السلفيون إبان "الربيع العربي".. الأئمة على منابر السياسة

السلفيون إبان "الربيع العربي".. الأئمة على منابر السياسة


29/03/2018

ملخص:

في ظل السيولة السياسية التي شهدتها القاهرة، إبان "الربيع العربي"، وأحداثه السريعة، والمنفلتة، أحياناً، ومآلاته الصعبة، مضت داخلها اختبارات عديدة، على مستوى السياسة والأيديولوجيا، وبحث صلاحية العديد من الرؤى، وسلامة الأفكار.

كما تكونت مشهديات متفاوتة، وانبنت معها سرديات متناقضة؛ برزت في هذا المخاض، تتحرى شرعية ومساحة للعمل، ومحاولة توفيق أوضاعها وحسم تناقضاتها، مع المعطيات الجديدة.

ظلت جماعة الإخوان المسلمين، تنفرد بالمجال الديني في مصر، منذ عقود، عبر شبكة اجتماعية، وبناء تنظيمي قوي، استطاع بناء دور مركب ومعقد، نشط بأدوار عديدة؛ بالخطاب الدعوي والنشاط الخدمي، ما هيأ لها حاضنة اجتماعية، وسط الفئات المستفيدة من خدماتها، وتبعيتهم المباشرة لها.

ولئن كانت تلك الحاضنة الاجتماعية، بمثابة العمود الفقري، الذي انتصبت عليه كل عودة للجماعة، في ظل "محنها" التاريخية، التي تسببت فيها صداماتها المتكررة، بالأنظمة السياسية؛ فإن هؤلاء أيضاً وإن كانوا لا يحملون جميعهم أيديولوجيا الإخوان، لكن، يتم حشدهم بعناصر "المظلومية" التاريخية.

وتحاول هذه الدراسة المعنونة بـ "السلفيون إبان الربيع العربي.. الأئمة على منابر السياسة" للكاتب الصحافي المصري كريم شفيق، تسليط الضوء على موقف التيار السلفي من الثورات العربية، فالتيار السلفي، بتنوعاته، والذي عد المنافس التاريخي للجماعة، وتتقاطع العلاقة بينهما، في مد وجزر دائم، قد خرج بعد كانون الثاني (يناير)، عام 2011، يمارس دوراً، يختلط فيه الدعوي بالسياسي، بعد تحفظه لسنوات طويلة، في فترة ما قبل الثورة.

وانخرط التيار السلفي، في العمل السياسي بصورة عكست براغماتية شديدة، من حيث قبوله بـ"الإجراءات" الديمقراطية، كالتصويت في صناديق الاقتراع، مع الرفض التام للتماهي والتجذر مع القيم الديمقراطية، التي يستأصل أفكارها، ويهاجم مبادئها، التي يؤكد مخالفتها للشريعة الإسلامية.

لكن، على كل حال، وجد السلفيون الفرصة مناسبة، لاستعادة حقوقهم المهدورة، واقتسام حصة عادلة في الفضاء الديني، الذي انفرد به الإخوان.

وظل يرافق تقدم السلفيين في العملية السياسية، تصدعات عديدة مثل؛ الانشقاقات داخل حزب النور السلفي، والبراغماتية الشديدة في المواقف العقائدية، حتى ولو كانت بصورة تكتيكية وتلفيقية، رافقتها حالة من المرونة السياسية، أكثر وضوحاً ترفض الصدام مع السلطة.

وتسرب لقيادات ومجموعات، في الدعوة السلفية، شعور أنّ السياسة ستخصم من رصيد "الدعوة"، وتهدد وجود ونفوذ "الهيئة الدينية" الأصلية، وتفقدها الهيمنة الأيديولوجية، التي تنزاح أمام الفعل السياسي ومراوغاته، وذلك لحساب "الحزب" الناشئ؛ إذ تراوح الجدل حول تحديد تبعية الأخيرة لحساب الأولى أم العكس.

وهو ما أسفر عن انفصال في جسد الحزب بين قيادتيه التاريخيتيين، في الدعوة السلفية؛ هما الشيخين: عماد عبد الغفور، رئيس الحزب، وقتها، وياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية.

ويتضح داخل بنية الخطاب السلفي، القائم على مفهوم "الفرقة الناجية"، والذي يتم استعارته من مدونة الحديث النبوي، أنّ ثمة حضوراً قوياً للعنف الرمزي، الذي يجعل كل مسلم "سلفي" بالضرورة، حتى يكون إسلامه صحيحاً، ومن ثم يصبح الخارجون عن طاعة "الجماعة"، منحرفين عن العقيدة، ويجسدون البدع والضلال، وضد المنهج السني السليم. وهو ما يؤكده وفق نظريتهم السياسية والعقائدية، مع حديث آخر يقول: "لاتجتمع أمتي على ضلالة".

وحول مفهوم الجماعة المسلمة، الذي يركز عليه ويتبناه السلفيون، يظل طرح مسألة التنظيم، وكمونها في العقل السلفي، أمراً مغرياً، وذات وجاهة تداعب فكرهم، وطموحهم السياسي والدعوي. وتتحرى تحقيقة طوال الوقت، خاصة، وأن المكونات السياسية قائمة لديها، بغية تحقيق "أسلمة المجتمع".

لقراءة البحث كاملاً انقر هنا

الصفحة الرئيسية