
قال الكاتب الصحفي د. سالم الكتبي: إنّ القرارات الحاسمة للدولة الأردنية بحظر الإخوان المسلمين تعكس حكمة القيادة وبُعد نظرها في حماية أمن الوطن واستقراره.
وأضاف الكاتب، في مقالة نشرها عبر صحيفة (العرب اللندنية) تحت عنوان "الإخوان المسلمون أساؤوا فهم صبر الأردن"، أنّ قرار الحظر جاء بعد سنوات من الصبر الاستراتيجي الذي مارسته الدولة الأردنية تجاه تلك الجماعة، وهو صبر لم يكن نابعاً من ضعف، كما توهم قادة الجماعة، بل كان نابعاً من حكمة سياسية عميقة وإدراك واعٍ لطبيعة التحديات وتعقيداتها. وإنّ التحليل الموضوعي يكشف أنّ الأردن دولة تعي وتدرك التوازنات الإقليمية والدولية، وتعطي للأحداث مساحتها، فلا تتعجل ولا تتأخر في اتخاذ القرارات المصيرية.
وأضاف الكتبي: "كذلك تظهر الحقائق الملموسة أنّ جماعة الإخوان أساءت فهم سياسة الصبر الاستراتيجي التي انتهجتها الدولة الأردنية، وظنت أنّ هذا الصبر يعكس ضعفًا في النظام الحاكم. لقد استلهمت الجماعة خبرات الأعوام الماضية من أذرعها في الدول التي أصيبت بما يمكن وصفه "بمرض الإخوان"، وحاولت استنساخ تجاربها الفاشلة في الأردن، متجاهلة خصوصية الدولة الأردنية وقوة مؤسساتها الأمنية وتماسك نسيجها الوطني.
جماعة الإخوان أساءت فهم سياسة الصبر الاستراتيجي التي انتهجتها الدولة الأردنية، وظنت أنّ هذا الصبر يعكس ضعفاً في النظام الحاكم.
وتابع الكتبي: "المشاهد السياسية المتتالية تعكس حكمة الملك عبد الله الثاني، وأنّ هذه الحكمة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لنهج هاشمي أصيل في حماية الأردن وشعبه من كل المخاطر، مهما كان مصدرها أو شكلها.
وأوضح الكتبي أنّ الأدلة والمعطيات المتوفرة تؤكد أنّ المخطط الإرهابي الذي كشفته الأجهزة الأمنية الأردنية كان يستهدف ضرب السلم والأمن الأهلي في المملكة، وتورط حركة حماس في هذا المخطط يكشف عن حقيقة الارتباط العضوي بين حماس وجماعة الإخوان، ويؤكد أنّ الأجندات التنظيمية لهذه الجماعات تتقدم على المصالح الوطنية للدول التي تستضيفها أو تتعاطف معها.
وختم مقالته بالقول: إنّ قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن يمثل انتصارًا للدولة الوطنية على قوى الظلام والتطرف، ويؤكد أنّ الأردن بقيادته الحكيمة وشعبه الواعي سيظل عصيًا على كل المؤامرات التي تستهدف أمنه واستقراره.