انتقد ديكتاتورية أردوغان .. نعوم تشومسكي يتضامن مع "أكاديميّي السلام"

انتقد ديكتاتورية أردوغان .. نعوم تشومسكي يتضامن مع "أكاديميّي السلام"


17/07/2019

جرائم الرئيس التركي، رجب أردوغان، ضد حرية الرأي والتعبير باتت مكشوفة دوليًا، بعدما قدمت حركة "أكاديميون من أجل السلام"، إلى المدعي العام في أنقرة، أمس، عريضة للتضامن مع أعضائها المحبوسين، والمحالين للمحاكمة، تتضمن توقيع أكثر من مئة أكاديمي حول العالم، بينهم الكاتب الأمريكي الشهير، نعوم تشومسكي.

التحرك العالمي تزامن مع إصدار محكمة تركية حكمًا بالحبس لمدة 30 شهرًا، على الأكاديمية التركية نويمي ليفي أكسو، وبدء محاكمة العديد من الفنانين والصحافيين البارزين بمن فيهم ابن الصحافي الأرمني الأصل هرانت دينك، آرات، بتهمة الإعلان عن تضامنهم مع "حركة أكاديميون من أجل السلام" والتي يحاكم أعضاؤها بدعوى ترويجهم لمنظمة إرهابية.

حركة أكاديميون من أجل السلام أعلنت في عام 2016، رفضها الصريح للعنف الحكومي في جنوب شرق البلاد، عبر عريضة وقّع عليها أكثر من ألفي شخص تطالب حكومة إردوغان بالالتزام بالقانون الدولي والمحلي والعودة لعملية السلام مع حزب العمال الكردستاني التي أجهضتها في يونيو 2015، ولكن بدلًا من ذلك بات الموقعون على العريضة في صدام مع النظام.

الأكاديميون المتضامنون مع الحركة التركية وقعوا على إقرار قدموه لمكتب المدعي العام في أنقرة، ينص على تضامنهم الكامل مع أكثر من ألف مواطن تركي دعموا عريضة "أكاديميون من أجل السلام"، وطالبوا باعتبارهم من الموقعين على تلك الوثيقة التي تدعم الحلول السلمية بدلًا من الحرب.

"عبثية تامة"
في عام 2016، رفض نعوم تشومسكي تلبية دعوة إردوغان لزيارة تركيا، وفي المقابل قبل بكل سعادة دعوات عديدة أخرى لزيارة البلاد، من بينها دعوة لحضور محاكمة فاتح تاش، مترجم أحد كتبه الذي فضح الجرائم المروعة التي ارتكبتها أنقرة ضد الأكراد في التسعينيات.

في حديثه لمنصة أوبن ديموكراسي، قال تشومسكي إنه لم يجد سببًا لاحترام دعوة الرئيس التركي آنذاك في ضوء التراجع الرهيب في ملف حقوق الإنسان، لافتًا إلى أن توقيعه على إقرار التضامن مع الأكاديميين الأتراك "يدين العبثية التامة لتوجيه تهمة دعم الإرهاب" والتي باتت سلاح إردوغان للتنكيل بمعارضيه.

تشومسكي أكد أن التضامن مع من استهدفتهم هجمات إردوغان على الحرية والحقوق الأساسية، يعد جزءًا أصيلًا من رغبته إظهار معارضته للسياسات القاسية والقمعية التي ينتهجها النظام التركي.

تشومسكي ربط بين دعم تركيا للقوى الرجعية في سورية، واستمرار احتلالها لشمال قبرص وبين القيود المفروضة على الحرية الأكاديمية وحرية التعبير قائلًا: "برغم أن السياسات المحلية والدولية تعد أمرين مختلفين، لكن كلا منهما ينبثق من المبادئ الاستبدادية والرجعية التي تتجلى في نظام إردوغان، والتي تسير عكس اتجاه التقدم الحقيقي. والمثير للإعجاب الذي أُحرز في تركيا في السنوات الأولى من هذه الألفية".

ثمن الإنسانية
أكثر من ثلاث سنوات مرت على إعلان حركة "أكاديميون من أجل السلام" رفضها للحملة العسكرية الشرسة التي تشنها حكومة العدالة والتنمية ضد الأكراد في جنوب شرق تركيا تحت ذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، وإلى الآن مازالت المنطقة ساحة للحرب، فيما بات أعضاء الحركة أعداءً مباشرين للرئيس التركي، رجب إردوغان.

في مواجهة العنف المتزايد في جنوب شرق تركيا، قرر أكثر من 2000 أكاديمي عدم التزام الصمت وأصدروا بيانًا بعنوان "لن نكون طرفًا في هذه الجريمة!" في يناير 2016، دعوا خلاله القوات الحكومية للالتزام بالقانون المحلي والدولي والعودة إلى عملية السلام.

ولكن حكومة إردوغان وبدلًا من مد يدها بالسلام، اعتبرت الموقعين على العريضة "إرهابيين"، وشنت وسائل الإعلام الموالية لها حملة كراهية وتشهير ضد الحركة، في إطار حملة شرسة ضد أعضائها شملت التشوية والتهديد والتحويل للتحقيقات الإدارية والجنائية.

إلى السجن
المئات من الموقعين على العريضة تعرضوا للطرد من مناصبهم بأمر من مجلس التعليم والإدارات الجامعية، وألغيت جوازات سفر 400 آخرين لمنعهم من السفر للخارج، وفي مرحلة لاحقة وتحديدًا منذ ديسمبر 2017، بدأ التحقيق مع بعضهم بتهمة "الدعاية لمنظمة إرهابية".

وحتى منتصف يونيو من العام الجاري، تم توجيه الاتهام إلى 742 من الموقعين على العريضة، وصدرت أحكام بالفعل على 190 شخصا وصلت إلى 15 شهرًا.

من ضمن المحكوم عليهم بالسجن بدأت البروفيسور فوسون أوستيل قضاء بعض الوقت في سجن النساء في إسكي شهر، ومن المتوقع أن تقضي 11 شهرًا ما لم يتم إجراء أي تعديلات أو قرارات مؤقتة أخرى، بعدما رفض طلب تأجيل تنفيذ عقوبتها.

كما اعتقلت سلطات العدالة والتنمية البروفيسور تونا ألتينيل وبعدها بفترة قصيرة تم سجنه في بالق أسير فقط لأنه اتصل بالشرطة واستفسر عن حظر السفر الصادر بحقه.

ألتينيل بات حاليًا لا يمكنه الذهاب إلى فرنسا ومواصلة عمله الجامعي في مدينة ليون بسبب تهمة "الترويج لمنظمة إرهابية" خلال مشاركته بحلقة نقاش أكاديمية في ليون، ترجم خلالها خطابا برلمانيا سابقا عن حزب الشعوب الكردي من التركية إلى الفرنسية.

وفي 11 يوليو الجاري، صدر حكم بالسجن لمدة عام و3 أشهر بحق الباحثة في قسم علم الاجتماع بجامعة الشرق الأوسط التقنية، سيبال باكير أوغلو، أحد أعضاء حركة أكاديميون من أجل السلام، بتهمة الدعاية لمنظمة إرهابية.

محامي سيبال، جميل أدي يامان قال خلال مرافعته في الجلسة التي عُقدت في محكمة العقوبات المشددة رقم 27 في إسطنبول، إنه لا يوجد إطار واضح لتهمة الدعاية لمنظمة إرهابية، لافتًا إلى أن العريضة التي وقعها أكثر من ألفي أكاديمي لم تمتدح أية منظمة.

عن "عثمانلي"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية