ما الذي يحدث في الساحل السوري؟ ومن يقف وراءه؟

ما الذي يحدث في الساحل السوري؟ ومن يقف وراءه؟

ما الذي يحدث في الساحل السوري؟ ومن يقف وراءه؟


09/03/2025

قتل أكثر من (500) مدني علوي على يد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بدأت قبل يومين في المنطقة الساحلية بغرب البلاد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأنّه يسود هدوء نسبي غداة دعوة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المسلحين العلويين إلى تسليم أنفسهم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح صحفي نقلته وكالة (رويترز): إنّ عمليات قتل واسعة النطاق في جبلة وبانياس ومناطق محيطة في منطقة تمركز العلويين في سوريا ترقى لأن تكون أشدّ أعمال عنف منذ أعوام في صراع أهلي مستمر منذ (13) عاماً.

وتحدث المرصد عن "عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي وعمليات إعدام ميدانية ترافقت مع عمليات نهب للمنازل والممتلكات".

وأكد أنّ من بين القتلى أكثر من (60) مدنياً، بينهم (10) نساء و(5) أطفال في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس "أُعدموا رمياً بالرصاص".

بالمقابل أكدت وزارة الدفاع السورية استعادة السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات في منطقة الساحل، لافتة إلى "مواصلة التعامل مع ما تبقى من بؤر المجرمين".

وقال بيان للمتحدث باسم الوزارة نشرته الوكالة الرسمية: "قمنا بتنفيذ عمليات تطويق مُحكمة، ممّا أدى إلى تضييق الخناق على العناصر المتبقية من ضباط وفلول النظام البائد، وتستمر القوات في تقدمها وفق الخطط العملياتية المعتمدة".

أكدت وزارة الدفاع السورية استعادة السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات في منطقة الساحل

وتابع: "الآن تواصل قواتنا التعامل مع ما تبقى من بؤر للمجرمين، ونقوم بتسليم جميع المتورطين إلى الجهات الأمنية المختصة لضمان محاسبتهم وفق القانون".

ودعا المتحدث المدنيين "الذين هبوا لمؤازرة إخوانهم من عناصر الأمن والجيش في مواجهة فلول نظام الأسد إلى العودة إلى مناطقهم، فالأوضاع تحت السيطرة الكاملة، والعمليات مستمرة وفق الخطة بدقة ولا داعي للقلق".

وبدأ التوتر الخميس في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطور الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار.

وقالت السلطات في اليوم الأول إنّها تواجه مجموعات مرتبطة بسهيل الحسن، أحد أبرز ضباط الجيش السوري السابق. وإثر تعرض قوة تابعة لها لكمين في محيط بلدة جبلة أوقع (16) قتيلاً، أرسلت قوات الأمن تعزيزات عسكرية إلى الساحل وفرضت حظر التجول.

كان واضحاً من حجم التعزيزات التي أرسلت إلى الساحل السوري أنّ الهيئة تريد أن تظهر قوتها حتى لا تتسع دائرة الاحتجاج إلى مناطق أقليات أخرى

ووجّه سكان من مدينة بانياس نداءات استغاثة للتدخل من أجل حمايتهم، بحسب منشورات على (فيسبوك)، وشارك ناشطون والمرصد السوري الجمعة بمقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدسة قرب بعضها بعضاً في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان.

وفي مقطع آخر يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون (3) أشخاص بالزحف على الأرض، واحداً تلو الآخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري وهو يطلق الرصاص تباعاً من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يرديه قتيلاً.

وتتركز الأقلية العلوية التي ينتمي إليها آل الأسد في منطقة الساحل، وتتواجد كذلك في مناطق أخرى خصوصاً في الوسط. وينظر إلى الساحل بوصفه حاضناً للعائلة التي حكمت البلاد بقبضة من حديد لأكثر من (5) عقود.

ويُشكّل العلويون نحو 9% من سكان سوريا ذات الغالبية السنّية، وكان للعلويين حضورهم خلال الحكم السابق في المؤسسات العسكرية والأمنية التي اعتمدت الاعتقال والتعذيب لقمع أيّ معارضة.

قالت السلطات في اليوم الأول إنّها تواجه مجموعات مرتبطة بسهيل الحسن، أحد أبرز ضباط الجيش السوري السابق

وبحسب صحيفة (العرب) اللندنية فإنّ هيئة تحرير الشام ذهبت في أول اختبار لها إلى ردة فعل قصوى، ومارست عنفاً موجهاً ضد العلويين، سواء من حملوا السلاح أو من تظاهروا سلميّاً ورددوا شعارات ضد التهميش والاستهداف وضد مدنيين لم يرفعوا السلاح ولم يتظاهروا، والاستهداف تمّ لكونهم علويين، وهو ما يعني تحذير الجميع من أنّ الهيئة التي وصلت إلى السلطة عن طريق السلاح لن تخرج بسهولة.

وكان واضحاً من حجم التعزيزات التي أرسلت إلى الساحل السوري أنّ الهيئة تريد أن تظهر قوتها حتى لا تتسع دائرة الاحتجاج إلى مناطق أقليات أخرى، فتتجرّأ وترفع السلاح أو تتظاهر وتمنع دخول القوات التي تحمل أزياء حكومية.

وصفت معظم وسائل الإعلام الإيرانية، خاصة تلك المرتبطة بالحرس الثوري، القوات الحكومية السورية بـ "عناصر الجولاني"

وبرز بشكل واضح طريقة نقل موقع الإعلام الإيراني الأحداث السورية، فقد نقلت وكالة (فارس) عمّن قدّمته بصفة قائد المجلس العسكري لتحرير سوريا اللواء غياث سليمان دلا،  قوله: "في مقابل الانسحاب الكامل لعناصر هيئة تحرير الشام من الساحل السوري وإطلاق سراح معتقلينا وعسكريينا من سجونهم، سنقوم أيضاً بتسليم أسراهم".

ووصفت معظم وسائل الإعلام الإيرانية، خاصة تلك المرتبطة بالحرس الثوري، القوات الحكومية السورية بـ "عناصر الجولاني"، وفلول الأسد بـ "قوات المقاومة"، في انحياز إعلامي واضح لفلول نظام الأسد في سوريا.

وكتبت وكالة (مهر) شبه الرسمية أنّ عناصر هيئة تحرير الشام تمكنوا، بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة، من الوصول إلى مركز محافظة اللاذقية وسط انتفاضة شعبية ضد الحكام في دمشق.

وتحت عنوان "اشتباكات عنيفة في اللاذقية وطرطوس بين المقاومة السورية والمتمردين"، كتبت وكالة أنباء (فارس) شبه الرسمية التابعة للحرس الثوري الإيراني قائلة: "استهدفت عناصر تابعة للجولاني بالصواريخ مدينة جبلة في محافظة اللاذقية والمجمعات السكنية في محيط طرطوس". وأضافت: "استهدفت مجموعات المقاومة السورية عناصر الجولاني في اللاذقية عبر كمين محكم".

واستخدمت وكالة (تسنيم)، التابعة للحرس الثوري، لغة مشابهة لوكالة (فارس)، وكتبت تحت عنوان "زحف قوات حكومة الجولاني نحو مدينة اللاذقية": أفادت صفحات ناشطين سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور تظهر تحركاً واسعاً للقوات والمعدات الجديدة باتجاه مدينة اللاذقية لمواجهة قوات المقاومة الشعبية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية