"نهب واختطاف"... تساؤلات حول سلطة الإخوان في تعز

في حادثة وُصفت بـ "الخطيرة والهمجية"، أقدمت شرطة النجدة وقسم شرطة الضباب في محافظة تعز، الخاضعة لنفوذ حزب (الإصلاح) "الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن"، على اقتحام مسلح لمحطة مؤسسة (ساسكو) لتموين الغاز والمركبات بمنطقة الضباب، مطلع الأسبوع الجاري. 

هذا الاعتداء أسفر عن اختطاف موظفين ونهب ممتلكات، وأعقب الاقتحام إطلاق نار حي لترهيب الموظفين وطردهم بالقوة من داخل المنشأة، إضافة إلى نهب معدات وأدوات وممتلكات خاصة بالمؤسسة، واختطاف (2) من العاملين فيها، ممّا يثير تساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية في المحافظة.

وأفادت مؤسسة (ساسكو) في بلاغ رسمي أنّها تدين وتستنكر بشدة هذا الاعتداء الذي تمّ عبر عملية اقتحام مسلحة واحتلال المبنى الرئيسي للمحطة. 

شرطة النجدة وشرطة الضباب في محافظة تعز الخاضعة لنفوذ حزب (الإصلاح) متهمتان باقتحام محطة مؤسسة (ساسكو).

وأكدت المؤسسة أنّ ما حدث "يمثل سلوكًا خارجًا عن مهام الأجهزة الأمنية، ويعكس تصرفات عصابات لا جهات رسمية يفترض أنّ دورها حماية المؤسسات"، وفق ما نقل موقع (عدن تايم).

واعتبرت (ساسكو) هذا الاعتداء "سابقة خطيرة تمسّ بنية الاستثمار والخدمات في محافظة تعز، وتوجه ضربة مباشرة لمناخ العمل المؤسسي والقانوني".

وقد حمّلت مؤسسة (ساسكو) شرطة النجدة وقسم شرطة الضباب المسؤولية الكاملة عن هذا "الاعتداء الإجرامي"، وما ترتب عليه من أضرار مادية ومعنوية. وأكدت رفضها القاطع لـ "تحويل الأجهزة الأمنية إلى أدوات استهداف للمؤسسات الخدمية تحت غطاء رسمي".

وفي هذا السياق، وجهت المؤسسة نداءً عاجلًا إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ووزراء الداخلية والدفاع، ومحافظ تعز، وقائد محور تعز، ومدير الأمن، ومشايخ وأحرار المحافظة. 

(ساسكو): إنّ ما حدث "يمثل سلوكًا خارجًا عن مهام الأجهزة الأمنية، ويعكس تصرفات عصابات لا جهات رسمية يفترض أنّ دورها حماية المؤسسات".

وطالبت بالتدخل العاجل لوقف هذا الانتهاك، وفتح تحقيق شفاف في الحادثة، وإعادة الأمور إلى نصابها القانوني. وطالبت أيضًا باتخاذ إجراءات رادعة بحق المتورطين، وإخراج القوات المعتدية من حرم المحطة، وضمان إعادة الاعتبار للمؤسسة، ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن هذا العمل الإجرامي.

واختتمت المؤسسة بلاغها بالتأكيد على تمسكها الكامل بحقها القانوني في ملاحقة المعتدين عبر القضاء، والمطالبة بالتعويض عن الأضرار والخسائر، مشددة على أنّها لن تتوانى في اتخاذ كل الخطوات القانونية لحماية حقوقها وكرامتها كمؤسسة وطنية خدمية.

حزب (الإصلاح)، وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، يُتهم على نطاق واسع بالسيطرة على مؤسسات الدولة في تعز واستغلالها لمصالحه، بما في ذلك ممارسات النهب والفساد والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة.

وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب انتشارًا للعصابات المسلحة والفوضى الأمنية، ويُزعم أنّ هذه العصابات ترتبط ببعض القيادات النافذة في الحزب والمحور العسكري الموالي له.