
أصدرت سلطات النظام في سوريا أمس طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة انطلاق "مونديال قطر"، ممّا أشعل موجة من السجالات والانتقادات بين الموالين.
إلا أنّ المؤسسة العامة للبريد السوري سرعان ما قامت بحذف خبر الإصدار من حساباتها فوراً، بعد موجة من الغضب العارم تجلت عبر التعليقات المنتقدة التي اجتاحت حسابها على فيسبوك تنديداً بهذا الإعلان، ممّا دفع المدير العام للمؤسسة حيان مقصود للتعليق، مؤكداً أنّ الخبر نُشر بالخطأ، لذلك حذف من الحسابات التابعة للمؤسسة، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي.
وقد برّر تلك الخطوة موضحاً أنّ إصدار طابع تذكاري خاص بالمونديال هو للتوثيق لا أكثر، مؤكداً أنّه غير متداول ولا مطبوع أو متوفّر فيزيائياً.
النظام السوري يصدر طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة انطلاق "مونديال قطر"، ممّا أشعل موجة من السجالات والانتقادات بين الموالين
كذلك، شدد على أنّ كأس العالم هو من المواضيع التي يتم طرحها بشكلٍ دائم خلال خطة أعمال الطوابع البريدية التي تضعها المؤسسة.
وأوضح أنّ الطوابع البريدية ليست طوابع مالية، ولا تُستخدم للمعاملات، كما أنّها توجه للهواة، وتُرسل إلى دول العالم كما تصلنا الطوابع من هذه الدول، وفق قوله.
واعتبر أنّ إصدار طابع خاص بمونديال قطر هو للتأكيد على تشاركية الوحدة المصيرية بين الدول العربية، ومشاركتها فعالياتها ونجاحها فيما بينها، لا سيّما استضافة دولة عربية لمثل هذا الحدث العالمي، موضحاً أنّ الإصدار الجديد يتضمن شعار كأس العالم 2022، بالإضافة إلى لوحة في الخلفية تمثل نواعير حماة، وبالتأكيد اسم الجمهورية العربية السورية باللغتين العربية والإنجليزية.
مسؤولون في شركة البريد يؤكدون أنّ إصدار طابع تذكاري خاص بالمونديال هو للتوثيق لا أكثر، وأنّه غير متداول ولا مطبوع أو متوفّر فيزيائياً
وكان مدير بريد دمشق رأفت النايف قد برّر بدوره في تصريح للإعلام المحلي إصدار طابع المونديال، بأنّه جاء "بعيداً عن السياسة والمواقف"، مؤكداً أنّ "قطر تبقى بلداً عربياً، مثلها مثل أيّ بلد عربي آخر"، كما أنّ المؤسسة "حريصة على إصدار الطوابع التذكارية في المناسبات والأحداث المهمة التي يذكرها التاريخ"؛ لافتاً إلى أنّ الطابع الصادر مشابه لأيّ طابع صدر بمناسبة ما، مثل: "عيد الشجرة، أو عيد الأم، أو الحركة التصحيحية، أو غيرها"، فهو للتوثيق؛ لأنّ لكل طابع بريدي قصة أو ذكرى، كما أنّ كثيراً من دول العالم أصبحت تعتمد كتابة تاريخها بإصدار طوابع خاصة في المناسبات والأحداث التي تمر بها.
واعتبر بعض المراقبين أنّ إجراء النظام السوري هو "مغازلة لقطر" بعد عقد من الحملات الإعلامية الشرسة بين الطرفين.
يشار إلى أنّ خطوة النظام هذه أتت بعد أعوام من القطيعة بعلاقات البلدين، والتي بدأت منذ عام 2011، على خلفية دعم قطر للاحتجاجات التي اجتاحت سوريا بهدف إسقاط النظام.