العالم الحر ينتصر للحق الفلسطيني ويصفع بشدة الغطرسة الأمريكية

فلسطين

العالم الحر ينتصر للحق الفلسطيني ويصفع بشدة الغطرسة الأمريكية


22/12/2017

عكست الصحف الغربية والعربية أمس الخميس، مدى "العزلة" التي وضعت فيها واشنطن نفسها بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار أمريكا ممثلاً في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل".
العناوين القوية للصحف، بلورت كذلك الدلالة والأهمية اللتين تمخضتا عن التصويت على القرار ، خاصة أن القرارات التي تتخذها الجمعية العامة للامم المتحدة، تعتبر توصيات، إلا أن الخيبة الأمريكية شديدة اللهجة، التي قابلها ترحيب فلسطيني وعربي ودولي غض النظر عن تهديدات أمريكية مبطنة، شكل صفعة للسياسات المنحازة لإسرائيل.
صحيفة "الغارديان" البريطانية رأت أن "دول الجمعية العامة للأمم المتحدة أجمعت على توبيخ ترامب بشأن قرار الولايات المتحدة بشأن القدس". وأضافت الصحيفة: "بدت هزيمة أمريكا وإسرائيل واضحة أمس. وبينما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما حصل بـ "نصر لفلسطين"، استبق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو التصويت قائلاً  إن الجمعية العامة هي "بيت الأكاذيب".

جاء التصويت ضد القرار بأغلبية ساحقة


من جهتها، كتبت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: "أمريكا تخسر التصويت رغم التهديدات"، مركزة على أنّ الولايات المتحدة باتت "تلعق جراحها" بعد عملية التصويت التي رفضت ما جاءت به الولايات المتحدة رغم التهديدات، بينما أعلن الفلسطينيون على لسان رئيسهم محمود عباس استمرارهم الدفاع عن حقوقهم في الأمم المتحدة، وفي كل منبر متاح حتى انتهاء الاحتلال.

الغارديان: الجمعية العامة للأمم المتحدة أجمعت على توبيخ ترامب

صحيفة "اللوموند" الفرنسية، أشارت إلى أن "استعراض القوة الأمريكي ممثلاً في نيكي هيلي سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة لم يفلح"، كما أنّ الدبلوماسية الأمريكية "فشلت في فرض رأيها على العالم". وتطرقت الصحيفة إلى "الدفاع الحماسي لهيلي عن إسرائيل، الذي ربما سبب تذمراً من قبل دولٍ مختلفة، بسبب الانحياز المرفق بالتهديد في خطابها أمس، خصوصاً إنها تدخلت مهددة الدول التي ستصوت ضد القرار بأنها "ربما تخسر مساعدات مالية أو لوجستية".
أما صحيفة "الفيغارو" الفرنسية، فركزت اليوم الجمعة على ما قاله عباس بأن "الفلسطينيين لن يقبلوا  أية خطة سلام أمريكية، بعد القرار الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل". كذلك، أشارت الصحيفة إلى الزيارة المتوقعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى فلسطين مطلع عام 2018.
بدورها، قامت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بإظهار الإجماع الدولي ضد قرار أمريكا وخطوة ترامب. وركزت الصحيفة على أنّ "حلفاء أمريكا البارزين؛ فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، صوتوا على قرار الإدانة، في ردة فعل واضحة على حملة التهديدات التي شنتها أمريكا قبل التصويت".
وكانت الصحف الأوروبية بشكل عام، أشارت إلى ما جاءت به الصحف البريطانية والفرنسية والأمريكية من إبراز  "الصفعة" التي وجهها العالم للسياسة الخارجية الأمريكية.

استعراض القوة الأمريكي ممثلاً بنيكي هيلي سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة لم يفلح

وحدها الصحافة الإسرائيلية، من حاولت تحليل نتائج التصويت بأسلوب مختلف، كاشفةً عن رغبة مبطنة بانتهاج سياساتٍ أمريكية "فاعلة أكثر" في خدمة مصالح إسرائيل، حيث اعتبرت  "الجيروزاليم بوست" أنّ "التهديد بقطع المساعدات من قبل أمريكا لبعض الدول المصوتة ضد القرار، أتى بنتائج عكسية، بل كشف أنّ العديد من هذه الدول لا تشترى، خصوصاً دول أمريكا اللاتينية التي لا تحتاج مساعدات أمريكا أصلاً"، بينما واجهت دول عربية "صعوبات في التصويت، إلا أنها صوتت رغم حاجتها للمساعدات الأمريكية".
وكثفت الصحيفة  تركيزها من خلال تقريرها المعنون "العار للأمم المتحدة" على ما قاله مسؤولون إسرائيليون بشأن التصويت ضد القرار، خصوصاً ما أتى به وزير دفاع دولة الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" بقوله: "وحدها أمريكا تمثل نوراً في هذا الظلام،  بينما اعتبر وزير تعليم دولة الاحتلال "نفتالي بينيت" القرار "فارغاً وبلا أي قيمة". وكانت الصحيفة أصرت على أنّ ترامب "لم يأت بحقيقة جديدة بشأن القدس، بل قام بنقل هذه الحقيقة للفلسطينيين فقط!".

 استبق بنيامين نتنياهو التصويت قائلاً  أن الجمعية العامة هي "بيت الأكاذيب"

وكانت الصحافة العربية، وبالإجماع، اعتبرت التصويت ضد قرار "اعتبار القدس عاصمة إسرائيل"  بأغلبية 128 دولة، مقابل موافقة 9 دول من بينها أمريكا وإسرائيل، وامتناع 35 دولة أخرى عن التصويت، انتصاراً للدبلوماسية الفلسطينية والقضية الفلسطينية أمام ما اعتبر قراراً فردياً من قبل أمريكا.
وبصورةٍ عامة، فإن أبرز ما نتج عما وصف بـ "فردية ورعونة القرار الأمريكي المنحاز لإسرائيل"، تمثل بالقرار الجريء من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "برفض أي خطط أمريكية للسلام، معتبراً أنّ أمريكا لم تعد وسيطاً نزيهاً، وأنها  نأت بنفسها عن أية عملية سلام في الشرق الأوسط".
أيضاً، أعاد القرار الأمريكي المسألة الفلسطينية إلى واجهة العالم العربي، والعالم، ومنح أملاً بعدم ضياع الحقوق الفلسطينية، باعتبار الاحتلال يمثل قمعاً وعنصرية وسلباً لحقوق الإنسان، وهو ما ينعكس في أماكن مختلفة من العالم العربي، بما يعانيه من حروب وتفكك وطائفية منذ أحداث "الربيع العربي"، مما يشكل دعوة مفتوحة للوقوف في وجه جميع أشكال العنف والإرهاب أيا كانت أسبابها أو مسببوها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية