الحوثيون يشنون حرب جبايات في صنعاء... ما الجديد؟

الحوثيون يشنون حرب جبايات في صنعاء... ما الجديد؟


06/07/2022

في حين أنّ الهدنة الأممية المعلنة في اليمن منذ نحو (3) أشهر تحدّ، إلى حدٍّ ما، من قدرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على مواصلة الأعمال العدائية والجرائم الوحشية بحق اليمنيين، شنت الميليشيا المدعومة من إيران حرباً من نوع جديد على جيوب المواطنين اليمنيين، استهدفت في الأساس الأسواق والمحال التجارية وباعة الأرصفة في أماكن متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء.

ونقل موقع "يمن شباب نت" عن مصادر محلية في صنعاء قولها: إنّ ميليشيا الحوثي بدأت اليومين الماضيين تنفيذ جولات ميدانية، طالت عشرات الأسواق والمحال التجارية وباعة الأرصفة بمناطق متفرقة من العاصمة، للمطالبة بتقديم دعم عيني ودفع إتاوات مالية، لتمويل جرائمها العسكرية ضد الجيش اليمني.

وأشارت المصادر إلى أنّ إجراءات الميليشيات تلك جاءت بعد ساعات قليلة من إقرار الجماعة ذاتها "جرعة" (إتاوة) جديدة على أسعار الوقود، هي الثانية منذ بدء الهدنة.

شنت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران حرباً من نوع جديد على جيوب المواطنين اليمنيين، استهدفت الأسواق والمحال التجارية وباعة الأرصفة

 وقد شكا تجار وملاك متاجر في صنعاء من معاودة الحوثيين بهذه الأثناء، مع قرب قدوم عيد الأضحى، استهدافهم عبر حملات جديدة أطلقتها دعماً للمجهود الحربي وتحت مسميات عدة، يتصدرها ما تطلق عليه الميليشيات "عيدية الجبهات".    

وأشارت المصادر إلى فرض الانقلابيين بحملتهم تلك على كلّ محل تجاري كبير ومتوسط وصغير في المناطق المستهدفة بأمانة العاصمة تقديم الدعم العيني، إلى جانب دفع مبالغ مالية، تبدأ من (5) آلاف ريال، وتنتهي بـ (100) ألف ريال (الدولار نحو 600 ريال).

وكشف عدد من التجار عن اعتقال مسلحي الجماعة خلال اليوم الأول من انطلاق تلك الحملة العشرات من الباعة والتجار، بعد رفضهم الانصياع لأوامرها، وعدم قدرتهم على تقديم الدعم أو دفع المبالغ المفروضة عليهم.

ويأتي تكرار ارتكاب الميليشيات المزيد من التعسفات بحق القابعين بمدن سيطرتها، في وقت ما يزال فيه التجار والباعة والسكان في صنعاء ومدن أخرى مستمرين بإطلاق النداءات والمناشدات لإنقاذهم ورفع الجور عنهم، ووضع حدٍّ لازدياد وتيرة حملات الميليشيات التي تستهدفهم لغرض جمع الإتاوات وفرض الضرائب الباهظة والجبايات.

وكانت تقارير محلية قد اتهمت في وقت سابق الجماعة الحوثية بأنّها ضاعفت في الفترة الأخيرة من فرض الجرع السعرية في الوقود وغاز الطهي وغيرها من السلع والخدمات الأخرى المرتبطة بقوت اليمنيين، إلى جانب مضاعفتها حجم الجبايات المفروضة على السكان والتجار والباعة بمناطق سيطرتها.

وأشارت التقارير إلى سنّ الجماعة من أجل ذلك سلسلة تشريعات غير دستورية، رفعت بموجبها الرسوم الضريبية والجمركية والزكوية بهدف تغطية نفقات حربها، بالإضافة إلى تكوين ثروات لقادتها ومشرفيها.

ميليشيات الحوثي بدأت تنفيذ جولات ميدانية طالت عشرات الأسواق والمحال التجارية وباعة الأرصفة للمطالبة بدفع إتاوات مالية

وتكراراً لحملات الاستهداف الحوثية بحق ما تبقى من القطاع التجاري والسكان بمناطق سيطرة الميليشيات، كان تقرير صادر عن مسؤولي الجماعة المعينين بمكتب الصناعة والتجارة في صنعاء قد كشف في وقت سابق عن تنفيذهم خلال النصف الأول من العام الحالي سلسلة طويلة من حملات الجباية، طالت نحو (13) ألفاً و(939) منشأة تجارية.

ومن بين تلك الاستهدافات إغلاق الجماعة خلال الفترة ذاتها نحو (235) منشأة، وإحالة أكثر من (615) تاجراً معارضاً للجماعة إلى النيابة الحوثية، وتغريم ملاك أكثر من (3) آلاف و(931) متجراً.

وأمس الثلاثاء، وافق ضباط الارتباط الممثلون للأطراف المتنازعة بلجنة التنسيق العسكري باليمن على تثبيت الهدنة الحالية، عبر تجديد التزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وخارجه وتجميد الأنشطة العسكرية.

ومطلع نيسان (أبريل) الماضي 2022، أعلنت الأمم المتحدة عن اتفاق هدنة لمدة شهرين، قابلة للتمديد، بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ومن ضمن بنودها تسيير رحلتين تجاريتين عبر مطار صنعاء الدولي كل أسبوع، والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح طرق تعز المحاصرة وبقية المحافظات، غير أنّ جماعة الحوثي الإرهابية لم تلتزم ببنود الهدنة، وتجاوزت خروقاتها "جرائم الحرب". وقبل ساعات قليلة من انتهائها، أعلنت الأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري موافقة طرفي النزاع في اليمن على تمديد الهدنة شهرين إضافيين، غير أنّ تجاوزات الحوثي مستمرة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية