ما لا تعرفه عن البلطجة الإلكترونية.. وكيف تؤثر في الصحة العقلية؟

ما لا تعرفه عن البلطجة الإلكترونية.. وكيف تؤثر في الصحة العقلية؟


28/11/2018

أصدرت جمعية "تشليدرنز سوسايتي" البريطانية، تقريراً تؤكّد فيه أنّ فشل مواقع التواصل الاجتماعي في التصدي لظاهرة التنمر الإلكتروني، يزيد المخاطر على الصحة العقلية لصغار السنّ.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي بريدك الإلكتروني من السرقة؟

التقرير جاء نتيجة مسح أجرته مؤسسة "سايفتي نت"، بمشاركة 1089 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 11 و25 عاماً، وجهت إليهم أسئلة عن تجارب مع رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو البريد الإلكتروني، أو رسائل نصية تنطوي على محتوى مسيء، بحسب ما أورد موقع الـ "بي بي سي".

اقرأ أيضاً: "قرصنة الدماغ" جرائم إلكترونية جديدة تهدّد أدمغتنا ..ذاكرتنا في خطر
خلال المسح تبيّن أنّ حوالي ثلثي المشاركين في المسح يفضّلون ألا يخبروا والديهم حال التعرض لأيّة تجربة مزعجة على الإنترنت، في حين رأى 83% من المشاركين أنّ على الشركات المشغلة لمواقع التواصل الاجتماعي أن تبذل المزيد من لجهود للتعامل مع هذه المشكلة.

ما هو التنمر عبر الإنترنت؟

تتّخذ البلطجة الإلكترونية أشكالاً عدة، من بينها:
- الرسائل المتكررة بإلحاح.
- نشر صور أو معلومات تخدش الحياء.
- إنهاء صداقة بشكل جماعي للحسابات التي يستهدفها ممارسو التنمر.

التقرير جاء نتيجة مسح أجرته مؤسسة "سايفتي نت"، بمشاركة 1089 شخصاً

وهنا تقول إحدى الفتيات المشاركات في المسح: "تعليقات مسيئة على صور سلفي، ومنشورات على فيسبوك، وتغريدات على تويتر، وأشخاص يلتقطون صوراً للشاشة التي تعرض منشورات سنابشات للسخرية منها، أعتقد أنها من الأمور التي لا يأخذها أغلب الناس على محمل الجد"، مرجحة أنّ مجرد تعليق مسيء واحد قد يلحق ضرراً بالشخص المستهدف.

وبحسب "بي بي سي"؛ فقد جاء في تقرير "سايفتي نت": "أغلبية من أجابوا على أسئلة المسح كان لديهم شعور بأنّ أحداً لا يتخذ إجراءات ضدّ من يمارسون التنمر في العالم الافتراضي، على عكس ما يحدث في العالم الحقيقي".

حلول مقترحة لحلّ المشكلة
إحدى المشاركات في المسح، وتبلغ 15 عاماً، قالت: "شركات التواصل الاجتماعي ينبغي أن تأخذ المسألة بجدية أكثر، فحال الإبلاغ عن التعرض للتنمر عبر الإنترنت، لا ينبغي أن تستغرق مراجعة الشكوى أياماً عدة؛ بل عليهم أن يحذفوا المحتوى موضوع الشكوى على الفور".

اقرأ أيضاً: هل ينجح دعاة فيسبوك وتويتر بمحاصرة الإرهاب الإلكتروني؟

وأضافت "ردّ الفعل من جانب الكبار يتضمن حذف الحساب لتفادي التعرض للمضايقة، لكن ذلك يسلب جزءاً من حياة الشاب/ الشابة، دون أن يرتكبوا خطأ يستدعي ذلك".

طالب التقرير باتخاذ إجراءات ضدّ البلطجة الإلكترونية، وطرح عدداً من التوصيات

وطالب التقرير شركات التواصل الاجتماعي والحكومة باتخاذ إجراءات ضدّ البلطجة الإلكترونية، كما طرح عدداً من التوصيات للشركات المشغلة لهذه المواقع والتطبيقات الإلكترونية، حدّدها بالآتي:
- الاستجابة للإبلاغ عن التعرض للبلطجة الإلكترونية خلال 24 ساعة من تلقي الشكوى.
- تقديم إرشادات واضحة للشباب من المستخدمين عن السلوك الأمثل الذي ينبغي اتباعه على الإنترنت.
- اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضدّ من يخرقون القواعد.

من جانبها، وضعت الحكومات التوصيات الآتية:
- تدريس الأمن الإلكتروني في المدارس.
- مطالبة شركات التواصل الاجتماعي بإرسال بيانات عن ممارسي التنمر الإلكتروني للسلطات.
إفراط الشباب في استخدام المواقع
وكشفت نتائج المسح أيضاً؛ أنّ استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعدّ نوعاً جديداً من الإدمان؛ إذ أكّد واحد من كلّ عشرة مشاركين أنّه يدخل تلك المواقع بعد منتصف الليل يومياً.

أليكس: البلطجة الإلكترونية تدمّر حياة الشباب، وما تزال استجابة الشركات رمزية وتفتقر إلى الكفاءة

ووصف أحد المشاركين التواصل الاجتماعي بأنه "مثل الدواء تقريباً"، وأكّد آخرون أنّهم يشعرون أحياناً بأنّهم يفتقرون إلى الكفاءة إذا لم يحصلوا على الكثير من إعجاب الآخرين، أو لم يقبل على حساباتهم الكثير من المتابعين.

كما كشف المسح أنّ من يستخدمون وسائل التواصل بإفراط بين المشاركين يعانون من مشكلات اجتماعية ويعانون من أعراض القلق والاكتئاب.

وأظهرت النتائج أيضاً أنّ من تعرضوا لممارسات بلطجة إلكترونية، غالباً ما يتفقدون بشكل متكرر "أحدث الأخبار" على فيسبوك، لمعرفة ماذا قيل عنهم، أو نشر عنهم، على منصات التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: الألعاب الإلكترونية مصيدة أطفالنا المهمَلين

وقال عضو البرلمان أليكس شوك: "البلطجة الإلكترونية تدمّر حياة الشباب، في حين ما تزال استجابة شركات التواصل الاجتماعي رمزية وتفتقر إلى الكفاءة، فقد فشلت في تحديد الحجم الحقيقي للمشكلة".

وأضاف "هذه الشركات استغرقت وقتاً طويلاً في القيام بالمهام المنوطة بها، لكن حان الوقت لأن تكون أكثر شفافية وقوة وقبولاً للمساءلة، إلى حدّ بعيد يتجاوز ما هي عليه الآن".

الصفحة الرئيسية