
ناقشت فعاليات النسخة الـ24 من مؤتمر الآثاريين العرب، الذي أقيم مؤخرًا بمدينة الشيخ زايد في مصر، تعرض التراث العربي للنهب والتدمير، بسبب الحروب خلال الفترة الأخيرة.
وتحدثت الدكتور إخلاص عبد اللطيف، مديرة المتاحف في الهيئة القومية للآثار ورئيس لجنة استرداد الآثار السودانية، عمّا تعرض له التراث السوداني من نهب. وطالبت بتضافر الجهود، من أجل حماية هوية وتراث السودان.
كانت الآثار السودانية تعرضت للتدمير أو السرقة في معظم متاحف السودان، ففي إقليم دارفور تعرض قصر ومتحف «السلطان بحر الدين: الجنينة» للتدمير بشكل كامل، وتعرضت مقتنياته للسرقة، حيث نهب اللصوص كافة الوثائق والملابس الملكية من منازل أسرة السلطان بحر الدين التي تنتمي لقبيلة المساليت.
وفي شمال دارفور تعرض متحف السلطان «علي دينار» بمدينة الفاشر للقصف، وقد تم تخزين مقتنيات المتحف في صناديق! بينما تم احتلال متحف «الجزيرة» الواقع في وسط السودان من قبل قوات الدعم السريع.
وفي ولاية الخرطوم تعرض متحف «التاريخ الطبيعي» التابع لجامعة الخرطوم للقصف، ولحق الدمار بمتحف «الإثنوغرافيا» التاريخي، وتعرضت مبانيه للقصف، وكذلك تعرض المتحف «الحربي» التاريخي للتدمير، و «متحف بيت الخليفة» في أم درمان الذي سرقت الكثير من مقتنياته المتحفية. كما تعرض متحف السودان القومي، والذي يعد أهم وأكبر المتاحف السودانية، والمستودع الرئيسي لكل مقتنيات الحضارة السودانية، لتحطيم أبواب المخازن وسرقة مقتنياته، وتم بيع الكثير منها في أسواق الخرطوم.
أما بالنسبة لمقتنيات المباني الدينية التاريخية، فقد جرى نقل مقتنيات الكنيسة الكاتدرائية التي تم إنشاؤها سنة 1912. حيث نقلت المقتنيات إلى متحف «القصر» لكنه تعرض أيضًا للسرقة في نهاية الأمر. أما بالنسبة للمباني الدينية الأخرى التي تأثرت بسبب الحرب منها: كنيسة القديس جورج الأسقفية، والكنيسة الأسقفية الحضرية، وكنيسة السيدة العذراء مريم الأسقفية، والكنيسة الإنجيلية. وبالنسبة للمساجد التي طالتها الحرب الأخيرة منها مسجد أرباب العقائد بالخرطوم، والجامع الكبير في كل من الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.
من جهتها، قامت لجنة مكتب طوارئ القاهرة للأعمال الاحترازية بتأمين وحفظ وتوثيق المتاحف في المناطق الآمنة خلال الفترة من 2023 وحتى الآن. حيث جرى توثيق جميع مقتنيات «متحف الدامر» بولاية نهر النيل وإخلائه ونقل وتخزين مقتنياته إلى مكان آمن. كما تم أيضًا توثيق ونقل مقتنيات متحف «أرض مروي»، وهو الأمر نفسه الذي جرى اتباعه مع متحف «الدامر» الواقع في ولاية نهر النيل.