ما حقيقة اهتمام الكويت بتواجد عسكري بريطاني دائم على أراضيها؟

الكويت وبريطانيا

ما حقيقة اهتمام الكويت بتواجد عسكري بريطاني دائم على أراضيها؟


22/02/2018

قال السفير البريطاني لدى الكويت، مايكل دافنبورت، إنّ بلاده تدرس تواجداً عسكرياً دائماً لقواتها في دولة الكويت، حسب وسائل إعلام بريطانية. وأوضح، خلال مقابلة مع شبكة "فورسز" البريطانية المختصة بالشؤون العسكرية، أنّ "الحكومة الكويتية عبّرتْ عن اهتمامها بتواجد بريطاني إضافي...تواجد عسكري"، مشدداً على أنّ حجم هذا التواجد "لن يكون كبيراً".

وأضاف دافنبورت "نحن نبحث في جميع الخيارات المتاحة لذلك"، مشيراً إلى أنّ "علاقات الدفاع ركيزة" للعلاقات الثنائية بين البلدين، ولدى المملكة المتحدة بعثة عسكرية في الكويت "تلعب أدواراً داعمة للمؤسسات العسكرية الكويتية"، حسبما تقول الحكومة البريطانية. وفضلاً عما يشكله ذلك من تعزيز العلاقات الكويتية-البريطانية، فإنه يمنح الكويت، وفق السفير، مزيداً من البدائل وتوسيع الخيارات في تأمين مصالحها الوطنية وأمنها القومي.

دافنبورت: نحن نبحث في جميع الخيارات المتاحة

نجاح "الحشد الشعبي" أو هزيمته مشكلة؟

وقد كشف كلام السفير دافنبورت عن طلب الكويت توفير "وجود عسكري بريطاني" في البلد، المخاوف من تطورات كبيرة قد تشهدها منطقة الخليج. وأوضحت مصادر سياسية خليجية، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية، أنّ الكويت غير مرتاحة بأي شكل إلى نيات ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، خصوصاً في مرحلة ما بعد الانتخابات العراقية في أيار(مايو) المقبل. وقالت هذه المصادر إن الكويت ليست مطمئنة، لا إلى احتمال انتصار "الحشد الشعبي" في هذه الانتخابات ولا إلى احتمال هزيمته. وذكرت في هذا المجال أنّ فوز الحشد، الذي يضمّ ميليشيات تابعة لأحزاب عراقية عدّة تأخذ تعليماتها من إيران، سيجعله أكثر عدائية تجاه دول الخليج العربي عموماً، والكويت على وجه التحديد. أمّا هزيمة الحشد في هذه الانتخابات، فإنّها ستجعله يبحث عن دور جديد له؛ كي يثبت أنّه ما تزال هناك حاجة إليه من جهة، وأنّ لديه دوراً ما يزال جاهزاً للعبه في حماية حدود العراق، من جهة أخرى.

الجيش الأمريكي اتخذ إجراءات مشددة حول قواعده ومعسكراته في العراق بعد تهديدات "الحشد الشعبي"

خلية العبدلي

ونقلت "العرب" عن مصدر خليجي قوله إنّ اكتشاف خلية العبدلي في آب (أغسطس) العام 2015 ومدى ارتباط "حزب الله" في لبنان بهذه الخليّة الإرهابية، زاد من الحذر الكويتي حيال إيران. وقال المصدر إنّ الكلام المعسول الذي سمعه المسؤولون الكويتيون عن أن هذه الخليّة، التي خزّنت كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة في الكويت لم تكن تستهدف الكويت، زاد من المخاوف من نيات طهران استخدام ميليشيات عراقية ولبنانية لزعزعة الأمن الكويتي. وخلص المصدر الخليجي إلى القول إنّ لجوء الكويت إلى وجود عسكري بريطاني في أراضيها يعتبر رسالة موجّهة إلى إيران والعراق معاً فحواها أنّ الكويت مستعدة لاتخاذ كلّ التدابير التي تراها مناسبة للمحافظة على أمنها وحمايته، بما في ذلك الاستعانة بقوات أجنبية لتحقيق هذا الغرض.

مصادر خليجية: الكويت قلقة من فوز "الحشد" بالانتخابات كونه يضم ميليشيات تابعة لأحزاب عراقية تأخذ تعليماتها من إيران

وتوترتْ العلاقة بين طهران والكويت عقب صدور الأحكام في خلية العبدلي، ما دفع الكويت إلى طرد عاملين في السفارة الإيرانية وإغلاق الملحقية الثقافية والمكتب العسكري، في رسالة إلى طهران بأنّ السلطات الكويتية على علم تام بوجود دعم من السفارة الإيرانية لنشاط خليّة العبدلي الإرهابية.

تهديدات "الحشد" للوجود الأمريكي في العراق

في هذه الأثناء، كشف مسؤولون عراقيون أنّ الجيش الأمريكي اتخذ إجراءات مشددة حول قواعده ومعسكراته في العراق، بعد التهديدات التي أطلقها "الحشد الشعبي" مؤخراً بشأن الوجود الأمريكي العسكري في العراق. وذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنّ "تلك الإجراءات تتضمن منع وجود فصائل الحشد الشعبي في محيطها لمسافة لا تقل عن 20 كيلومتراً"، من قبل "قوات الجيش والشرطة المشاركة أصلا مع الجيش الأمريكي في بعض القواعد، مثل (عين الأسد) في الأنبار و(بلد) في صلاح الدين".

وكان رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، قال أول من أمس في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إنّ "هناك نزاعات إقليمية، وكل دولة تريد تحقيق مصالحها على حساب الأخرى، لكن العراق لن يسمح باستغلال أراضيه ضد إيران من قبل قوات حلف الشمال الأطلسي أو أي قوة غيرها"، وذلك في إشارة إلى تصاعد نبرة التراشق الإعلامي بين واشنطن وطهران، وتوجّه الأولى إلى تشديد العقوبات والضغط السياسي على إيران، بوصفها مزعزعة للاستقرار الإقليمي.

موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة أسلحة محتملة

زوارق حربية أمريكية للكويت

في هذه الأجواء السياسية والأمنية الساخنة، تسعى الكويت لتحصين أمنها، وليس بعيداً عن ذلك إعلان واشنطن، الثلاثاء الماضي، موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة أسلحة محتملة، تحصل بموجبها الكويت على قوارب مراقبة سريعة بــ100 مليون دولار أمريكي، حسب بيان لوكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع (البنتاغون). وقالت الوكالة إنها أبلغت الكونغرس بموافقة الخارجية على الصفقة.
وأوضح البيان، حسب ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية، أنّ الكويت طلبت شراء 15 قارباً سريعاً مزوداً بمدافع رشاشة، بالإضافة إلى معدات دعم وبرامج ومعدات تدريب. وأضاف أنّ الصفقة المحتملة لن تخلّ بالتوازن العسكري في المنطقة.

الصفحة الرئيسية