جهاز استخبارات فوق الدولة.. الحوثيون يعمّقون مشروعهم الأمني الطائفي

جهاز استخبارات فوق الدولة.. الحوثيون يعمّقون مشروعهم الأمني الطائفي

جهاز استخبارات فوق الدولة.. الحوثيون يعمّقون مشروعهم الأمني الطائفي


26/05/2025

 كشف تقرير لمنصة "ديفانس لاين" أن جماعة الحوثي في اليمن أنشأت جهازا استخباراتيا جديدا يحمل نفس اسم "جهاز أمن الثورة"، يشرف عليه مباشرة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في خطوة تعكس طموحات الجماعة التوسعية المدعومة من إيران، وتشير إلى حالة من الهلع من المجتمع لدى الميليشيا، وفقا لمراقبين.

ويعتبر هذا الجهاز الجديد، بحسب "ديفانس لاين"، محاولة لتعزيز الهيكلة الاستخباراتية والأجهزة الأمنية لدى الحوثيين على غرار النموذجين الإيراني واللبناني.

ونقل التقرير عن مصادر أمنية أن الجهاز سيُكلّف بمهام استراتيجية تشمل توجيه الأداء العام للأجهزة الأمنية الحوثية، والتخطيط والرقابة، وتنسيق عمل بقية الكيانات الأمنية التابعة للجماعة، وهو ما يجعله كيانًا أعلى نفوذًا ضمن مشروع ما يسمى "ثورة 21 سبتمبر" و"الرؤية الوطنية"، بحسب موقع "ميدل ايست اونلاين".

وأشارت المصادر إلى أن الجهاز سيضطلع بمسؤوليات تتصل بـ"الأمن الخارجي والإقليمي"، مما يتناغم مع الطموحات التوسعية للجماعة ويوازي في دوره وهيكله وزارة الاستخبارات الإيرانية (الإطلاعات).

وبحسب التقرير، تدير الجماعة الحوثية بالفعل عدة أجهزة أمنية واستخباراتية، بعضها ورثته من الدولة اليمنية وأخرى استحدثتها خلال العقد الماضي، وتُسند إدارتها حصريا لقيادات مقربة من زعيم الجماعة وعائلته، وشبكة من طبقة السلاليين المتحدرين من صعدة بدرجة رئيسية، ويخدم فيها عناصر يتم اختيارهم بمعايير طائفية ومناطقية تعتمد على القرابة والولاء الإيديولوجي.

تدير الجماعة الحوثية بالفعل عدة أجهزة أمنية واستخباراتية بعضها ورثته من الدولة اليمنية وأخرى استحدثتها خلال العقد الماضي

وكلّفت الجماعة القيادي جعفر محمد أحمد المرهبي، المعروف بـ"أبو جعفر"، بقيادة الجهاز الجديد. يُعد المرهبي من الشخصيات الأمنية النافذة في التنظيم الحوثي، وله سجل حافل بالنشاطات السرية المرتبطة بأجهزة استخبارات "فيلق القدس" الإيراني و"حزب الله" اللبناني.

ويحمل المرهبي خلفية ميدانية وأمنية تعود إلى بداية الصراع، حيث اعتُقل مرتين في 2003 و2004 على خلفية نشاطات حوثية في صنعاء، وأدين لاحقاً في 2008 بتهم تتعلق بالإرهاب، قبل الإفراج عنه بعفو رئاسي عام 2011. منذ ذلك الحين، شارك في تأسيس جهاز "الأمن الوقائي" وتولى مناصب أمنية بارزة.

وفي عام 2016، حصل على رتبة "عقيد" بقرار من اللجنة الثورية التابعة للجماعة، وتمت ترقيته لاحقاً إلى "لواء"، كما شغل مواقع حكومية رمزية، من بينها وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة عام 2023.

ورغم ظهوره المحدود، تعتبره الجماعة أحد رموزها الأمنيين المحوريين، وتفرض سرية مشددة حول تحركاته، لدرجة حذف كل ما يتعلق به من مقاطع وأخبار في وسائل الإعلام التابعة لها، بما في ذلك مواد وثائقية بثّتها قناة "المسيرة".

وعمدت الجماعة إلى إنشاء وتوسيع شبكة معقدة من الأجهزة الأمنية والمخابراتية، والتي تتولى مهام المراقبة، الاعتقال التعسفي، التعذيب، وأحيانا الإعدامات خارج نطاق القانون، بهدف الحفاظ على "ثورة 21 سبتمبر" و"الرؤية الوطنية" التي تتبناها.

وتتأثر الهيكلة الأمنية والاستخباراتية للحوثيين بشكل كبير بالنموذجين الإيراني (وزارة الاستخبارات الإطلاعات والحرس الثوري) واللبناني (حزب الله). وهذه العلاقة ليست وليدة اليوم، فإيران تقدم دعما عسكريا وسياسيا ولوجستيا للحوثيين منذ سنوات، ضمن استراتيجيتها لتوسيع نفوذها الإقليمي وتشكيل ما تسميه "محور المقاومة".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية