ماذا يحدث عند معبر الكرامة؟

فلسطين

ماذا يحدث عند معبر الكرامة؟


08/10/2019

للتخفيف من أعباء ومعاناة السفر على المواطنين الفلسطينيين؛ أعلن مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية، نظمي مهنا، في 12 من الشهر الماضي؛ أنّ معبر الكرامة سيعمل لمدة 24 ساعة متواصلة، وفي كلا الاتجاهين، حتى إشعار آخر، وذكر أنّ الطواقم الأمنية والمدنية كافة، العاملة على المعابر، على أهبة الاستعداد لتغطية عمل المعبر وتسهيل حركة المسافرين، وتقديم التسهيلات اللازمة لهم. ومع ذلك فإنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إذلالها للفلسطينيين على المعبر، وتمارس إجراءات تجعلهم ينتظرون في الحافلات ما يزيد على 8 ساعات.
وأضاف مهنا في بيان صحفي: "المعبر سيعمل يوم الجمعة حتى العاشرة والنصف صباحاً، أما يوم السبت، فسيعمل من السابعة والنصف صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، في كلا الاتجاهين".

السفر عبر معبر الكرامة سيكون بنظام الحجز المسبق وذلك للسيطرة على الأزمة اليومية التي تحدث على المعبر

وكان مهنا قد أدلى بتصريحات لتلفزيون "فلسطين"، في حزيران (يونيو) 2017؛ أعلن فيها "البدء بالعمل بنظام الحجز المسبق، خلال 30 ثانية، من خلال تطبيق "معبر الكرامة"، وهو متاح لجميع المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية من خلال الموقع الإلكتروني وتطبيقات الهاتف الذكي العاملة بنظامَي "أندرويد" و" "IOSلإبراز الوجه الحضاري لدولة فلسطين".
وقال مهنا: "السفر عبر معبر الكرامة من فلسطين باتجاه الأردن سيكون بنظام الحجز المسبق، وذلك للسيطرة على الأزمة اليومية التي تحدث على المعبر، وقد مكّن الحجز المسبق من إعطاء المسافرين رقماً ثابتاً، ورقم الحافلة التي ستقلهم إلى المملكة الأردنية".

 سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إذلالها للفلسطينيين على المعبر

ويقع معبر الكرامة البري، في القرب من مدينة أريحا، وهو الرئة التي يتنفس بها الفلسطينيون في الضفة الغربية، باعتباره البوابة الوحيدة للفلسطينيين للتنقل والسفر نحو العالم الخارجي، ويطلق عليه الجانب الإسرائيلي اسم "جسر ألنبي"، بينما يطلق عليه الجانب الأردني اسم "جسر الملك حسين"، وكان الجسر قديماً عبارة عن ممر خشبي تمّ بناؤه من قبل الدولة العثمانية، عام 1885، بواسطة خشب الأشجار، إلى أن تمّ تحويله إلى جسر إسمنتي، وبقي المعبر يعمل لأعوام في ساعات محددة، قبل أن يتم الإعلان عن عمله حالياً لمدة 24 ساعة.

اقرأ أيضاً: مرضى قطاع غزة لم تقتلهم إسرائيل بالرصاص بل بالمنع من العلاج

وكان المعبر في السابق يعمل من الساعة 7:30 صباحاً حتى الساعة 9:30 مساء، قبل أن يتم الإعلان عن العمل به لمدة 24 ساعة، بتاريخ 12 أيلول (سبتمبر) الماضي، حتى إشعار آخر، في حين يعمل المعبر يوم الجمعة من الساعة 7:30 صباحاً حتى الساعة 10:30 صباحاً، أما يوم السبت فسيعمل من 7:30 صباحاً وحتى 12 ظهراً.

وبعد معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية، في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 1994، تمّ تحديث المعبر من قبل الجانبين الأردني والإسرائيلي، وأصبح نقطة العبور الرئيسة بين الأردن والضفة الغربية، وبات لا يشترط أخذ تأشيرات دخول أثناء العبور إليه، كما لا يسمح للفلسطينيين في الأراضي المحتلة في عام 1948، من العبور من خلال المعبر إلا من أجل أداء مناسك الحجّ والعمرة، أما السياح فيشترط حصولهم على تأشيرة دخول قبل عبور المعبر من الجانب الإسرائيلي.

وترفض السلطات الإسرائيلية السماح للفلسطينيين الذين تركوا أراضيهم عام 1967، والفلسطينيين الذين غابوا لمدة 3 أعوام متتالية عن الأراضي الفلسطينية، ولم يقوموا بتجديد بطاقتهم الشخصية، بالعودة إلى وطنهم عبر المعبر.

المعبر هو نقطة العبور الرئيسة بين الأردن والضفة الغربية

فتح المعبر حتى إشعار آخر
بدوره، قال مدير شرطة معبر الكرامة، العقيد مصطفى دوابشة، لـ "حفريات": إنّ "الإعلان عن فتح معبر الكرامة لمدة 24 ساعة تمّ في منتصف شهر حزيران (يونيو)، لمدة 3 أشهر فقط، على أن يتم إغلاقه في 12 أيلول (سبتمبر) الماضي، وقد جرى الإعلان بعد ذلك التاريخ من قبل مدير الإدارة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية بالاستمرار في فتح المعبر أمام حركة تنقل المواطنين بالآلية الجديدة نفسها حتى إشعار آخر".

اقرأ أيضاً: هل ثمة جدوى من المقاطعة العربية للانتخابات الإسرائيلية؟

وأضاف: "القرار الفلسطيني من شأنه تسهيل حركة تنقل المسافرين من خلال المعبر البري الوحيد الذي يربط الضفة الغربيّة بالعالم الخارجي خلال الفترة المقبلة، لتوفير الوقت والجهد عليهم، خصوصاً المواطنين الذين يذهبون لتلقّي العلاج داخل المستشفيات الأردنية، أو الطلاب الملتحقين في الجامعات في داخل الأردن وخارجها، والمواطنين الذين يغادرون لزيارة عائلاتهم في بعض الدول العربية والأجنبية".

وأفاد دوابشة بأنّ "السلطة الفلسطينية تمتلك السيطرة الكاملة على المعبر من الجانب الفلسطيني، وأنّ أيّ قرار بخصوص فتح المعبر لمدة 24 ساعة حتى إشعار آخر، لن يتمّ اتّخاذه إلا بموافقة الطرف الأردني والإسرائيلي على ذلك أيضاً".

ضريبة إسرائيلية على المسافرين
وعن حركة المسافرين من خلال المعبر، أشار دوابشة إلى أنّ "معبر الكرامة شهد خلال شهر آب (أغسطس) الماضي نقل 300 ألف مواطن، بين قادم ومغادر، بمتوسط 10 آلاف مواطن يومياً، مبيناً أنّ حركة المسافرين تنخفض خلال الأشهر المقبلة عما كانت عليه خلال فصل الصيف الذي تنشط فيه الحركة بمعدلات كبيرة".

وأوضح أنّه لا توجد أيّة صعوبات على المعبر من قبل الجانب الفلسطيني أو الأردني، من شأنها أن تعيق حركة تنقّل المواطنين وسفرهم من الضفة الغربية إلى الأردن، منوهاً بـ"قيام كافة الطواقم العاملة في المعبر من أجهزة شرطية وإدارية بتقديم المساعدة والتسهيلات للمواطنين للرقي والتطور بعمل المعبر".

فلسطينيون يشكون من انتظار 8 ساعات متواصلة داخل الحافلات حتى تسمح لهم إسرائيل بالدخول إلى الأردن، ويصفون الرحلة بـ"المذلّة"

وعن ارتفاع قيمة الضريبة التي يتم فرضها على المسافرين، أفاد دوابشة بأنّ "الضريبة لا يتمّ فرضها من قبل الجانب الفلسطيني، وإنّما يفرضها الجانب الإسرائيلي على جميع المسافرين سواء كانوا مواطنين فلسطينيين أم أجانب".
وارتفعت رسوم ضريبة المغادرة على المسافرين الفلسطينيين من الضفة الغربية عبر معبر الكرامة 2 شيكل، لتصبح 155 مع بداية العام الحالي، بعد اعتماد سلطات الاحتلال تسعيرتها السنوية الجديدة.

وشهدت الضريبة ارتفاعاً كبيراً في الــ 10 أعوام الأخيرة، فلم تتجاوز الضريبة 100 شيكل عام 2008، ووصلت إلى 155 شيكلاً عام 2014، لتنخفض 2 شيكل في بداية عام 2016، وتعود لترتفع إلى 155 شيكلاً (40 دولاراً أمريكياً) مع بداية 2019.

وتعدل سلطات الاحتلال رسوم الضريبة "بالشيكل مرة واحدة سنوياً، في الأول من كانون الثاني (يناير)، وهي مرتبطة بجدول أسعار المستهلك، والحال ذاته مع الضرائب التي تُدفع في معابر حدودية أخرى لدولة الاحتلال، وفق "قوانين سلطة المطارات في إسرائيل، رسوم المعابر الحدودية"، المقرَّة عام 1994.
وجود عدة نقاط أمنية على المسافر الفلسطيني الوصول إليها للخضوع للتفتيش الأمني

معاناة كبيرة
تقول المواطنة صفية البرغوثي (51 عاماً) من قرية كوبر في قضاء رام الله: إنّ "السفر عبر معبر الكرامة هو تجربة استثنائية لأيّ مسافر فلسطيني، فالإجراءات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية تجعل السفر عبر المعبر رحلة عذاب ومعاناة كبيرة".
وتشرح لـ "حفريات": "منذ الساعة الخامسة صباحاً، وأنا أنتظر الدخول إلى المعبر من الجانب الإسرائيلي للوصول إلى الأردن لتلقي العلاج في إحدى المستشفيات الأردنية؛ حيث تتخذ السلطات الإسرائيلية أسلوباً ممنهجاً لتعذيب المسافرين والمماطلة في السماح لهم بالدخول بعد خضوعي لإجراءات تفتيش طويلة وتعسفيّة".

وتقول البرغوثي إنّ معاناة المسافرين على المعبر "مستمرة منذ أعوام، ويعاني المسافرون من الانتظار الطويل في المعبر الإسرائيلي، وداخل الحافلات التي ستقلهم إلى داخل المعبر".

إجراءات طويلة وشاقة
أما المواطنة خلود سليمان (38 عاماً)، من بلدة دير استيا، في قضاء سلفيت، فتقول لـ "حفريات" إنّ إجراءات السفر إلى خارج الضفة الغربية عبر معبر الكرامة "طويلة وشاقة، ويجب على المسافر أن يمر عبر نقاط فلسطينية وإسرائيلية للتوجه إلى الأردن، ناهيك عن الازدحام الكبير في قاعة المغادرين داخل المعبر الفلسطيني".

اقرأ أيضاً: "لا حصانة لإيران" مقابل "لا أمان لإسرائيل"؟

وتشير سليمان إلى "وجود عدة نقاط أمنية على المسافر الفلسطيني الوصول إليهما للخضوع للتفتيش الأمني بعد خروجه من المعبر الفلسطيني، للتوجّه إلى النقطة الإسرائيلية، عبر ما يسمّى "جسر ألنبي" ونقطة الوصول إلى الجانب الأردني من المعبر".
وتشكو من أنها انتظرت لما يزيد عن 8 ساعات متواصلة داخل الحافلات، وفي طرف الجانب الإسرائيلي حتى يتم السماح لي بالدخول إلى الأردن، في رحلة أقل ما توصف بأنّها مذلّة.
الانتظار ساعات طويلة
المواطن ناصر العمايرة (54 عاماً) من بلدة الظاهرية في مدينة الخليل، يشير إلى أنّ "المعاناة خلال السفر لا تقتصر على مغادرة المعبر فقط؛ بل تشمل المعاناة أيضاً عند العودة إلى الوطن؛ حيث يتمّ الانتظار في الحافلات لساعات طويلة إلى حين الدخول إلى "جسر ألنبي"، والذي لا تتسع صالة المسافرين داخله إلى الأعداد الكبيرة من المواطنين".
وبيّن في حديثه لـ "حفريات" أنّ "المعبر يمتلئ بالشيوخ والأطفال والنساء، والذين ينتظرون لساعات طويلة، من دون مراعاة السلطات الإسرائيلية ظروفهم وتسهيل مغادرتهم إلى الطرف الآخر من الحدود نحو الأردن".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية