اليمن: اتفاق وقف إطلاق النار يدخل غداً حيّز التنفيذ

اليمن: اتفاق وقف إطلاق النار يدخل غداً حيّز التنفيذ


17/12/2018

يبدأ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وافقت عليه الأطراف المتحاربة في الحديدة، غداً، في محاولة لتجنب إراقة الدماء في المدينة الحيوية لإمدادات الغذاء والإغاثة، فيما تشنّ ميليشيات الحوثي هجمات على الجيش اليمني المتمركز في أطراف المدينة الساحلية.

ووافق الحوثيون، المدعومون من إيران، وحكومة الشرعية، برئاسة عبد ربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، الخميس الماضي، على وقف القتال في المدينة المطلة على البحر الأحمر، وسحب القوات منها، وذلك بعد أسبوع من محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة في السويد.

سكان الحديدة يؤكدون استمرار المناوشات وحشد ميليشيات الحوثي المئات من المقاتلين المتحصنين داخل المنازل والمصانع

وبلّغ السكان عن استمرار المناوشات، سيما خلال الليل، على أطراف الحديدة؛ حيث تحتشد ميليشيات الحوثي المئات من المقاتلين المتحصنين داخل المنازل والمصانع.

وقال مصدر بالأمم المتحدة: "في الوقت الذي ينصّ فيه اتفاق الحديدة على بدء فوري لوقف إطلاق النار، فمن الطبيعي أن تستغرق المسألة 48 إلى 72 ساعة، كي تصل الأوامر إلى مسرح العمليات، نتوقع أن ينفذ وقف إطلاق النار اعتباراً من الثلاثاء"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.

وتحاول الأمم المتحدة تجنّب شنّ هجوم شامل على الميناء، وهو نقطة دخول أغلب السلع التجارية وإمدادات الإغاثة للبلاد، كما أنه شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون بالفعل خطر المجاعة.

وجاء الاتفاق، وهو أول انفراجة مهمة في جهود السلام في خمسة أعوام، في إطار إجراءات لبناء الثقة جرت مناقشتها في محادثات للسلام، تهدف إلى تمهيد الطريق لهدنة أوسع نطاقاً، وإطار عمل لإجراء مفاوضات سياسية.

وبموجب الاتفاق؛ سيتمّ نشر مراقبين دوليين في الحديدة، وستنسحب كلّ الجماعات والقوات المسلحة بالكامل خلال 21 يوماً، من سريان وقف إطلاق النار.

ونصّ الاتفاق على إشراف "لجنة تنسيق إعادة الانتشار"؛ التي تضمّ أعضاء من الطرفين، على وقف إطلاق النار والانسحاب، وسترأس الأمم المتحدة اللجنة، وقال مصدر في الأمم المتحدة: "من المتوقع أن تبدأ اللجنة عملها هذا الأسبوع".

وطلب جريفيث من مجلس الأمن الموافقة على قرار يدعم نشر نظام صارم للمراقبة للإشراف على الالتزام بالهدنة، بقيادة الميجر جنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامييرت.

من جانبه، بعث وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، أمس، برسالة إلى المبعوث الدولي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، طالبه فيها بممارسة الحزم المطلوب لضمان تنفيذ الانقلابيين الحوثيين بنود الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في مشاورات السويد، التي اختتمت الخميس، بحسب "سكاي نيوز".

وزير الخارجية اليمني يبعث برسالة لمارتن غريفيث يطالبه فيها بممارسة الحزم المطلوب لضمان تنفيذ الحوثيين بنود الاتفاقات

وتطرق اليماني في رسالته إلى الاتفاق الخاص بمدينة الحديدة، وقال: "أهيب بكم وبكل الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة، ممارسة الحزم المطلوب لضمان تنفيذ الانقلابين الحوثيين بنود الاتفاقات، والانسحاب الكامل، وعدم إبقاء ميليشياتهم تحت مسميات مختلفة".

وشدّد اليماني على ضرورة "عدم استغلال الحوثيين للفترة الفاصلة بين إعلان الاتفاق وسريان عمل اللجنة العسكرية لنهب المدينة، ووضع سكانها تحت رحمة مجرمي الحرب الحوثيين".

وأشار وزير الخارجية اليمني إلى تحفّظ الحكومة ووفدها المفاوض إلى مشاورات السويد، على ما ورد من إفادة غريفيث أمام الأمم المتحدة، الجمعة، التي قال فيها: "الحكومة اليمنية تحفظت على الإطار العام للمشاورات، في تجاوز لتعهد الأمين العام للأمم المتحدة للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بأنّ الإطار العام لن يتم اعتباره ضمن مخرجات جولة السويد، وسيتمّ النظر فيه في الجولة المقبلة من مشاورات السلام".

كما أبدى استغرابه حيال تجاهل المبعوث الدولي لرفض الطرف الحوثي لمبادرة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية عبر مطار عدن الدولي.

إلى جانب رفضهم للورقة الاقتصادية التي تشكل مدخلاً لتمكين المؤسسات المالية الإيرادية للحكومة والبنك المركزي في عدن؛ من دفع مرتبات العاملين في الوظيفة العمومية في محافظات اليمن، بما في ذلك تلك الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.

ومن المقرر أن يعقد طرفا الصراع جولة أخرى من المحادثات، في كانون الثاني (يناير) المقبل، للموافقة على إطار عمل سياسي، للمفاوضات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وتسبّبت في أزمة إنسانية.

 

 

الصفحة الرئيسية