آخر تطورات مفاوضات السويد.. هل يتراجع الحوثيون؟

آخر تطورات مفاوضات السويد.. هل يتراجع الحوثيون؟


10/12/2018

عقد طرفا الحرب اليمنية، أمس، أول محادثات مباشرة بينهما؛ ضمن جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بالسويد، في مسعى لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى، وهو أحد إجراءات عديدة لبناء الثقة، بهدف البدء في عملية سياسية تنهي الصراع المستعر منذ نحو أربعة أعوام.

وأكّد مصدر في الأمم المتحدة؛ أنّ مصير مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر، والتي تضم ميناءً بالغ الأهمية؛ هو البند الأكثر تعقيداً في محادثات السلام المنعقدة في السويد برعاية الأمم المتحدة، بين المتمرّدين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".

الأمم المتحدة: ميناء الحديدة هو البند الأكثر تعقيداً في محادثات السلام المنعقدة في السويد

وقال مصدر أممي: إنّ "الحديدة هي المسألة الأكثر صعوبة"، مضيفاً "تحقيق تقدم في المحادثات حول مينائها يعدّ مفصلياً من أجل إيجاد حلّ للنزاع".

وصرّح وزير خارجية اليمني، خالد اليمني، أول من أمس: بأنّ مطالبة الحكومة اليمنية بانسحاب الحوثيين بشكل كامل من مدينة الحديدة ومينائها غير قابلة للتفاوض.

وأردف الوزير "الحكومة مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة حول الإشراف على أعمال الميناء وتعزيزها، شرط إخلاء الحوثيين للمنطقة".

ومنذ انطلاق المحادثات، الخميس الماضي، يتنقل مسؤولو الأمم المتحدة بين وفدي جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية.

ويتمسك المتمردون الحوثيون في اليمن بعدم انسحابهم من محافظة الحديدة (غرب البلاد)، وتسليم مينائها الإستراتيجي، الذي يستغلون إيراداته في تمويل أنشطتهم الإرهابية، وسرقة المساعدات الإنسانية، وتهريب الأسلحة، فضلاً عن تهديدهم للملاحة في البحر الأحمر.

وما تزال ميليشيات الحوثي الإيرانية، التي تحتل ميناء الحديدة، تصرّ على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بالألغام البحرية والمتفجرات في القاع، والهجمات المتكررة التي تطال السفن المدنية والتجارية، والقوارب المتسللة لتهريب الأسلحة من إيران إلى وكلائها.

وتضاف عشرات الألغام البحرية إلى نهج مليشيات الانقلاب في زرع حقول من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، بشكل عشوائي، في الطرقات والمنازل والمزارع من المناطق التي تطرد منها.

وبلغ عدد هذه الألغام، منذ بدء العمليات العسكرية لتحرير الحديدة، نحو 86 لغماً بحرياً.

وسبق أن استهدفت ميليشيات الحوثي الإيرانية سفناً وبوارج في البحر الأحمر، فعلى مدى أعوام من سيطرة هذه الجماعة الإرهابية على صنعاء، قامت بمحاولات عدة لضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر، ومن بينها محاولات ضرب السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس ميسون"، يومي 9 و12 تشرين الأول (أكتوبر) 2016.

كما لم تسلم سفن المساعدات والإغاثة الإنسانية من التعنت الحوثي، الأمر الذي منعها من الوصول إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها من المدنيين.

وسبق أن استولى الحوثيون على سلال غذائية وصلت إلى ميناء الحديدة، كمساعدات لمستحقيها، لكنهم سرقوها وباعوها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، من أجل تمويل عملياتهم العسكرية.

وتعد هذه السياسة الحوثية جزءاً من مخططها الإرهابي في هذه المنطقة الإستراتيجية، ليس على الخريطة اليمنية فحسب، بل وعلى خريطة الملاحة الدولية ككلّ.

وكان الحوثيون قد هدّدوا بتحويل البحر الأحمر إلى ساحة حرب عبر قطع ميليشياته للملاحة في حال واصل التحالف العربي عملياته وتقدمه باتجاه الحديدة.

 

الصفحة الرئيسية