واشنطن: هجوم نيوزيلندا الإرهابي يثير نقاشاً حول الكراهية والإسلاموفوبيا في خطاب ترامب

نيوزيلاندا

واشنطن: هجوم نيوزيلندا الإرهابي يثير نقاشاً حول الكراهية والإسلاموفوبيا في خطاب ترامب


17/03/2019

أدى الهجومُ الإرهابي الذي طال المصلّين في مسجدين بنيوزيلندا أول من أمس، إلى زيادة التدقيق في خطاب الشخصيات السياسية الدولية، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأذكت المذبحةُ، التي قُتل فيها 50 مسلماً وأصيب العشرات، موجةً من النقد طالت ترامب واعتبرته "قد مكّن المتطرفين من إثارة الكراهية للإسلام على مستوى العالم منذ دعوته عام 2015 إلى إغلاق تامٍ وكامل لحدود بلاده أمام المسلمين".

اقرأ أيضاً: هل تسلّم نيوزيلندا السفاح تارانت إلى بلده؟
وكان مطلقُ النار على المصلّين، برينتون تارانت، نشر بياناً مطولاً على شبكة الإنترنت قبل الهجوم، وفي قسم الأسئلة والأجوبة، أجاب بالتأكيد على سؤال عما إذا كان من مؤيدي ترامب وعلى هذا النحو "كرمز للهوية البيضاء المتجددة".
مساعدو البيت الأبيض هاجموا بشراسة من يتحدث عن وجود خيطٍ شائعٍ يربط بين الخطاب الذي استخدمه ترامب - مهما كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر - والهجمات في كرايست تشيرش النيوزلندية.

كان الإرهابي من مؤيدي ترامب معتبراً أنه "رمز للهوية البيضاء المتجددة"
وقالت مستشارة البيت الأبيض، كيليان كونواي، للصحافيين بعد ظهر أول من أمس الجمعة، إنّ مطلق النار قد "أخطأ" في رؤية ترامب كرمز للهوية البيضاء. كما انتقد مدير الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض أي محاولة لربط تصرفات مطلق النار وخطاب ترامب.
لكن ترامب أشعلَ الجدلَ بعد ظهر أول من أمس عندما تراجع عن فكرة أنّ "القوميةَ البيضاء مشكلة متنامية"، وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي "أعتقد أنّها مجموعة صغيرة من الناس تعاني من مشاكل خطيرة للغاية".

اقرأ أيضاً: الصدمة تخيم على نيوزيلندا بعد الهجوم الإرهابي
وخلال اللقاء ذاته، بمناسبة استخدامه الفيتو للرئيس لقرار من الكونغرس يرفض إعلان حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بالهجرة، أشار ترامب إلى الوضع على الحدود الأمريكية المكسيكية بأنّه "غزو".
وكان الإرهابي تارانت في بيانه، صوّر نفسه مراراً وتكراراً على أنّه يسعى إلى وقف "غزو" البلدان ذات الغالبية البيضاء من قبل أشخاص من ذوي التراث غير الأوروبي في إشارة إلى المسلمين وغيرهم.
وفور تولّيه منصبه، أمر الرئيس ترامب بحظر الهجرة من العديد من البلدان التي تقطنها أغلبية مسلمة وهو "حظر للمسلمين"، كما وصفه منتقدوه.

جيم أكوستا: القومية البيضاء في تصاعد
من جهته، أبرز كبير مراسلي شبكة "سي إن إن" في البيت الأبيض جيم أكوستا، تشابهَ اللغة المستخدمة في بيان الإرهابي الأبيض في المسجدين بنيوزيلندا بالذي استخدمه الرئيس، دونالد ترامب، لاستخدام حق النقض ضد تشريع يعارض إعلانه حالةَ طوارئ وطنية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

تراجع ترامب عن فكرة أنّ القوميةَ البيضاء مشكلة متنامية وقال أعتقد أنّها مجموعة صغيرة من الناس تعاني من مشاكل خطيرة

وتحدث أكوستا عن استخدام المسلّح المصطلحات مثل؛ "الغزاة" و"الغزو" عند الحديث عن "الهجرة وقضية الهجرة"، موضحاً "كانت نفس اللغة تقريباً استخدمها الرئيس في وقت مبكر اليوم عندما كان يستخدم حق النقض ضد هذا التشريع في الكونغرس" وأنّ ادعاء ترامب، بعد هجوم الجمعة في كرايست شيرش والذي خلّف 49 قتيلاً، على الأقل، بأنّ القومية البيضاء ليست تهديداً متزايداً "جاء مخالفاً للحقائق".
ويشير أكوستا إلى أنّه من المعلوم أنّ الدراسات الحديثة وحتى إحصائيات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي) في العامين الأخيرين فقط، تدلّ على أنّ ظاهرة "القومية البيضاء، بما في ذلك التطرف اليميني، آخذة في التصاعد ليس فقط هنا في الولايات المتحدة ولكن في جميع أنحاء العالم."

"واشنطن بوست" تدين خطاب ترامب

وفي هذا السياق، دان مجلسُ تحرير صحيفة "واشنطن بوست" خطابَ الرئيس ترامب الجمعة في أعقاب إطلاق نار جماعي على مسجدين في نيوزيلندا في وقت سابق من ذلك اليوم.
وقالت هيئة تحرير الصحيفة إنّها لم تلُم ترامب على المذبحة، لكنها قالت إنّ "الخطاب الأصلي للقاتل المشتبه به كان أقرب إلى ترامب".

اقرأ أيضاً: بعد مذبحة نيوزيلندا.. اعتداء عنيف على مسلمين في بريطانيا
وكتب مجلسُ تحرير الصحيفة الجمعة: "ترامب ليس هو السبب في المأساة، على الرغم من تاريخه الخاص في تصريحات الإسلاموفوبيا وحظر السفر الذي يستهدف الدول ذات الغالبية المسلمة".
واستشهد مجلسُ الصحيفة، واسعة النفوذ، بتصريحات ترامب يوم الجمعة في إشارة إلى عبارته "غزو" المهاجرين لتبرير قراره بإعلان حالة طوارئ وطنية من أجل تأمين الأموال لجداره الحدودي المقترح بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقد دعا المجلس ترامب إلى رفضِ وجهاتِ نظر المشتبه فيه المناهض للمهاجرين والمسلمين، وحثّه على الاعتراف بـ "القومية البيضاء" كمشكلة.

التنديد بفكر منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي

من جهته، دعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) الرئيس ترامب إلى التنديد بفكر مطلق النار في هجموم نيوزيلندا الإرهابي.

أكوستا: ظاهرة القومية البيضاء، بما في ذلك التطرف اليميني، آخذة بالتصاعد ليس في أمريكا فحسب بل في جميع أنحاء العالم

وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي الوطني لـ "كير"، خلال مؤتمر صحافي "خلال رئاستك وخلال حملتك الانتخابية، تصاعدت معاداة الإسلاميين بصورة حادة وارتفعت الهجمات على المسلمين الأبرياء والمهاجرين الأبرياء والمساجد".
وأضاف مخاطباً ترامب "نحن نحمّلك المسؤولية عن هذا الشعور المتزايد المعادي للمسلمين في البلاد وفي أوروبا".
وأشار عوض أيضاً إلى التقارير التي تفيد بأنّ أحد المهاجمين في نيوزيلندا أعرب عن دعمه لترامب باعتباره "رمزاً للهوية البيضاء المتجددة"، قائلاً "لقد استلهم مرتكبو هذا الهجوم الإرهابي الكراهية المتزايدة في الولايات المتحدة وأوروبا. لقد أشار مرتكب هذا الهجوم الإرهابي المروع إلى الرئيس ترامب في بيانه".
ودعا ترامب إلى إدانة الهجوم "سيد ترامب، كلماتك مهمة. سياساتك مهمة. إنّها تؤثر على حياة الأبرياء في الوطن وعلى مستوى العالم".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية