الحوثيون تحت الحصار المالي والعسكري: هل تنقذهم إيران؟

الحوثيون تحت الحصار المالي والعسكري: هل تنقذهم إيران؟

الحوثيون تحت الحصار المالي والعسكري: هل تنقذهم إيران؟


10/06/2025

تواجه جماعة الحوثي في اليمن ضغطًا عسكريًا واقتصاديًا غير مسبوق، في ظل تصاعد الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت حيوية واقتصادية تابعة لها، ما دفعها إلى التماس دعم عاجل من إيران لتعويض انهيار موازنتها التشغيلية.

وبحسب مصادر يمنية مطلعة، تراجع دخل الجماعة إلى النصف تقريبًا، خصوصًا في ما يخص رواتب المقاتلين ونفقات الجبهات الداخلية، نتيجة العقوبات الأميركية وضربات إسرائيلية استهدفت منشآت نفطية وصناعية، بالإضافة إلى مطار صنعاء ومحطات الكهرباء الحيوية.

الضربات لم تكن عسكرية فقط، بل ألحقت ضررًا بالغًا بالمنظومة الاقتصادية الحوثية. فواز منصر، محرر الشؤون اليمنية في "سكاي نيوز عربية"، أشار إلى أن هذه المرحلة "خانقة اقتصاديًا"، لافتًا إلى تراجع الموارد الرئيسية مثل السوق السوداء، وأنشطة الموانئ، والضرائب المفروضة على التجار.

وأضاف أن عدة بنوك ومؤسسات مالية نقلت مقراتها إلى عدن، مما أضعف قدرة الحوثيين على التحكم بالسوق، فيما أدت سياسة الضرائب المزدوجة على البضائع إلى انكماش اقتصادي واستياء واسع في الأوساط التجارية بمناطق سيطرة الجماعة.

أدت سياسة الضرائب المزدوجة على البضائع إلى انكماش اقتصادي واستياء واسع في الأوساط التجارية بمناطق سيطرة الجماعة

ورغم هذه الأزمة، لا تزال القوة الصاروخية والطيران المسيّر للجماعة تعمل بكفاءة، مستهدفة السفن في البحر الأحمر وإسرائيل. ويعزو منصر ذلك إلى الدعم الإيراني المباشر، موضحًا أن تمويل هذا القطاع منفصل تمامًا ويشرف عليه "فيلق القدس"، ما يجعل الحوثيين قادرين على مواصلة التصعيد رغم شللهم المالي الداخلي.

الطلب الحوثي الأخير برفع مستوى الدعم من طهران يكشف هشاشة وضع الجماعة، ويضع إيران أمام معادلة صعبة: الاستمرار في دعم الحليف الصامد في صنعاء رغم الضغوط الداخلية والخارجية، أم إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية؟

ويرى منصر أن طهران لن تتخلى عن الحوثيين، بل قد تعيد توجيه جزء من تمويل حزب الله نحو اليمن، لأن الحوثيين باتوا الورقة الأكثر فعالية في معادلة الردع الإقليمي. 

ومع تصاعد الفقر وهيمنة السوق السوداء بقيادة شخصيات مثل محمد عبدالسلام، يبدو أن إيران تستثمر في كيان عسكري أكثر منه سياسي.

المشهد في صنعاء يُنذر بانفجار اجتماعي محتمل، في ظل غياب أي مشاريع تنموية، وانقطاع رواتب الموظفين، واتساع الفجوة بين القيادة العسكرية والمدنيين.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية