
بينما القلوب مثقلة بالفقد والحزن، يأتي شهر رمضان في قطاع غزة، والأهالي بلا مأوى، في خيام صغيرة لا تقي من البرد، ولا تحمي من المطر.
ورغم الدمار والخراب الهائل، حاول الغزيون التشبث بالأمل، فبين الخراب الهائل تظهر خيمة مبنية من ألواح خشبية بسيطة، وسقف من النايلون، لأداء الصلوات، بعد أن دمر الاحتلال مساجد القطاع في حرب الإبادة التي شنّها، فوفقًا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة، 1109 مساجد من أصل 1244، تدميرًا كليًا أو جزئيًا.
ويتجمع سكان الخيام حول مائدة كبيرة، عليها القليل مما توفر من طعام، يسدون به رمقهم. وبحسب البي بي سي، تمكنت العديد من العائلات الغزية من التجمع لتناول طعام إفطار اليوم الأول من رمضان، بصحبة الأسرة والعائلة، الأمر الذي افتقدوه منذ اندلاع الحرب عام 2023. وبين أطلال البيوت، حاول الأطفال تعليق بعض الزينة الرمضانية، حباً في الحياة، وأملاً في النجاة ذات يوم.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، حاول سكان غزة استعادة بعض ملامح الفرح الرمضاني، حيث قام شبان من مخيم خان يونس بتزيين الشوارع المهدمة وكتابة شعارات مثل: “رمضان بين الدمار” و”كل عام وأنتم بخير رغم الجراح”. كما انتشرت مبادرات مجتمعية لمساعدة المحتاجين، حيث نظمت مجموعات شبابية سحورًا جماعيًا في بعض المناطق، إلى جانب دعوات لإقامة إفطارات للنازحين في الخيام ومراكز الإيواء. وعلى الرغم من الظروف القاسية، شهدت أسواق غزة انتعاشًا نسبياً مع حلول رمضان، حيث توفرت بعض المواد الغذائية الأساسية، وإن كانت الأسعار مرتفعة بشكل غير مسبوق بسبب إغلاق المعابر وشح البضائع. حيث وصل سعر الكيلو الواحد من القطايف، إلى حوالي 6 دولارات. كما واصل المسحراتية جولاتهم في شوارع غزة، حاملين شعارات وطنية تذكر السكان بأوقات السحور والإفطار، بينما يسعى أصحاب المحلات إلى إنعاش الأسواق رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام أيضاً، يعيش سكان غزة حالة من الترقب، وسط جهود دبلوماسية لتمديد وقف إطلاق النار، على أمل أن يمنح ذلك فرصة لاستعادة بعض الاستقرار. حيث إنّ المخاوف لا تزال قائمة، مع استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعتمدون بشكل أساسي على الإغاثة الإنسانية. ومع غياب ضمانات دولية، يخشى الفلسطينيون أن يكون رمضان هذا العام مجرد استراحة مؤقتة قبل تصعيد جديد يعيدهم إلى دوامة الحرب والمعاناة.