
كشف عام 2024 أن الجذور الدينية والدوافع العميقة والأيديولوجية المتطرفة للسلفية الجهادية قد تكيفت بشكل خطير مع المنصات الإلكترونية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مما حرض أتباعها في الغرب على تنفيذ هجمات منفردة على البنى التحتية الحيوية وحشود المدنيين.
ورجح "المركز العربي لدراسات التطرف"، أنه من المحتمل جدّاً في عام 2025 أن يظل التهديد الذي يشكله المتطرفون العنيفون المحليون، الذين تطرفوا داخل الولايات المتحدة والدول الغربية، واستلهموا أفكارهم من المنظمات الإرهابية الأجنبية، كبيراً.
وتوقع أن يظل القتال ضد الجماعات الجهادية العالمية، مثل داعش وفرعها خراسان (داعش-خراسان) وتنظيم القاعدة، أولوية قصوى على أجندة الأمن الدولي؛ لأنه يمثل صراعاً مستمراً ضد المتطرفين الدينيين الذين يشوهون سور وآيات القرآن الكريم لتعزيز هدفهم المتمثل في إقامة خلافة إسلامية موحدة يحكمها تفسير متشدد (سلفي) للشريعة الإسلامية.
هذا ويكشف تحليل الإرهاب بدوافع دينية في الولايات المتحدة أن الهجمات، التي ينفذها مواطنون أمريكيون منفردون، تحدث بمعدل أعلى بشكل ملحوظ من تلك التي يرتكبها المهاجرون المسلمون من وسط وجنوب شرق آسيا أو الدول العربية في الشرق الأوسط.
في عام 2025 من المرجح أن يتصاعد الصراع على قلوب وعقول الأفراد المعرضين لخطر التطرف
ومن المرجح أن يُعزى هذا التفاوت إلى سهولة وصول المواطنين الأمريكيين إلى الأسلحة النارية والمتفجرات، على النقيض من المهاجرين الأجانب الذين يخضعون لمراقبة مستمرة ودقيقة من جانب قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية.
كذلك أشار المركز إلى أن التوقعات لعام 2025 هي أن الولايات المتحدة، بوصفها رائدة عالمية في ابتكار الذكاء الاصطناعي الرقمي والتطور التكنولوجي المتقدم، لابد وأن تقود الجهود لإنشاء آليات متطورة على الإنترنت لتعطيل استراتيجيات داعش شديدة التكيف في التطرف والتجنيد، وبالتالي، منع ظهور جيل جديد من الذئاب المنفردة الذين يعتزمون تنفيذ هجمات مميتة في الغرب وأماكن أخرى في عام 2025 وما بعده.
وما دام تنظيما داعش والقاعدة يواصلان العمل على شبكة الإنترنت، فمن المتوقع، بحسب المركز، أن نشهد المزيد من الهجمات المدمرة التي تنفذها ذئاب منفردة في المستقبل القريب والبعيد. وعلى الرغم من ادعاء الرئيس ترمب بأن تنظيم داعش قد دُمر بالكامل، فإن أيديولوجية التنظيم السلفية الجهادية والدعاية التي يتبناها ما تزال راسخة في عالم الإنترنت، وهو ما يغذي موجات جديدة من الإرهاب المنفرد.
إن محاربة أيديولوجية متجذرة في الدين والإيمان أكثر تعقيداً وصعوبة من القضاء الفعلي على منظمة إرهابية. وفي عام 2025، من المرجح أن يتصاعد الصراع على قلوب وعقول الأفراد المعرضين لخطر التطرف، الأمر الذي يتطلب جهوداً مبتكرة لا هوادة فيها لمواجهة السرديات المتطرفة، وفقا لما أورده المركز.