فرصة ذهبية لأتباع المرشدين

فرصة ذهبية لأتباع المرشدين


16/01/2020

سوسن الشاعر

هذه فرصة ذهبية لجميع من غرر بهم من جماعتي الإخوان المسلمين وحزب الدعوة المؤمن بولاية الفقيه من العرب، خصوصا من الخليجيين وبالأخص في البحرين، أن يفيقوا من غفوتهم من سباتهم، أن يمسحوا غباراً تراكم على عقولهم ويفتحوا بصيرتهم، هذه فرصة ذهبية قد لا تتكرر لولاة أمور انخرطوا في هذه الجماعة منذ الصغر؛ أن يمنحوا هذه الفرصة على الأقل لأبنائهم الصغار الذين تم إقحامهم دون أن يدركوا الخدعة الكبرى التي استدرجوا لها هم وآباؤهم، فرصة للنظر إلى الصورة الحقيقية بوضوح، لأن الكشف عن كل المستور وكل الخدع يجرى الآن فضحها على الهواء مباشرة من قيادات هذه الجماعات الذين انبطحوا بشكل مخزٍ لا يشرّف أي إنسان سويّ، وهم ماضون في غيهم كأنهم مسلوبو الإرادة والوعي، لذلك أنقذوا أبناءكم من هذا الذل الذي لحق بكم، وسيلحق بأبنائكم بعدكم إن لم يخرجوا من تلك العباءة.

انظروا للذل الذي لحق بقيادة إخوانية مصرية وفلسطينية وآخرها الليبية، مثل سراج الليبي الذي ذهب للتفاهم مع حفتر الليبي إلى موسكو، مصطحباً معه وليي أمره وزيري الخارجية والداخلية التركيين!!

وانظروا للعامري ومقتدى الصدر يطلبان من وليي أمرهما في قم تحديد من منهما سيفوز بقيادة الحشد الشعبي بعد المهندس، هذه الصورة تلخص لكم حالة الذل والهوان التي وصلت إليها جماعتا الإخوان المسلمين والولي الفقيه، حيث لا كلمة ولا إرادة ولا حتى قدرة على الخيار الخاص والداخلي واتخاذ القرار دون إذن من ولاة أمرهم الأجانب.

والإيرانيون والأتراك يمارسون أشد أنواع الحزم مع خدمهم الآن بعد أن انكشف المستور، فلا يسمحون لهم أن يتحدثوا في أمور داخلية دون إذن منهما ومباركتهما، أي صورة قبيحة هذه؟ في منتهى الإذلال، وصورة لا نتمناها لأي عربي، لكنهم ارتضوا لأنفسهم ذلك الذل وقبلوا به.

المصيبة أن الاثنتين ما زالتا تعتقدان أن الوصاية عليهما من الأتراك والإيرانيين من أجل سواد عيونهما، من أجل محبتهما كمؤمنين ومسلمين، ومن أجل المعتقدات الدينية المشتركة بينهما، في حين أن الصراع يجرى الآن على تقاسم أوطانكما يا أغبياء.

والاثنتان -تركيا وإيران- تتفاوضان مع القوى العظمى "روسيا وأمريكا ودول أوروبية" على اقتسام مناطق النفوذ والموارد الطبيعية والمواقع الحيوية في دولكم، تلك صورة لا يرضاها أي عربي، أي إنسان سوي لأبنائه.

المصيبة الكبرى أن الشعبين الإيراني والتركي يعترضان على القيادتين الإيرانية والتركية ويتظاهران ضدهما، وجماعتنا العربية تخضع وتتذلل لهما.

أردوغان يتعرض لأشد أنواع المواجهات والمعارضة، وحزبه يتراجع ويخسر مواقعه بسبب سياسته الرعناء المضرة بالأتراك، والمتظاهرون في إيران يطالبون بتنحي خامنئي ويصفونه بالكاذب، ويزيلون صور قاسم سليماني ويدهسونها بالأقدام في مسقط رأسه، في حين تسعى جماعته العراقية بإقامة نصب تذكاري في موقع سقوطه، هل هناك ذل أكثر من هذا؟

الخلاص يبدأ بالنظر لهذه الصور بكل تجرّد، الخلاص يبدأ بتفعيل ما كان معطلاً من خلايا المخ، الخلاص يبدأ بالعودة لأوطانكم لإخوانكم في الوطن، الخلاص يبدأ بالتمسك بالدولة بقوانينها ومؤسساتها، الخلاص يبدأ بالكفر بتلك القيادات التي ضللتكم لعقود بشعارات العز والفخر وهيهات من الذلة! وداست عليها في سبيل مصالحها الخاصة، أفيقوا من سباتكم وأنقذوا أبناءكم.

عن "الوطن البحرينية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية