هل يصمد الحوثيون إذا أوقفت إيران الدعم؟.. باحث أمريكي يجيب

هل يصمد الحوثيون إذا أوقفت إيران الدعم؟.. باحث أمريكي يجيب

هل يصمد الحوثيون إذا أوقفت إيران الدعم؟.. باحث أمريكي يجيب


30/06/2025

حذّر الباحث الأمريكي مايكل روبين من خطأ الاعتقاد بأن جماعة الحوثيين في اليمن ستتلاشى ببساطة إذا فقدت الدعم الإيراني، مؤكداً أن هذا التنظيم القبلي الزيدي متعطش للسلطة والمال، ولن يتردد في البحث عن وسائل بديلة للبقاء حتى لو تحوّل إلى أساليب إجرامية عابرة للحدود.

وأوضح روبين، في مقال نشره موقع معهد أمريكان إنتربرايز البحثي، ونقلته صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، أن الحوثيين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن منذ أكثر من عقد، بفضل القهر والسلاح، وليس من خلال كسب القلوب والعقول. وأشار إلى اعتمادهم على تهريب السلاح عبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر ومنطقة المزيونة الحرة، إضافة إلى سيطرتهم على المساعدات الدولية التي تمر عبر الحديدة لاستخدامها في بناء شبكات الولاء ومكافأة المقاتلين، بينما يُتعمَّد تجويع اليمنيين غير الموالين.

هذا التنظيم القبلي الزيدي متعطش للسلطة والمال ولن يتردد في البحث عن وسائل بديلة للبقاء حتى لو تحوّل إلى أساليب إجرامية عابرة للحدود

وفي سياق تحليله للوضع الإقليمي، لفت روبين إلى أن استثمار إيران في الحوثيين كان مكلفًا للغاية، في وقت لم يعد النظام الإيراني قادراً على تحمّل أعباء التوسع الخارجي. وقال: "شحنات السلاح والعمليات اللوجستية تتطلب أموالاً لم يعد خامنئي والحرس الثوري يملكانها"، مشيراً إلى تخلّي طهران تدريجياً عن دعم بشار الأسد وكفاحها الصعب للدفاع عن حزب الله، وعجزها عن التصدي للعمليات الإسرائيلية ضد حماس.

ورجّح روبين أن يواجه الحوثيون تراجعاً تدريجياً، وربما انقطاعاً كاملاً للدعم الإيراني، ما يضع قادتهم أمام خيارات محدودة لتأمين الأموال الضرورية لدفع رواتب المقاتلين. وأضاف: "رغم أنهم يلبسون عباءة الحكم، فهم في جوهرهم عصابة إجرامية... وحتى العصابات تحتاج إلى دفع الرواتب".

وحذّر الكاتب من تكرار النموذج الصومالي، حين تحوّلت مجموعات من الصيادين الصوماليين إلى القراصنة بعد انهيار الدولة، وبدأوا في خطف السفن العابرة قبالة خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، حتى تحولت القرصنة إلى تجارة مربحة قائمة على "الاستثمار وتقاسم الأرباح".

روبين: إذا خسر الحوثيون تمويلهم الإيراني ربما يرون في القرصنة الملاذ الأمثل للبقاء

 

وقال روبين: "إذا خسر الحوثيون تمويلهم الإيراني، ربما يرون في القرصنة الملاذ الأمثل للبقاء. الموانئ الصغيرة شمال الحديدة يمكن أن تتحول إلى بؤر للخطف والابتزاز، خصوصًا أن طرق الملاحة تمر بمحاذاتها يومياً".

كما لم يستبعد الكاتب أن ينخرط الحوثيون في أنشطة أخرى على غرار ما فعله حزب الله اللبناني، الذي لجأ إلى تهريب الهيروين والكوكايين عبر أفريقيا نحو أوروبا والشرق الأوسط لتمويل عملياته. وأضاف أن الجماعة قد تسعى لتفعيل شبكات حزب الله وخلايا شيعية في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية لتوسيع أنشطتها الإجرامية.

واختتم روبين مقاله بسؤال مفتوح: "هل المجتمع الدولي مستعد للتعامل مع الشكل الجديد للحوثيين؟ وهل يدرك أن جماعات المافيا المنظمة قادرة على التكيف السريع واستكشاف مصادر دخل بديلة عند فقدان الموارد القديمة؟ أم سيكتفي الغرب بالاحتفال بتراجع النفوذ الإيراني، بينما يخلق فراغ التمويل تهديدات جديدة للملاحة الدولية والأمن الإقليمي؟"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية