%85 من الفرنسيين يتطلعون لإجراءات أشد ضدّ الإخوان والإسلام السياسي

%85 من الفرنسيين يتطلعون لإجراءات أشد ضدّ الإخوان والإسلام السياسي

%85 من الفرنسيين يتطلعون لإجراءات أشد ضدّ الإخوان والإسلام السياسي


05/11/2022

تُعتبر فرنسا البلد الغربي الأكثر تضرراً من الفكر الإخواني والإرهاب الجهادي بعد الولايات المتحدة، ولا زال الفرنسيون يُعانون بشدّة من تبعات أحداث 2014 و2015 والأعوام اللاحقة حيث تبقى المخاوف من تصاعد الهجمات على علمانية البلاد قائمة ولا تجد ما يُبدّدها على أرض الواقع.

وفي استطلاع حديث، أعرب 85% من الفرنسيين عن رغبتهم في رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتصدى بشكل أقوى لصعود الإسلام السياسي، وخاصة حظر كافة المنظمات الإسلاموية والجمعيات الدينية المرتبطة بالإخوان المسلمين، والسلفية، ومنظمة "ميلي غوروس"، وغيرها من الكيانات التي تسعى للتحريض ونشر خطاب الكراهية.

وحذّرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز المراقبة والتحليل العالمي للإرهاب في باريس، من أنّ مخاطر ما يحصل اليوم من انتشار للفكر الإخواني هو ثمرة مسمومة لثلاثة عقود من الزهد في وجه تصاعد الإسلام السياسي في فرنسا وأوروبا عموماً، وهو ما يستدعي ضرورة إحكام القبضة الخانقة على الإسلاموية الانفصالية.

ويختص مركز الدراسات الفرنسي بالتحليل الجيوستراتيجي والقضايا الأمنية والدبلوماسية، ومكافحة الإرهاب والتطرّف والعنصرية، والدفاع عن القيم العلمانية والعيش المشترك، ويُشارك في إدارته وأبحاثه نخبة من السياسيين والخبراء الفرنسيين والغربيين الذين يُقدّمون تقاريرهم لصُنّاع القرار في البرلمان والاليزيه.

كما حذّرت تقارير أعدّها باحثون وخبراء من أنّ غالبية ساحقة من الأوروبيين المسلمين الشباب، يضعون الدين فوق قوانين الدول التي ولدوا فيها وينتمون لها، إذ أنّ نحو 75% ممن تقل أعمارهم عن 25 عاماً يضعون قناعاتهم الدينية الإسلامية فوق مبادئ العلمانية والانتماء للبلد الذي يحملون جنسيته خاصة في فرنسا وألمانيا، ويتموضع في قفص الاتهام الإخوان المسلمون والسلفيون وجمعيات مُناهضة الإسلاموفوبيا، الظاهرة التي تتم المُتاجرة بها وتضخيمها انطلاقاً من حالات فردية على عكس الواقع.

ويرى الباحث في الفكر الإخواني عثمان تازاغارت مدير المرصد العالمي لرصد الإرهاب في باريس، أنّ بعض السياسيين الفرنسيين أخطأؤوا في التعامل مع قضية الحجاب الإسلامي خلال الحملات الانتخابية بهدف احترام الحياد العلماني، وهو ما استغلّته جماعات الإسلام السياسي وفي مُقدّمتهم الإخوان، وتلاعبت به بهدف التحريض على التطرّف وإخفاء حقيقة الغابة الإسلاموية المُجتمعية وتصوير فرنسا بمثابة "شيطان صغير" حسب تعبير زعيم تنظيم القاعدة السابق أيمن الظواهري، لتُصبح فرنسا بذلك البلد الغربي الأكثر تضرراً من إرهاب الإخوان والتنظيمات المُتطرّفة بعد أمريكا.

والأسوأ من ذلك كما يقول، فإنّ توترات الهوية العلمانية التي سببتها قضية الحجاب في أعوام 1989، 2004، 2006، 2010، و2013، قد وفرت أرضاً خصبة للانفصالية الطائفية التي تحتل الأولوية لدى جماعة الإخوان المسلمين، لدرجة أنه في نهاية ثلاثة عقود من هذا العمل الذي قام به الإسلاميون، والذي يهدف إلى حصر مسلمي فرنسا في قيود وهوية دينية متشددة، لا زالت جمعيات الإخوان، وبدعم من بعض الإسلاميين اليساريين الذين تمّ تحريضهم، تُروّج لمصطلح "الإسلاموفوبيا" المزعوم.

وشدّد مركز المراقبة والتحليل العالمي للإرهاب على أنّه في مواجهة التجاوزات الطائفية التي أثارتها وحافظت عليها النزعة الانفصالية الإسلاموية، يجب على الجمهورية الفرنسية ألا تستسلم في مواجهة التطرّف، مؤكداً على أنّه لا يُمكن لأي تهديد أو ترهيب أن ينتصر على قيم العلمانية والمساواة والتسامح الإنساني، داعياً إلى عدم إعطاء طواحين أنصار الإخوان والإسلام السياسي المبررات للتلويح بخرقة الإسلاموفوبيا المُحترقة بهدف تحقيق غاياتهم.

وبالمقابل، كشف د.لورينزو فيدينو الخبير الدولي في شؤون الإسلام السياسي، عن انخفاض ملحوظ في التمويل الخارجي لكيانات الإخوان المُسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، حيث باتوا يحصلون على الدعم المالي الأجنبي من خارج الاتحاد بصعوبة بالغة نتيجة التضييق عليهم، مُحذّراً كذلك من أن تمويل تنظيم الإخوان الإرهابي يبقى مجال غامضاً ويصعب جداً فك شفرته من الخارج، خاصة وأنّ الجماعة ومخالبها المُجتمعية لا تزال تجد الاستماع والدعم والتمويل من السلطات الأوروبية، حيث أصبح نُشطاء الإخوان، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الجيل الثاني المولودين في أوروبا، بارعين للغاية في الحصول على الأموال الحكومية العامة على سبيل الدعم الاجتماعي للقيام بأعمال وهمية مثل مشاريع الاندماج أو محاربة الإسلاموفوبيا وتعليم اللغة العربية.

وحذّر الباحث في الفكر الإخواني والإسلام السياسي خلال حوار أجرته معه شبكة غلوبال ووتش أناليز، من أنّ المؤسسات الأوروبية الرسمية وغير الحكومية هي الجمهور الوحيد المُتعاطف مع الإخوان اليوم في العالم، إذ يتخلف العديد من الأوروبيين برأيه ما بين 5 - 10 سنوات في فهم جماعة الإخوان المسلمين وطبيعتها المُتطرّفة عن الدول العربية.

وتُساهم أسباب مختلفة في هذا الوضع السلبي، من أهمها قُدرة الإخوان على تقديم أنفسهم كممثلين شرعيين للمجتمعات المحلية المُسلمة في أوروبا وبدائل وهمية مُعتدلة للجهاديين، وذلك باستخدام لغة الاندماج والديمقراطية الزائفة.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية