
بعد أسبوع من مسيرة دعت إليها جماعة “العدل والإحسان” المحضورة، لدعم الشعب الفلسطيني، بالعاصمة الرباط، فضل حزب “العدالة والتنمية” الإخواني الدعوة باسم أمينه العام عبد الاله بنكيران، لمسيرة أخرى خاصة به، الأحد المقبل.
ويرى متابعون أن الدعوات العشوائية والفوضوية لمسيرات بعاصمة المملكة، تتطلب حزم السلطات، خاصة وأن المغاربة خرجوا بشكل عفوي للتضامن في المسيرة السابقة رغم الاستغلال السياسي والديني للداعين إليها.
واستغرب هؤلاء كيف دعا بنكيران، الذي يحلم بالعودة إلى السلطة، كيف يدعو ذات الشخص لمسيرة في الأسبوع الموالي للمسيرة التي لم يمر عليها سوى يومين، معتبرين أن الأمر لا يمكن أن يوصف سوى بالعبث، في استغلال سياسي فاضح، حيث يصادف مؤتمر الحزب الإسلامي، في محاولة لاستغلال عواطف المغاربة والركوب على محنة الشعب الفلسطيني، بينما تشكل المسيرات والتظاهرات المتكررة والفوضوية في استنفار دبلوماسي للبعثات الدبلوماسية بالمملكة.
يصادف مؤتمر الحزب الإسلامي في محاولة لاستغلال عواطف المغاربة والركوب على محنة الشعب الفلسطيني
ويستعد حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب لعقد مؤتمره الوطني التاسع في نهاية شهر نيسان / أبريل الجاري، في خضم استعدادات مكثفة للانتخابات التشريعية المقبلة.
ومن المرتقب أن يشهد المؤتمر غياب عدد من قيادات الحزب البارزة التي اتخذت مسافة مع التنظيم منذ انتخابات 2021، التي مني فيها الحزب بهزيمة غير مسبوقة، ويعكس هذا الغياب وجود خلافات عميقة داخل التنظيم الإسلامي بين هذه القيادات من جهة، وعبد الإله بنكيران والقيادة الحالية من جهة أخرى.
وتتمحور هذه الخلافات حول العديد من القضايا الاستراتيجية، أبرزها طريقة تدبير مرحلة “البلوكاج” في تشكيل الحكومة، وما تلاها من إعفاء ملكي لبنكيران وتعيين سعد الدين العثماني رئيساً للحكومة، وقد أدت هذه الخلافات إلى تصدعات داخلية أثرت على تماسك الحزب وأدائه السياسي.