مقتل البغدادي في إدلب يعيد كشف علاقات داعش وتركيا

مقتل البغدادي في إدلب يعيد كشف علاقات داعش وتركيا


27/10/2019

في قرية باريشا بمدينة إدلب شمالي سوريا، التي تقع تحت سيطرة المليشيات الموالية لتركيا، نفذت القوات الأمريكية عملية إنزال لقوات النخبة بهدف القضاء على زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي.

إدلب التي حقق فيها الجيش السوري، خلال الفترة الماضية، تقدما واسعا على الأرض، محاصرا عددا كبيرا من الحركات الإرهابية المدعومة من أنقرة، كانت المحطة الأخيرة للبغدادي قبل إعلان وسائل إعلام مقتله على يد قوات النخبة من الجيش الأمريكي.

وتلاحق البغدادي قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، علاوة على استهدافه من قبل قوات الجيش العراقي والسوري؛ الأمر الذي لم يعطِه فرصة للهرب في اتجاه العراق أو المناطق المحررة من الإرهابيين في سوريا؛ ما يشير إلى نية الزعيم الإرهابي التوجه إلى تركيا كملاذ أخير.

وسائل إعلام أمريكي عدة أكدت أن زعيم داعش استُهدف وقُتل على الأرجح في عملية عسكرية أمريكية في سوريا، قبل ساعات من إعلان "مهمّ جدا" سيُدلي به الرئيس دونالد ترامب الأحد.

وفي السياق نفسه، أكدت مجلة نيوزويك أن الاستخبارات الأمريكية المركزية لم تبلغ تركيا بالعملية إلا عند بدئها؛ ما قد يشير إلى تخوف واشنطن من تسريب موعد العملية من أنقرة للبغدادي، وهو ما يرجح اتخاذه تركيا وجهة يهرب إليها مع أفراد أسرته.

وذكرت شبكة "سي إن إن" أن الجيش الأمريكي يجري تحاليل قبل أن يتمكن من تأكيد مقتل البغدادي رسميا، فيما نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مصادر حكومية عديدة قولها إن البغدادي قد يكون قتل نفسه بسترة انتحارية عندما هاجمت قوات أمريكية خاصة موقعه.

البغدادي المختبئ منذ 5 سنوات، أعلنت الولايات المتحدة منذ سنوات عن مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي للوصول إليه.

كانت القوات التركية قد بدأت عدوانا عسكريا، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على شمالي سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.

علاقة مشبوهة
بقرار الولايات المتحدة تسليم تركيا الأسرى الدواعش المحتجزين شمالي سوريا، تم تأكيد علاقة مشبوهة تربط أنقرة بالتنظيم الإرهابي.

ففي بلدة الباغوز، آخر معاقل داعش شرقي الفرات، اعتقلت الوحدات الكردية الكثير من مسلحي التنظيم، الذي كان بعضهم يحمل جوازات سفر تركية، عليها أختام أنقرة.

علاقة آثمة عززتها "تجارة النفط" التي تمت بين الجانبين سرا، محققة منفعة للتنظيم الإرهابي بتمويله من أنقرة لتدمير المنطقة، وكذلك للنظام التركي الذي أتخمته تلك التجارة بالأموال.

التورط اللافت في دعم التنظيم الإرهابي أكدته المعارضة التركية بعد تقديم عدد من نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض، مقترحا يقضي بضرورة خضوع جميع المسؤولين المتورطين بعلاقات مع داعش للمساءلة أمام القضاء.

ولم تتوقف شواهد علاقة أنقرة الداعمة لتنظيم داعش عند ذلك؛ إذ تحدثت مصادر عن احتفاظ داعش بتمثيل داخل تركيا، للمساعدة في تأمين استقبال المسلحين الأجانب المنضمين إلى التنظيم، وتسهيل عبورهم إلى المناطق الحدودية مع سوريا.

وكشفت اعترافات منشقين عن داعش عن أن التنظيم أقام في منطقة حدودية بين سوريا وتركيا مخيما لتدريب الانتحاريين، ويقول أحد الموقوفين الفرنسيين إنه كان في هذا المخيم وشاهد مجموعات يتلقون التدريب والخبرات العسكرية لإرسالهم إلى لبنان ومناطق أخرى، بحسب المركز الأوروبي لدراسات الإرهاب.

وأظهرت صور وتسجيلات فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبور عدد من الفتيات والشباب من بريطانيا ودول أخرى عبر الحدود التركية بواسطة شبكة عمل داعشية تنشط داخل المدن التركية والقرى الحدودية.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت الشرطة الأسترالية أن المتفجرات الشديدة التي تستخدم في الأعمال العسكرية والتي استخدمت في تصنيع القنبلة التي حاولت استهداف طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران في يوليو/تموز 2017، أرسلت في شحنة جوية من تركيا في إطار مؤامرة "أوعز بها وأدارها تنظيم داعش".

ظهور علني 
لم تصدر أي إشارة عن البغدادي منذ تسجيل صوتي تم بثه في أغسطس/آب 2018 بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش.

وقبل ذلك صدر تسجيل صوتي آخر للبغدادي في سبتمبر/أيلول 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم الإرهابي من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقا، على وقع هجوم لقوات سوريا الديمقراطية.

وفي الموصل، كان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في يوليو/تموز 2014، بعد إعلانه ما يسمى بـ"الخلافة".

والبغدادي اسمه الأصلي إبراهيم عواد البدري، وهو مولود في 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد، وقد كان مولعا بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محاميا، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق.

أبدى البغدادي كذلك طموحا للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره منعه، ليتجه إلى الدراسات الدينية في بغداد قبل أن يصبح إماما.

وخلال الغزو الأمريكي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من العناصر المسلحة قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا.

وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة تابعة لتنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات.

وكان البيت الأبيض قد أعلن، السبت، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيدلي بإعلان "مهمّ جدا" الأحد، بعد أن غرد على تويتر قائلا: "حدث للتوّ أمر هائل"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية