بين الإخوان وإيران... ورقة بحثية توضح خيارات حماس

بين الإخوان وإيران... ورقة بحثية توضح خيارات حماس

بين الإخوان وإيران... ورقة بحثية توضح خيارات حماس


01/03/2025

عكست التصريحات التي أدلى بها القيادي البارز في حركة حماس موسى أبو مرزوق خلال الأسبوع الماضي الكثير من الدلالات السياسية، ومنها التباين السياسي داخل الحركة الفلسطينية، والأهم وجود اختلاف بشأن تداعيات عملية "طوفان الأقصى".

وأوضح مركز (رصد) للدراسات السياسية في ورقة بحثية تناولت هذه النقطة أنّ حركة حماس تُعدّ بالفعل واحدة من أبرز الفصائل الفلسطينية التي تمتد جذورها الإيديولوجية إلى جماعة الإخوان المسلمين، في حين أنّها تحظى بدعم عسكري ومالي كبير من بعض الدول الخارجية، مثل تركيا وإيران.

وأكد المركز أنّ التصريحات الأخيرة لموسى أبو مرزوق أثارت تساؤلات حول مدى تماسك الحركة داخلياً، وما إذا كانت تعكس انقسامات متزايدة بين تيارين رئيسيين داخلها: التيار الإخواني التقليدي، والتيار الخارجي الأكثر ارتباطاً بالمحور الذي تقوده تركيا من جهة، أو إيران من جهة أخرى.

وتُشير الورقة إلى أنّه في الأعوام الأخيرة بات واضحاً وجود تباين في توجهات قادة حماس بين تيارين رئيسيين: الأول هو التيار الإخواني، ويمثله قادة تقليديون يسعون للحفاظ على علاقات متوازنة مع الدول العربية والإسلامية، خصوصاً مصر وقطر. ويفضل هذا التيار نهجاً سياسياً أكثر مرونة، ويرى ضرورة إبقاء الحركة ضمن إطارها الإسلامي السنّي التقليدي بعيداً عن سياسات المحاور.

انقسامات متزايدة بين تيارين رئيسيين داخل حماس: التيار الإخواني التقليدي، والتيار الخارجي الأكثر ارتباطاً بالمحور الذي تقوده تركيا من جهة، أو إيران من جهة أخرى.

أمّا التيار الثاني، وفقاً للورقة البحثية، فهو التيار الإيراني، الذي يضم شخصيات مقربة من الجناح العسكري، وتعتمد بشكل رئيسي على الدعم الإيراني في تطوير القدرات العسكرية للحركة. ويميل هذا التيار إلى تبنّي مواقف أكثر تشدداً ضد إسرائيل، ويدعو إلى تعزيز التحالف مع إيران وحزب الله رغم الاختلافات الطائفية.

وقد أشاد الراحل يحيى السنوار في أكثر من مناسبة بالدعم الإيراني الذي قدّم الكثير للحركة، في ظل امتعاض عربي معلن من سياساتها في بعض الأحيان.

وتشير الورقة إلى أنّ اتساع الفجوة بين التيارين قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على تماسك الحركة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها، مثل إعادة إعمار غزة، واستمرار الحصار، والتغيرات في مواقف بعض الدول الإقليمية من القضية الفلسطينية.

وفي حال تصاعد الخلاف، قد تجد حماس نفسها أمام خيارين: تعزيز علاقتها مع إيران وتركيا، ممّا قد يزيد من عزلتها عن المحيط العربي، أو العودة إلى استراتيجية أكثر استقلالية، تحافظ من خلالها على علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية الأخرى، لكنّها قد تؤثر على قدرتها العسكرية.

وفي الخاتمة تخلص الورقة إلى أنّ تصريحات موسى أبو مرزوق تثير تساؤلات حول مستقبل الحركة وإمكانية حدوث تصدعات وانشقاقات داخلها، في ظل معاناة الفلسطينين في غزة حتى بعد توقف الحرب.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية