قرقاش: على الدول العربية ألا تكتفي بدور الممول فقط لحماية أمنها

الإمارات

قرقاش: على الدول العربية ألا تكتفي بدور الممول فقط لحماية أمنها


12/12/2017

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، "إنّ المنطقة العربية بدأت تدريجياً بالعودة إلى الاستقرار بعد مرور عقد من الفوضى"، مؤكداً أنّ "العودة إلى الاستقرار بمنزلة العودة إلى دور الدولة".
كلام المسؤول الإماراتي جاء ضمن فعاليات منتدى "حوار المنامة"، في نسخته الثالثة عشرة، الذي استضافته مملكة البحرين، واختُتمت فعالياته أول من أمس.

نعمل بجد باتجاه عودة الاستقرار في المنطقة بعد أكثر من عقد من الفوضى والتحديات

وأردف قرقاش أنّ "وجود ثغرات سمح بهيمنة المتطرفين في بعض المناطق كالعراق وسورية"، في إشارة إلى سيطرة تنظيم "داعش" في العام 2014 على مدينة الرقة السورية وإعلانها عاصمة لخلافته المزعومة واحتلاله مدينة الموصل في العام نفسه، لافتاً النظر إلى أنّ (اليمن يواجه الآن سيناريو مماثلاً لـ "داعش")، مؤكداً أنه لا يمكن أنْ تكتفي الدول العربية بدور المموّل فقط من أجل حماية أمنها، وإنما يتوجب عليها أن تكون بنفسها في الصفوف الأمامية لتحقيق ذلك.
ثلاثة موضوعات أساسية
قرقاش قال في مداخلته خلال المنتدى إنّ "هناك ثلاثة مواضيع أساسية يودّ التحدث فيها: الأول، أننا في دولة الإمارات نعمل بجد باتجاه عودة الاستقرار في المنطقة بعد أكثر من عقد من الفوضى والتحديات". وفي إشارة إلى حركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن قال الوزير الإماراتي: "لدينا في اليمن منظمة إرهابية أخرى، ونرى أن هناك في اليمن سيناريو مماثلاً لسيناريو داعش (في العراق وسورية)، وكل هذه الأمور مهمة للغاية، فالعودة إلى الاستقرار مهمة لنا ولباقي دول العالم من أجل منع الإرهاب، (حيث) الشرق الأوسط في أوروبا، وأوروبا في الشرق الأوسط... ولا يمكن فصل المنطقتين" .

رأينا بلداناً مثل إيران وتركيا تؤدي دوراً (إقليمياً) أكبر في ظل ضعف الدور العربي

وقال قرقاش إن الأمر الثاني يتعلق بإيران التي تؤدي، برأيه، "دوراً تعطيلياً في المنطقة العربية؛ من خلال نشر فن النعرات الطائفية،عبر  المجموعات التابعة لها التي تشكلها، وهذا ما نواجهه يومياً مع حزب الله الذي يعمل على زعزعة الاستقرار في لبنان والبحرين والكويت ونرى بصماته أيضاً في اليمن"، مضيفاً: "إيران تؤدي دوراً، والأتباع يستخدمون أنشطة إرهابية ونعرات طائفية، تتيح لهم الحصول على بعض المنافع السياسية في الوضع الحالي".
علاقة التطرف بالإرهاب
وفي حديثه عن الرابط بين التطرف والإرهاب قال المسؤول الإماراتي: "أما المسألة الثالثة التي تثير اهتمامنا فهي الربط ما بين التطرف والإرهاب؛ فلا يمكن أن نهزم الإرهاب من دون هزيمة الخطاب المتطرف، وهذه من المجالات التي يرى البعض أنّ لدى دولة الإمارات موقفاً صارماً منها"، واستطرد قائلاً": كل المؤشرات تقول إنّ الإخوان المسلمين مستعدون أن يستخدموا الدعوة إلى العمل العنيف من أجل زعزعة الاستقرار في مصر، وهو ما رأيناه بشكل متكرر من قِبل هذه المنظمة، ولهذا فثمة رابط واضح بالنسبة إلينا، ولابد من التعاطي مع التطرف والإرهاب". وتابع : "دائماً نسمع عن المقاربة المتكاملة التي تجمع ما بين السرديات والتمويل والشأن العسكري"، داعياً إلى مواجهة الخطاب المتطرف الذي يقدّم التبرير والتحشيد والاستقطاب، وقال "لم نَعُدْ نشعر أننا وحيدون مع هذا الأمر، وما حدث طيلة السنوات الست الماضية أكد أننا على صواب" .

استقلالية دول "مجلس التعاون"
في سياق آخر، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أن "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" يضم دولة كبيرة وخمس دول صغيرة و"لذلك فإن كل دول المجلس لديها سياسة مستقلة، ولدينا منتدى سياسي مستقل ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي، ولكن المسألة مع قطر هي أننا نتحدث عن دولة صغيرة ولكنها غنية للغاية، وتستخدم بعضاً من ثروتها الطائلة كمنصة لدعم المجموعات الجهادية، وهذا ما شهدناه منذ بداية الربيع العربي من خلال مراهناتهم على جدول الأعمال الجهادي". وأضاف قرقاش: "أعتقد أنّ الاستجابة لمطالبنا الثلاثة عشر ستكون إطاراً لنقاشات بنّاءة، وقطر تحت ضغطنا تقوم ببعض الأمور التي كان من المفترض أن تقوم بها سابقاً؛ فقد قامت بتوقيع اتفاقات لكبح تمويل الإرهاب وتقوم بسن القوانين، وأعتقد أنّ هذه الأمور مسألة أساسية في مقاربتنا الشاملة".

قرار ترامب حول القدس
وبشأن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول القدس وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس قال قرقاش "إن هذه المسألة بمنزلة هِبة للراديكاليين والمتطرفين الذين سيستخدمون هذا الأمر لتعزيز خطاب الكراهية، ليس لاهتمامهم بقضية القدس وإنما لاهتمامهم بالاستقطاب الحالي الذي نشهده حالياً"، منوّهاً بأنّ "جزءاً من دحر التطرف يقتضي إعادة تعزيز الأمة واستحداث المصداقية للدول العربية"، معتبراً أنّ "دور المملكة العربية السعودية ومصر والعراق كبير في مقاربتنا"، مشيداً بتقرب العراق من الكثير من الدول العربية، مبيناً أن السعودية والإمارات والأردن يؤدون دوراً كبيراً ومهماً في هذا الصدد.
مسؤوليتنا عن حماية أمننا الداخلي
وحول التدخلات الإقليمية في الشأن العربي قال قرقاش: "رأينا بلداناً مثل إيران وتركيا تؤدي دوراً (إقليمياً) أكبر في ظل ضعف الدور العربي"، موضحاً أنّ على الدول العربية ألا تكتفي بدور الممول للحصول على عبء حماية أمنها، وإنما يتعيّن عليها أن تكون "جزءاً من البلدان التي تتحمل هذا العبء"، برأي المسؤول الإماراتي، الذي تابع: "لا يمكن أن تكون مساهماتنا مالية فقط، بل يجب أن نكون في الصف الأمامي كي نتمكن من حماية أمننا الداخلي".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية