
للنساء أدوار كثيرة في التنظيمات الإرهابية، تقوم على التجنيد ونشر الدعاية، ومحاولة استمالة شرائح مجتمعية للحصول على التعاطف، هذا بالإضافة إلى عملية تلقين الأطفال وتربيتهم على مبادئ واستراتيجيات تلك التنظيمات.
وقالت هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، في ولاية بادن فورتمبيرغ، جنوب غربي ألمانيا، إنّ النساء في جماعة الإخوان، المصنفة في الكثير من الدول كتنظيم إرهابي، وعدد من الجماعات الإرهابية والسلفية المتطرّفة، يلعبن دوراً كبيراً في البروباغندا الإعلامية والتجنيد بتلك التنظيمات، كما ينشئن الأطفال على التطرف، وفق ما نقل موقع "العين" الإخبارية.
تقرير استخباراتي: النساء في الإخوان وعدد من الجماعات المتطرفة يلعبن دوراً كبيراً في البروباغندا الإعلامية والتجنيد
وأضافت الهيئة، في تقرير لها صدر حديثاً: إنّ النساء، على سبيل المثال، يقمن بكتابة الكتب التعليمية التي تصدرها هذه الجماعات للأطفال، بهدف تنشئتهم على التطرّف.
بل إنّ السيدات يعملن مترجمات للكتابات والمقالات المتطرفة من العربية إلى الألمانية، تمهيداً لنشرها على نطاق واسع في ألمانيا، كجزء من بروباجندا للتنظيمات، وفق التقرير ذاته.
وضرب التقرير مثالاً بجمعية "نور الهدى ميديا" في بادن فورتمبيرغ، وجميع أعضائها من النساء، حيث تتولى بشكل أساسي ترجمة النصوص المتطرفة للألمانية، تمهيداً لنشرها في البلاد.
كما لفت التقرير إلى أنّ التنظيم النسائي داخل الإخوان والجماعات المتطرفة في ألمانيا يقوم، في إطار حملات خيرية مزعومة على الإنترنت مثل حملة "يد بيد في مشروع الحجاب"، بتوفير النقاب للسيدات اللاتي يواجهن صعوبة في العثور عليه في الأسواق في هذا البلد.
كما تهدف هذه الحملة لتوصيل الكتب السلفية إلى من يصفونهنّ بـ "الأخوات"، وتضمّ هذه الكتب عدداً من كلاسيكيات هذه التنظيمات المتطرفة.
الأكثر من ذلك، أنّ القيادات النسائية تستغل مجموعات نسائية على فيسبوك، وقنوات على تليغرام، لنشر بروباغندا الإخوان وغيرها من التنظيمات، وتجنيد عضوات جديدات، وفق التقرير الاستخباراتي ذاته.
وهناك نساء يلعبن أدواراً قيادية في الإخوان، مثل السيدة "هويدة- ت"، التي تُعرف باسمها الأول والحرف الأول من اسمها الثاني، وتُعدّ من أهمّ قيادات الجماعة في الأراضي الألمانية.
وقبل أيام، قال حزب البديل لأجل ألمانيا، حزب المعارضة الرئيسي، إن "هويدة- ت"، تمثل الإخوان في مؤتمرات رسمية، وشاركت في مؤتمر حول الرعاية الصحية نظمته وزارة الاندماج في ولاية شمال الراين وستفاليا (غرب)، في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩.
وتُعدّ نساء تنظيم "داعش"، العائدات من سورية والعراق، خطراً كبيراً على الأمن والمجتمع في ألمانيا، وقنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت، وفق تقرير هيئة حماية الدستور في ولاية بادن فورتمبيرغ.
وبصفة عامة، دان القضاء الألماني عدداً من "نساء داعش" الألمانيات، مؤخراً، بتهم الانضمام لتنظيم إرهابي، فيما لا تزال أخريات يعشن بحرّية في البلاد، رغم أنهنّ يمثلن تهديداً كبيراً للأمن في البلاد.
تُعدّ نساء تنظيم "داعش" العائدات من سورية والعراق خطراً كبيراً على الأمن والمجتمع في ألمانيا
ومنذ عام 2014، انضمّ 1050 ألمانياً لداعش في سورية والعراق، بينهم 200 امرأة. ومنذ بداية 2019، عاد ثلث هؤلاء إلى الأراضي الألمانية.
وقالت كلادويا دانتشكيه، الخبيرة في شؤون التنظيمات الإرهابية، لشبكة "دويتشه فونكة" الألمانية: إنّ "السلطات الألمانية تعامل نساء داعش بشكل مختلف عن رجال التنظيم"، مضيفة: "السلطات تسجن الرجال بمجرّد عودتهم لأنهم انضموا للتنظيم، بايعوا زعيمه أبو بكر البغدادي، وقاتلوا في سورية والعراق".
لكنّ الأمر مختلف بالنسبة إلى النساء. ووفق محكمة العدل الفيدرالية، تواجد النساء في أماكن تنظيم داعش، وإدارتهن منازل شركائهن من مقاتلي التنظيم، ليس كافياً لإدانتهنّ بتهم الانضمام لتنظيم إرهابي.
ووفق تقرير للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني، فإنّ النساء المحسوبات على داعش يقمن باستغلال ذلك الاتجاه القانوني الذي يفترض براءتهنّ، للهروب من العقاب.
ووفق صحيفة "دي فيلت" الألمانية، فإن العشرات من "نساء داعش" يعشن الآن في ألمانيا بحرّية تامة بعد عودتهن من سورية والعراق، لكنهنّ يمثلن خطراً كبيراً.