ما حقيقة رواية ترك خفر السواحل الليبي لمهاجرين بعرض البحر؟

ما حقيقة رواية ترك خفر السواحل الليبي لمهاجرين بعرض البحر؟


19/07/2018

قالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة: إنّ "عدد المهاجرين المتواجدين في مراكز الاحتجاز في ليبيا تضاعف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ليرتفع عددهم من 5000 مهاجر إلى 9300 مهاجر"، ويأتي الإعلان عن هذه الأرقام وسط اتهامات لخفر السواحل الليبي بالتخلي عن 3 مهاجرين وتركهم لمصيرهم وسط البحر.

الهجرة الدولية تحذّر من تضاعف عدد المهاجرين في مراكز الاحتجاز في ليبيا خلال الأشهر الماضية

وتتزامن زيادة أعداد المهاجرين المحتجزين في ليبيا، مع انخفاض أعداد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا؛ إذ تقول المنظمة الأممية إنّ وزارة الداخلية الإيطالية سجلت هذا العام وصول 11400 شخص، جاؤوا إليها من ليبيا، وهو رقم أقل بـ 80% مقارنةً بالأعداد المسجلة خلال الفترة نفسها عام 2017.

وأوضحت منظمة الهجرة، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، أنّ المهاجرين المحاصرين في ليبيا يقعون فريسة لتجّار البشر والجماعات المسلحة والعصابات الإجرامية، التي قويت شوكتها مع التشديد الذي تفرضه أوروبا على الهجرة عبر البحر المتوسط.

لذا، تواجه عمليات اعتراض قوارب التهريب وإعادة المهاجرين إلى الليبيا التي ينفذها خفر السواحل الليبي، بدعم من الاتحاد الأوروبي، كثيراً من الانتقادات من قبل الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان.

وكان رجال إنقاذ إسبان قد أكّدوا، أول من أمس، أنّ امرأة وصبياً توفيا في قارب بالبحر المتوسط قبل ساعات من وصول المساعدة إلى قاربهما المحطم، وذلك بعد العثور على امرأة ثانية على قيد الحياة في حطام القارب، الذي كان ينقل مهاجرين إلى أوروبا.

وذهب قارب إنقاذ تديره منظمة "بروأكتيفا أوبن آرمز" الإسبانية، وعلى متنه شاهد من "رويترز" لمساعدة المهاجرين الثلاثة، الذين تقطعت بهم السبل على مسافة نحو 80 ميلاً بحرياً من الساحل الليبي، لكنه وجد أنّ اثنين كانا قد لقيا حتفهما بالفعل.

المنظمة دولية أكدت أنّ جنود خفر السواحل الليبي غادروا المكان تاركين المهاجرين بعد أن رفضوا الصعود إلى مركبهم

وقالت المنظمة الخيرية: إنّ الثلاثة كانوا بلا حيلة، بعدما تركهما جنود خفر السواحل الليبي الذين غادروا المكان، بعد أن رفض الثلاثة الصعود إلى سفينة الدورية.

ورفض خفر السواحل الليبي تلك الرواية، وقال إنه أنقذ 165 مهاجراً من القارب المحطم، وانتشل جثة رضيع، لكنّه لم يذكر تفسيراً لبقاء المهاجرين الثلاثة على متن حطام القارب.

وأضاف في بيان: "ليس من ديننا وأخلاقياتنا وسلوكنا ترك حياة بشرية في عرض البحر، ونحن ما خرجنا إلا لننقذهم".

وانتشل رجال الإنقاذ المرأة من حطام القارب؛ حيث كانت مستلقية بجوار جثتي المرأة الأخرى، والصبي البالغ من العمر نحو أربعة أعوام، وغاص أحد رجال الإنقاذ في البحر، وأمسكوا بها بينما كانت متشبثة ببقايا القارب.

وذكرت بروأكتيفا، أنّه عندما اتضح أن المرأتين والصبي لا يريدون الصعود إلى سفينة خفر السواحل، دمّر الليبيون القارب، وتركوا الثلاثة عالقين وسط الحطام.

خفر السواحل الليبي رفض تلك الرواية دون ذكر تفسير لبقاء المهاجرين الثلاثة على متن حطام القارب

وقاد وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، حملة لمنع سفن المهاجرين من دخول الموانئ الإيطالية، ويقول إنّ أيّة عمليات إنقاذ قبالة الساحل الليبي ينبغي أن يقوم بها خفر السواحل الليبي وحده.

وفي ردّ على ما يبدو على هذا الحادثة، قال سالفيتي: "أكاذيب وإهانات من بعض المنظمات الأجنبية غير الحكومية تؤكد أننا على صواب: تقليص الرحلات والوصول، يعني تقليص الوفيات، وتقليص مكاسب من يضاربون على الهجرة غير القانونية".

ولعبت إيطاليا دوراً محورياً في تدريب خفر السواحل الليبي، المتهم بانتهاكات منها إطلاق النار على عمال إغاثة يحاولون إنقاذ المهاجرين.

 

الصفحة الرئيسية