
أدى سقوط نظام الأسد في سوريا بعد (54) عاماً في السلطة إلى تنشيط مؤيدي الحزب الحاكم في تركيا، الذين بعد أعوام من مواجهة الانتقادات القاسية بسبب سياسات الحكومة في سوريا، وتدفق الملايين من اللاجئين، بدؤوا الآن في التجمع خلف الرئيس أردوغان، وتصويره على أنّه مهندس سقوط نظام الأسد.
ووفق موقع (نورديك مونيتور)، فقد بدأت المؤسسات العائلية الإسلاموية المرتبطة بأردوغان في نشر هذه الرواية، مستهدفة الشباب بالدعاية بنبرة تذكّرنا بالخطابات الجهادية. وتسعى هذه الحملة إلى إعادة صياغة سياسات أردوغان المثيرة للجدل في سوريا بوصفها نجاحاً استراتيجياً ولحظة حاسمة في زعامته.
وكانت مؤسسة الشباب التركية (توغفا)، وهي منظمة ممولة من الحكومة، في طليعة هذه الحملة الدعائية. في منشور حديث على منصة التواصل الاجتماعي (إكس) احتفلت المؤسسة بانهيار النظام السوري، ونشرت صورة للاجئين سوريين في تركيا يحملون ملصقات أردوغان أثناء مظاهرة. وجاء في المنشور: "عندما يتذكرك التاريخ، سيعترف الجميع بعظمتك، أيّها القائد العظيم، فاتح سوريا، رجب طيب أردوغان".
بالإضافة إلى ذلك، نشر أعضاء في المؤسسة صوراً من مقر الجيش الوطني السوري، وهي مجموعة تمولها وتدعمها تركيا. في هذه الصور يمكن رؤية ملصقات أردوغان معروضة بشكل بارز على الجدران.
كشفت صور مسربة من الأرشيفات السرية لمؤسسة (توغفا) عن معسكرات تدريب على الطراز الجهادي تستهدف الشباب في تركيا والشتات في أوروبا والولايات المتحدة.
كما ساهم رئيس مؤسسة (توغفا) إبراهيم بشينجي، الذي يشارك بشكل متكرر في الوفود الرسمية خلال الزيارات الخارجية للرئيس أردوغان، في الخطاب الاحتفالي. وفي رسالة نشرها على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب بشينجي: "لقد وقف رئيسنا بثبات في وجه الظلم في سوريا مدة (13) عاماً، ودفع الثمن، ولكنّه لم يتراجع أبداً. وخلال هذه الفترة شهدنا جميعاً صموده ودفاعه عن الكرامة الإنسانية. إنّه قائد لا يقبل الاستبداد، صوت ليس فقط لهذه الأرض بل للإنسانية جمعاء. لقد دخل التاريخ، وبفضل الله شهدنا تحرير حلب ودمشق، ونسأل الله أن نشهد تحرير غزة".
ونشرت مؤسسة أخرى خاضعة لسيطرة عائلة أردوغان، تُدعى (أنصار)، عبر الإنترنت أيضاً: "مبارك نصر دمشق".
كما شارك أعضاء آخرون من المؤسستين برسائل باللغة العربية جاء فيها: "من صبر ظفر"، ونشروها إلى جانب كلمة ألقاها أردوغان هنأ فيها الشعب السوري عقب اجتماع لمجلس الوزراء بعد يوم واحد من سقوط الأسد.
في عام 2021 كشفت صور مسرّبة من الأرشيفات السرية لمؤسسة (توغفا) عن معسكرات تدريب على الطراز الجهادي تستهدف الشباب في تركيا والشتات التركي في أوروبا والولايات المتحدة.
وأظهرت الصور شباباً يتظاهرون تحت رايات جهادية، ويحضرون محاضرات لرجال دين متطرفين مرتبطين بجهاديين من جماعات مثل القاعدة والدولة الإسلامية (داعش).