرئيس فلاديمير بوتين في قمة إقليمية في أوزبكستان الأسبوع المقبل.

موقف المشرعين الأمريكيين عبّروا عنه من خلال مشروع قانون تم تمريره في تموز الماضي يحظر بيع مقاتلات إف-16 لأنقرة

ومؤخراً خرج أردوغان عن الحياد تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية، واتهم الغرب بشنّ "استفزازات" ضد روسيا، وألقى باللوم على العقوبات الأوروبية في أزمة الطاقة في القارة، وفقاً لـ"ديلي صباح".

وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قدّمت تركيا طلباً لشراء (40) مقاتلة من طراز إف- 16، وما يقرب من (80) مجموعة لتحديث أسطولها المتقادم في صفقة تقدّر بنحو (6) مليارات دولار، غير أنّ عملية الانتهاء من مشروع قانون "الدفاع"، المعروفة بـ"قانون إقرار الدفاع الوطني" الأمريكي، "طويلة"، فبعد الانتهاء منه في مجلس النواب سيتم عرضه على مجلس الشيوخ الأمريكي، الغرفة الثانية للكونغرس، قبل إرساله إلى بايدن للتصديق عليه.

متطلعة لحدوث مفاجأة تنهي أزمة التشريع الأمريكي الذي يحظر بيع المقاتلات لأنقرة، أشارت "ديلي صباح" إلى أنّ بايدن يمكنه استخدام حق النقض ضد مشروع القانون.

وقد تسبب قرار تركيا الخاص بشراء منظومة صواريخ "إس 400" روسية الصنع، في صفقة أبرمت في 2017 وتمّت في نهاية 2019، في توتر العلاقات مع إدارة دونالد ترامب الأمريكية، وتبع ذلك فرض عقوبات على أنقرة، ويقول الأمريكيون إنّ تلك المنظومة لا تتوافق مع أنظمة الدفاع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي إليه تركيا والولايات المتحدة.

ومن بين تلك العقوبات، بحسب موقع "ديفينس بوست"، طرد تركيا من برنامج لاستبدال مجموعة واسعة من الطائرات المقاتلة والهجوم الأرضي لحلفاء الناتو.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية