
محمد ثروت
أثار بيان متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم الإخوان الإرهابي في مصر، حالة من الجدل الواسع، بعد أن زعم البيان حلّ التنظيم، والتوقف الكامل عن ممارسة النشاط السياسي، والاكتفاء بالعمل "الدعوي"، حسبما جاء في البيان المزعوم.
وبحسب البيان، فإن التنظيم الإرهابي وجّه رسالة إلى الحكومة المصرية، داعياً إلى ما أسماه "المصالحة الوطنية"، وإطلاق سراح "المعتقلين السياسيين".
وثارت الشكوك حول صحة بيان الإخوان، خاصة أنه لم يتم نشره على أي منصة إعلامية تابعة للتنظيم الإرهابي، ما يدل على أنه مفبرك، أو "بالون اختبار" من جانبه.
وقال أحمد سلطان، المحلل السياسي، والباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، إن بيان تنظيم الإخوان الإرهابي مُفبرك وغير صحيح، ومجرد مناورة من بعض الأطراف.
وتابع سلطان بقوله: "بالمناسبة مجموعة صلاح عبد الحق (ما تُعرف بجبهة لندن وفي رواية إخوان سايت) طرحت فكرة شبيهة، وهي اعتزال العمل السياسي لمدة 10 سنوات على الأقل، مقابل اتفاق يتضمن إطلاق سراح السجناء، وسعت للتفاوض على هذا الأمر، والتقت باثنين من الباحثين المعروفين بقربهما من دوائر السلطات المصرية في لبنان وأذربيجان في وقت سابق، وهذه المبادرة رفضتها القاهرة".
وأضاف: "مجموعة محمود حسين (ما تُعرف بجبهة إسطنبول/ إخوان أون لاين) ترفض نهج التفاوض أصلاً حتى الآن، كما أن مجموعة المكتب العام (تيار التغيير/ الأمانة العامة لتنظيم الإخوان)، ترفض هذا أيضاً، وترى ضرورة التغيير بالقوة.
ويرى سلطان أن المجموعات الفرعية الأخرى متباينة في مواقفها، والخلاصة أن تنظيم الإخوان الإرهابي غير مؤثر في المشهد على المستوى الاستراتيجي، ويعمل فقط على إثارة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها، قالت الدكتورة سمية عسلة، الباحثة في العلوم السياسية، إن البيان المزعوم مجرد محاولة لجس نبض من قبل الإخوان لمعرفة ردود الفعل على الصعيد المحلي في مصر، خاصة بعد خسائرهم الفادحة في غزة، وفقدانهم الحاضنة الشعبية المصرية والعربية.
ورأت عسلة أن تنظيم الإخوان الإرهابي يجهز لـ"كارثة كبرى"، ويبادر بإخلاء طرفه عبر "أسلوب التقية"، من خلال هذا البيان.
وتابعت: "في النهاية، فإن الإخوان بتاريخهم الدموي لم ولن يكونوا حمائم سلام.. هم مجرد أداة صنعتها بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط الدولة العثمانية، لتفتيت الكتلة العربية، وتنفيذ أجندات غربية".
وسقط حكم تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) عام 2013، التي أطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي ونظامه.
وخاض التنظيم الإرهابي حرباً ضد الدولة المصرية في أعقاب سقوطه، من خلال التحالف مع الجماعات الإرهابية مثل داعش وفروعه، خاصة في سيناء، قبل أن تنجح الدولة في دحر التنظيمات الإرهابية تماماً.
موقع "24"