
اعتقلت الأجهزة الأمنية في محافظة المهرة، شرقي اليمن، أحد أبرز قيادات جماعة الحوثي، المدعو محمد أحمد علي الزايدي، أثناء محاولته الفرار عبر منفذ "صرفيت" الحدودي باتجاه سلطنة عُمان، في واقعة كشفت عمق التخادم بين ميليشيا الحوثي الإيرانية وحزب (الإصلاح) "الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن".
ووفق بيان رسمي صادر عن اللجنة الأمنية في المهرة، نقله موقع (المنتصف نت)، فقد أُوقف الزايدي، الذي يحمل جوازًا دبلوماسيًا صادرًا عن الحوثيين، خلال مروره عبر المنفذ أول من أمس. وجرى رصد طقم مسلح خارج المنفذ كان في مهمة لتأمين فراره، الأمر الذي استدعى رفع الجاهزية الأمنية.
الزايدي، القيادي الحوثي البارز، لا يُعدّ مجرد عنصر في الجماعة، بل يُعرف بأنّه أحد أخطر ضباط الاستخبارات الحوثية، والمسؤول المباشر عن ملف تهريب الأسلحة الإيرانية والمخدرات عبر الحدود العُمانية اليمنية، وتحديدًا من محافظة المهرة التي لطالما استُخدمت كمنفذ خلفي لتمويل الحوثيين. وتشير التقارير إلى تورطه في إدارة عمليات اغتيال وتصفية لخصوم الجماعة، وتنقله المتكرر بين مناطق الحوثيين والمهرة عبر شبكة تهريب مُحكمة.
الحادثة أعادت تسليط الضوء على ما يعتبره مراقبون شبكة تخادم راسخة بين جماعة الحوثي وحزب (الإصلاح)، الذي يتهمه كثيرون بإدارة طرق التهريب داخل مناطق الشرعية، مستغلًا نفوذه داخل بعض المؤسسات الأمنية والعسكرية، لا سيّما في محافظتي المهرة ومأرب.
وتقول مصادر أمنية إنّ طُرق التهريب التي تمرّ عبر هذه المحافظات، لا تُستخدم فقط لنقل الأسلحة والذخائر، بل أيضًا لتمرير عناصر حوثية وإيرانية وقيادات من حزب الله، وحتى عناصر أجنبية من تنظيم (القاعدة)، وهو ما يشير إلى وجود تنسيق لوجستي عميق تديره أطراف إخوانية مرتبطة بإيران بشكل غير مباشر.
ويُعتقد أنّ منفذ "صرفيت" الحدودي بات من أبرز الممرات الآمنة للحوثيين، نتيجة تغلغل عناصر محسوبة على الإخوان في الأجهزة المحلية، الأمر الذي أتاح تمرير شحنات عسكرية ومخدرات بتمويل إيراني في ظل غياب الرقابة الفعلية.
ويرى مراقبون أنّ هذه العملية تمثل نقطة تحول، وقد تمهد الطريق لتفكيك شبكات التخادم الإخواني الحوثي داخل مناطق الشرعية. كما أنّها تفتح الباب أمام مراجعة العلاقة مع المكونات المشبوهة التي تعمل داخل أجهزة الدولة أو تستغلها لتحقيق مصالح أطراف خارجية، في إشارة واضحة إلى دور حزب (الإصلاح) في حماية هذه الشبكات.
وقد طالب محللون بتحقيق شامل في حجم التغلغل الإخواني داخل المنافذ والمناطق الحدودية، وربطوا ذلك بتكرار عمليات التهريب الفاشلة التي كشفتها قوات التحالف والقوات الأمنية خلال الأعوام الأخيرة، لافتين إلى أنّ اعتقال الزايدي ليس مجرد ضربة أمنية للحوثيين، بل كشف شبكة عميقة من التحالفات الخفية بين أعداء الدولة في الداخل والخارج.