هزت جريمة مروعة الشارع الجزائري، راحت ضحيتها الشابة ريمة عنان (28) عاماً، بعد أن تعرضت للحرق من جارها، لرفضها الزواج منه.
وتعود تفاصيل الحادثة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، إلى تعرّض عنان للهجوم من جارها وهي على وشك ركوب الحافلة في تيزي وزو، للذهاب إلى العمل، فقد صبّ عليها البنزين، وأشعل النار فيها، وبعد نقلها إلى المستشفى أفاد الأطباء المشرفون عليها أنّ حالتها تتطلب العلاج في الخارج، لأنّ الحروق غطت قرابة 60% من جسدها.
شابة جزائرية تعرّضت للحرق وهي حيّة من جارها، لرفضها الزواج منه
ووفق ما ذكرته مصدر محلية للإعلام الجزائري، فإنّ عنان تعرضت للمضايقة من الرجل الذي هددها بعدما اتخذت الفتاة قرارها بالسفر إلى فرنسا، واستطاع ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من جمع (36500) يورو، من خلال حملات لجمع تكاليف علاج عنان في إسبانيا.
وقد بلغت نسبة الحروق وفق معاينة الأطباء 60%، وما تزال الفتاة تتنفس عبر الأنبوب، وهم يجهزونها للعمليات الجراحية.
الحروق غطت قرابة 60% من جسدها، وأطباء المستشفى الإسباني متفائلون بشأن نجاتها
وبحسب تغريدات متابعين للقضية، فإنّ أطباء المستشفى الإسباني متفائلون بشأن نجاتها، إذ هناك أجزاء من جسمها يمكن استعادتها بسهولة دون جراحة، وأجزاء أخرى من الجسم يمكن استعادتها بالجراحة.
الحادثة أثارت تفاعلاً واسعاً في الأوساط الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولدى جمعيات نسوية حذّرت من ظاهرة تصاعد "قتل النساء" في المجتمع، وأحصت صفحة "لا لقتل النساء"، التي تديرها ناشطات نسويات في الجزائر، عدة حالات للاعتداء على نساء، وقالت إنّ "المرأة في خطر، وإنّ السبب الوحيد في هذه الجرائم هو كره النساء، والتسلط الذكوري القمعي الذي جعل حتى القتل يصبح مقبولاً" على حدّ وصفها.
الدرك الوطني أبلغ عن (8) آلاف حالة عنف ضد المرأة خلال الأشهر الـ (8) الأولى من عام 2021
وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2021، فقد قُتلت (55) امرأة على الأقل في ولايات مختلفة، استناداً إلى أرقام من موقع "فيمينيسيد" الجزائري، في حين أبلغ الدرك الوطني عن (8) آلاف حالة عنف ضد المرأة خلال الأشهر الـ (8) الأولى من عام 2021، وسجلت الشرطة (6930) حالة عنف.
وقالت المنظمة: إنّ السلطات الجزائرية لم تضع خطة عمل وطنية لمكافحة العنف ضد المرأة بشكل فعال، ولا سيّما قتل النساء، وأبرزت أنّ "حالات قتل النساء هذه تزايدت بسبب عدم وجود رد فعل قوي من قبل السلطات، والإفلات من العقاب، وعدم مبالاة المجتمع تجاه جميع أشكال العنف ضد المرأة".