
أصدرت محكمة جنايات الزقازيق أول من أمس حكمها في قضية وفاة الفتاة هايدي بالشرقية، في أسرع حكم في تاريخ القضاء المصري، بعد عدة أيام من انتحار الفتاة بسبب الابتزاز الإلكتروني.
وقضت المحكمة "بإدانة المتهمتين الأولى والثانية الشقيقتين منى وعزة بالسجن (10) أعوام بتهمة التهديد، وعلى المتهمين الـ3 إسلام ومحمد وغندورة والدة الشقيقتين بالسجن (6) أعوام، بتهمة الاشتراك مع باقي المتهمين بارتكاب الجريمة، في واقعة الطالبة هايدي ضحية الابتزاز الإلكتروني".
وكانت النيابة العامة قد أحالت (5) متهمين محبوسين إلى محكمة الجنايات لاتهامهم بتهديد المجني عليها الطفلة هايدي وشقيقتها عبر تطبيق للتواصل الاجتماعي، وإفشائهم صوراً خادشة للمجني عليها، واعتدائهم على حرمة حياتها الخاصة، وعلى المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.
ويأتي الحكم بعد أيام معدودة من انتحار هايدي، وبعد تحرك جميع الأجهزة الأمنية والقضائية بمحافظة الشرقية في مصر، بعد انتحار الطفلة هايدي التي تبلغ من العمر قرابة الـ (14) عاماً، إثر تناولها حبّة الغلال القاتلة نظراً لمرورها بحالة نفسية سيئة، وفقاً لوسائل إعلام مصرية.
وبسؤال أسرة المجني عليها، اتهموا (5) أشخاص، بينهم (3) من جيرانهم، بالتسبب في وفاة نجلتهم، وذلك عقب قيامهم بنشر صور مخلة لها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي لم تتحملة الطفلة التي قررت التخلص من حياتها.
بداية المأساة
تفاصيل الواقعة بدأت باستقبال مستشفى أولاد صقر المركزي بمحافظة الشرقية الطفلة "هايدي" (14) عاماً- طالبة، مقيمة بكفر الحاج علي دائرة مركز أولاد صقر مصابة بالتسمم، وقد فارقت الحياة عقب وصولها إلى المستشفى الحكومي، وتبيّن من الفحص المبدئي أنّ سبب الوفاة تناول الطالبة لـ"فوسفيد الألمينيوم"، المعروفة بحبّة الغلال، المحظور تداولها بقرار من محافظ الشرقية.
وتبيّن من تحريات المباحث أنّ الفتاة انتحرت بعد انتشار صور مفبركة لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الأمر الذي لم تتحمله الفتاة بسبب التداعيات الاجتماعية؛ ممّا دفعها للتخلص من حياتها مستخدمة حبة حفظ الغلال السامّة، وجرى التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة التي تولت متابعة التحقيقات.
المتهمة الغندورة للضحية: "هتبوسي رجلي وإلّا هفضحك"
التحقيقات التي أشرف عليها المستشار حلمي عطالله المحامي العام لشمال الشرقية أكدت أنّ المتهمين في القضية هم سيدة تُدعى الغندورة تبلغ من العمر (50) عاماً، وابنتاها "ع" و"م"، وهم جيران المجني عليها، وقد تعاونوا مع شابين في تزييف صور خادشة للمجني عليها ونشرها على الفيسبوك، وتمكنت الشرطة من القبض عليهم جميعاً باستثناء الأخيرة "م" التي ما تزال هاربة، ويجري البحث عنها.
وتبين أنّ المتهمة ساومت الطفلة هايدي وأسرتها على عدم نشر تلك الصور المفبركة شريطة تنفيذ أوامرها، ومنها أن تُقدّم الأسرة اعتذاراً لها، بسبب خلافات جيرة، وقالت: "هتبوسي رجلي وإلّا هفضحك"، وفقاً لما نقله موقع "مصراوي" عن الواقعة.
شقيقة هايدي تروي التفاصيل
وقالت نرمين شحتة شقيقة المجني عليها "هايدي": إنّ أسرتها تعرّضت للابتزاز من جارتها وتُدعى "الغندورة"، وتبلغ من العمر (50) عاماً، وابنتها عزة صاحبة الـ(15) عاماً، على مدى شهور مضت، وخلال هذه الأيام تمكنت الجارة من نقل صور للمجني عليها لشابين، أشرفا على تزييف صورة الفتاة "هايدي"، وقاموا بإرسالها إليهم من خلال سيدة أخرى كانت الوسيط بين المتهمين الأم وابنتها وبين الشابين اللذين زيّفا صور المجني عليها.
وأكدت الشقيقة الكبرى للمجني عليها أنّ المتهمة طلبت منّا عدم إرسال هايدي إلى المدرسة والامتحانات، وإلّا سوف يتمّ نشر الصور عبر وسائل التواصل، وعندما ذهبت المجني عليها إلى المدرسة لأداء الامتحانات بالمرحلة الثانوية، أخبرتهم المتهمة أنّ الأمر انتهى، وجرى نشر الصور بكلّ المواقع الخليعة.
مكالمة هاتفية قبل الانتحار
وكشفت أسرة المجني عليها أنّ هايدي قامت بإجراء مكالمة هاتفية مع أحد الشباب المتهمين طالبته فيها بعدم نشر الصور، وإلّا فإنّها سوف تتخلص من حياتها، ولكنّ الأخير لم يستجب لطلبها، وظلّ يبتزها، وأضافت الشقيقة الكبرى للمجني عليها أنّهم كانوا يسمعون ضحكات المتهمين بعد نشر الصور، وسخرية منهم ومن أخلاقهم، التي عرضوها للزيف من خلال الصور الخادشة للحياء، وقامت المتهمة الغندورة بتهديد أسرة هايدي بعمل صور جديدة للشقيقة الكبرى "نرمين"، في حال عدم نشر فيديو من هايدي وأمّها تعتذر للمتهمين أمام الجميع.
يوم الواقعة
وقالت منى محمد والدة الضحية "هايدي": إنّ نجلتها ذهبت إلى الامتحان، وبعد عودتها جاءت مكالمة هاتفية من أحد أقاربنا بدولة الأردن يبلغنا بانتشار الصور بشكل واسع على الميديا، وهنا خرجت نجلتي مع زميلتها، وذهبت إلى محل مبيدات زراعية، وقامت بشراء حبّة الغلال السامّة، وتناولتها؛ لتلقى حتفها متأثرة بتسمم حاد.