في الذكرى الـ 175 لميلاده.. تعرف على غراهام بل وقصة اختراعه للهاتف

في الذكرى الـ 175 لميلاده.. تعرف على غراهام بل وقصة اختراعه للهاتف


03/03/2022

يصادف اليوم الخميس 3 آذار (مارس)، الذكرى الـ 175، لميلاد المهندس والمُبتكر الكسندر غراهام بل، والذي نسب إليه تسجيل أول براءة اختراع هاتف فعّال، ليكون واحداً من أهم الاختراعات التي غيّرت وجه العالم.

ولعب الهاتف دوراً كبيراً في تطوير ونقل العالم نقلة نوعية في مجال التواصل والاتصالات، نظراً لما لازم اختراع الهاتف من تطور ونقلات بمجالات أخرى ارتبطت بهذا الاختراع.

من هو غراهام بل؟ 

ولد المخترع الاسكتلندي - الأمريكي، ألكسندر غراهام بل عام 1847، في اسكتلندا، وكان عالماً في مجال السمعيات ومعلماً للصم، ويعتقد أنّ سبب اختيار (بل) لهذه المهنة لها أسبابها الموضوعية، فقد عمل والده وجده وشقيقه في مجال الحديث والفصاحة، وكانت والدته وزوجته من الصم، ما أثر على عمل حياته تأثيراً بالغاً.

لعب الهاتف دوراً كبيراً في تطوير ونقل العالم نقلة نوعية في مجال التواصل والاتصالات

و(بل) الذي يوصف بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ البشرية، تلقى وإخوته تعليمهم المبكر في المنزل على يد والدهم، مع ذلك التحق في سن مبكرة بالمدرسة الثانوية الملكية في أدنبرة باسكتلندا وغادرها في سن الـ 15، وكان سجله المدرسي غير متفوق وتميز بكثرة الغياب والدرجات المتدنية، فقد كان اهتمامه الرئيسي في العلوم وخاصة علم الأحياء، في حين كان يعامل المواد الدراسية الأخرى بلا مبالاة.

العديد من الاختراعات كانت ملحوظة في حياة غراهام بل، إذ إنه أبدى عندما كان طفلاً صغيراً نزعة فضولية لاكتشاف كل شيء يحيط به في العالم من حوله، حيث كان يجمع العينات النباتية، ويجري التجارب المختلفة.

تلقى وإخوته تعليمهم المبكر في المنزل على يد والدهم، مع ذلك التحق في سن مبكرة بالمدرسة الثانوية الملكية في أدنبرة باسكتلندا وغادرها في سن الـ 15

كما أنه أبدى منذ سنواته الأولى أيضاً، طبيعة حساسة وموهبة في الفن والشعر والموسيقى بتشجيع من والدته، ليتقن العزف على البيانو بلا أي تدريب رسمي وأصبح عازف البيانو للأسرة.

في سن الـ 16، حصل بل على منصب "تلميذ - معلم" في الخطابة والموسيقى في أكاديمية "ويسترن هاوس"، وذلك رغم التحاقه كتلميذ لدراسة اللغتين اللاتينية واليونانية.

في العام التالي التحق بجامعة إدنبرة وانضم لأخيه الأكبر ميلفيل الذي كان قد التحق بالجامعة في العام السابق. وفي عام 1868 وبفترة وجيزة تسبق مغادرته إلى كندا مع عائلته، أكمل (بل) امتحانات نهاية العام وتم قبوله في جامعة لندن.

اقرأ أيضاً: من الميكانيكي إلى الملون.. تعرف إلى تاريخ اختراع التلفزيون

دفعه بحثه في السمع والحديث إلى تجريب أجهزة سمعية والعمل عليها، ما أفضى لاحقاً إلى حصوله على أول براءة أمريكية عن جهاز الهاتف.

وعلى الرغم من أنه لم يكن من مؤسسي جمعية "ناشيونال جيوغرافيك"، إلا أنه كان ذا تأثير كبير على المجلة، حيث أصبح ثاني رئيس لها حيث خدم في الفترة من 1898 حتى 1903.

اختراع الهاتف

بحلول عام 1874، دخل عمل غراهام بل المبدئي على التلغراف الموسيقي في مرحلة التشكيل والتقدم مما أدى إلى تحقيقه نجاحاً كبيراً من خلال عمله في مختبره الجديد في بوسطن (مكان مستأجر) وكذلك في منزل أسرته بكندا.

 أبدى عندما كان طفلاً صغيراً نزعة فضولية لاكتشاف كل شيء يحيط به في العالم من حوله

أجرى تجاربه على الفونوغراف (phonautograph) وهو جهاز يشبه القلم يستطيع رسم أشكال الموجات الصوتية على زجاج مدخن عن طريق تتبع اهتزازاتها، ليتمكن من توليد تيارات كهربائية موجبة مترددة تتوافق مع الموجات الصوتية.

 

اقرأ أيضاً: 10 حقائق لا يعرفها الكثيرون عن اختراع القنبلة الذرية

كما أعتقد بأنّ القصبة المعدنية المتعددة التي تم ضبطها لترددات مختلفة مثل القيثارة ستكون قادرة على تحويل التيارات المتموجة إلى صوت مرة أخرى. لكنه لم يمتلك نموذج عمل ليعرض جدوى هذه الأفكار.

وفي تلك الفترة اتسعت حركة الرسائل التلغرافية بشكل سريع وكما ورد على لسان رئيس شركة "ويسترن يونيون"، ويليام أورتون، أنّ ذلك أصبح يُعَد بمثابة "الجهاز العصبي للتجارة"، وهو ما دفعه للتعاقد مع المخترعين توماس إديسون وإليشا غراي لإيجاد طريقة لإرسال رسائل متعددة من خلال التلغراف.

 حصل على الدعم المالي لتجاربه من المستثمرين جاردينر هوبارد، وتوماس ساندرز، لايجاد طريقة لإرسال نغمات صوت متعددة عبر سلك التلغراف مستخدماً أداة متعددة القصبات

لكن غراهام كان قد حصل على الدعم المالي لتجاربه من المستثمرين جاردينر هوبارد، وتوماس ساندرز، لإيجاد طريقة لإرسال نغمات صوت متعددة عبر سلك التلغراف مستخدماً أداة متعددة القصبات، بدأ هذان الرجلان الثريان بتقديم الدعم المالي لتجاربه.

من خلال الدعم المالي من قبل ساندرز وهوبارد، قام (بل) بتعيين توماس واتسون، وهو مصمم كهربائي وميكانيكي، مساعداً له، وبدأ الاثنان بإجراء التجارب حول إمكانية إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي.

وفي العام 1875، استطاع واتسون عن طريق الخطأ أن يلتقط إحدى القصبات وأمسك (بل) بنهاية طرف السلك المستقبل واستطاع سماع النغمات التوافقية للقصبة التي من المحتمل أن تكون ضرورية لنقل الكلام. استنتج (بل) من ذلك أنّ قصبة واحدة أو عمود واحد فقط يُعَد ضرورياً وليس العديد من القصبات. أدى ذلك إلى الاعتقاد بأنّ هاتفاً يعمل بالصوت على شكل عمود قائم تتوسطه قطعة متعارضة بإمكانه نقل صوت يشبه الرنين ولكن ليس كلاماً واضحاً.

وكان يُعتقد أنّ فكرة اختراع الهاتف تعود جميعها لغراهام، إلى أن اعترف مجلس الكونغرس الأمريكي رسمياً في عام 2002 أنّ المخترع الإيطالي أنطونيو ميوتشي هو المخترع الحقيقي للهاتف وذلك بعد مرور 113 عاماً على وفاته.

 

اقرأ أيضاً: بالصور.. تعرف إلى أبرز 9 علماء قتلتهم اختراعاتهم

فقد اعترف مجلس النواب الأمريكي رسمياً بأن ميوتشي أول مخترع لفكرة الهاتف، وهذا يعني أنّ ألكسندر غراهام بل فقط قام باختراع الهاتف بناءً على فكرة اختراع وجدها في نموذج من نماذج اختراعات أنطونيو ميوتشي.

غراي قدم أيضاً طلب براءة اختراع للتصميم هاتف يعمل باستخدام جهاز إرسال مائي لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة، وفي صباح اليوم نفسه، قدم محامي غراهام بل طلباً باسم (بل) إلى مكتب براءات الاختراع، وهو ما أثار الجدل حول من وصل له أولاً.

سُجِّلت براءة اختراع (بل) برقم 174,465 ومُنِحت له يوم 7 آذار (مارس) 1876 من قبل مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة. 

عاد (بل) إلى بوسطن في نفس اليوم واستأنف عمله في اليوم التالي ورسم شكلاً توضيحياً في مدونة مذكراته يماثل الرسم الذي جاء في طلب إنذار غراي لبراءة الاختراع.

أول استخدام للهاتف

في 10 آذار (مارس) 1876؛ أي بعد 3 أيام من إصدار براءة اختراعه، نجح بل في تشغيل هاتفه باستخدام جهاز إرسال سائل مشابه لتصميم غراي. تسبب الاهتزاز في طبلة الهاتف باهتزاز إبرة في المياه مما أدى إلى اختلاف المقاومة الكهربائية في الدائرة، وندها ذكر بل جملته الشهيرة "السيد واتسون - تعال إلى هنا - أريد أن أراك" في جهاز الإرسال السائل، واتسون الذي كان في نهاية الخط في غرفة مجاورة استمع إلى الكلمات بوضوح.

ثم بدأ (بل) بالتركيز على تحسين الهاتف الكهرومغناطيسي ولم يستخدم أبداً جهاز الإرسال المائي الخاص بغراي في العروض العامة أو الاستخدام التجاري.

واصل (بل) إجراء تجاربه وفي 3 آب (أغسطس) 1876، أدهش عائلته وضيوفهم عندما تلقى رسالة من منزله في برانتفورد الذي يبعد أربعة أميال (6 كم) عبر الأسلاك المعلقة، وهذه المرة سمع الضيوف في المنزل بوضوح قراءة وغناء أشخاص في برانتفورد. أثبتت تلك التجارب إمكانية عمل الهاتف بوضوح عبر المسافات البعيدة.

لاحقاً عرض (بل) وشريكيه هوبارد وساندرز، بيع براءة الاختراع مباشرة إلى شركة "ويسترن يونيون" مقابل 100,000 دولار أمريكي، ولكن رئيس الشركة رفض ذلك قائلاً إنّ الهاتف لا يُعَد شيئاً سوى دمية. وبعد ذلك بعامين أخبر زملاءه أنه إذا استطاع الحصول على براءة الاختراع بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي ستعتبر حينئذ صفقة جيدة، لكن شركة (بل) لم تعد ترغب ببيع براءة الاختراع.

بل أم غراي؟

أُثيرت مسألة الأولوية بالنسبة لميزة المقاومة المتغيرة في الهاتف من قبل الفاحص قبل موافقته على طلب (بل) لبراءة الاختراع. وقال لـ (بل) إنّ ادعاءه لميزة المقاومة المتغيرة تم وصفها أيضاً في طلب غراي لبراءة الاختراع. وأشار (بل) إلى أنّ جهاز المقاومة المتغيرة في تطبيقه السابق عبارة عن كوب من الزئبق، وليس الماء. 

  قام غراي بإعادة اختراع هاتف ذي مقاومة متغيرة، ولكن غراهام بل كان أول من كتب الفكرة وأول من اختبرها على الهاتف

وكان (بل) قد قدم طلباً عن الزئبق لدى مكتب براءات الاختراع في العام السابق؛ أي قبل وصف الجهاز المائي لإليشا غراي بوقت طويل. بالإضافة إلى ذلك، أهمل غراي طلب الإنذار الخاص به، ولأن غراي لم يعترض على أولوية (بل)، وافق الفاحص على براءة اختراع (بل).

 قام غراي بإعادة اختراع هاتف ذي مقاومة متغيرة، ولكن (بل) كان أول من كتب الفكرة وأول من اختبرها على الهاتف.

 

اقرأ أيضاً: الإمارات تعزز مكانتها الدولية في قطاع الأفكار والاختراعات والابتكارات

كما أدلى فاحص براءات الاختراع "زيناس فيسك ويلبر" لاحقاً بشهادة رسمية كتابية أقر فيها مع حلف اليمين بأنه كان مدمناً للكحوليات وكان مديناً لمحامي بل "مارسيلو بيلي" الذي خدم معه أثناء الحرب الأهلية، وادعى أنه أطلع بيلي على طلب إنذار غراي لبراءة الاختراع. 

كما صرّح ويلبر بعد وصول (بل) إلى واشنطن، أنه عرض طلب غراي على (بل) مقابل 100 دولار أمريكي، لكن (بل) نفى في شهادة مع حلف اليمين أنه أعطى ويلبر أي أموال.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية