ما مستقبل الإسلام السياسي في السودان بعد الحرب؟.. خبراء يجيبون

ما مستقبل الإسلام السياسي في السودان بعد الحرب؟.. خبراء يجيبون

ما مستقبل الإسلام السياسي في السودان بعد الحرب؟.. خبراء يجيبون


03/10/2024

بالنظر إلى ما أفرزته الحرب من اصطفاف سياسي اجتماعي وجهوي واضح وسط الساحة السودانية، وبروز المجموعات الإسلامية المقاتلة ضمن تشكيلات الجيش السوداني؛ وسط تأييد وتشجيع من مساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا بشكل خاص، تبرز مسألة النظر إلى مستقبل هذه الجماعة في ترتيبات المستقبل السياسي  السوداني، وما إذا كان هناك أفق مفتوح أمامها لترتيب وهندسة هذا المستقبل.

للإجابة عن ذلك، قال  الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبوذر علي الأمين لصحيفة "التغيير" السودانية إن "هناك فرق بين الإسلاميين والمؤتمر الوطني يؤرخ له منذ المفاصلة الشهيرة، المؤتمر الوطني الذي ورث الحركة الإسلامية بعد تلك المفاصلة فقد نسبياً السيطرة على الجيش بل أصبح خاضعاً له بدفع من بعض المحسوبين على الإسلاميين ضمن الجيش. وبعد 2013 فقد السيطرة تماماً ضمن السياق الذي ظهرت فيه قوات الدعم السريع وما دار حولها من صراعات داخل نظام الإنقاذ وقتها.

فقد البوصلة والبرنامج، ولم يستطع قراءة التطورات على الصعيد السياسي وبالذات وسط الحركة الجماهيرية والفئات الثورية فانهزم في ثورة ديسمبر

من جانبه، يرى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، الكاتب الصحفي كمال كرار أن المؤتمر الوطني الذراع السياسي للحركة الإسلامية، لم ولن يتعلم من التجارب؛ لأنه طوال عهده كان تنظيماً إرهابياً تتحكّم فيه النزعات العسكرية والاستبدادية، وحرفته الوحيدة التي أجادها هي الفساد والإفساد، ولذلك فقد البوصلة والبرنامج، ولم يستطع قراءة التطورات على الصعيد السياسي وبالذات وسط الحركة الجماهيرية والفئات الثورية؛ فانهزم في ثورة ديسمبر التي عصفت به وخلعته من الحكم.

واستدرك: لكنه ما يزال يحلم بالعودة للسلطة عبر السلاح والدبابة، والتاريخ القريب يشهد على كتائب أحمد هارون التي حاولت قتل المتظاهرين على أيام الاعتصام. ومن بعد خططوا لانقلاب البرهان طمعاً في عودتهم للسلطة كما كانوا، ففشل الانقلاب لأن مياهاً كثيرة جرت تحت الجسر لم يضعوا لها حساباً، وهاهم يركبون موجة الحرب التي حرضوا عليها لا لشئ إلا الاستيلاء على السلطة، لكنه سيناريو لن ينجح فالحرب التي ظنوها نزهة طالت واستطالت.

هذا ويستبعد الكاتب والسياسي راشد عبد القادر فرضية السيطرة المطلقة لعناصر الإسلاميين في المؤتمر الوطني، معللاً ذلك بأنّ الحركة الإسلامية الأم انتهت ولا سبيل في المستقبل القريب لاستعادة وحدتها أو لبناء أو ظهور بديل لها. وفي تقديره أنّ هذا المصير يصدق على كل القوى السياسية التاريخية، مشيراً إلى أنّ تحالف الحرية والتغيير قد أضاع أقوى وأهم فرصة لبناء بديل سياسي كان من المفترض أن يتسيّد الساحة السياسية بعد الثورة؛ بسبب ما وصفه بمحاربة الجماهير وفقدانه للشارع الثوري.



 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية