​ الليبيون يحتفلون بذكرى المولد النّبوي في مواجهة الانقسام وفتاوى التّطرف

​ الليبيون يحتفلون بذكرى المولد النّبوي في مواجهة الانقسام وفتاوى التّطرف

​ الليبيون يحتفلون بذكرى المولد النّبوي في مواجهة الانقسام وفتاوى التّطرف


08/10/2022

أحمد علي حسن

يجاهد الليبيون للحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم التي باتت في طريقها نحو الاندثار، بسبب الصراع السياسي المحتدم منذ عام 2011، وانتشار التيارات المتطرفة.

ذكرى المولد النبوي الشريف، كانت مناسبة لتوجيه الشعب الليبي رسائل مبطنة رافضة لاستمرار انقسام بلده، وتتجاهل فتوى أصدرتها جهات محسوبة على تنظيم "الإخوان المسلمين" بتحريم الاحتفال بالمناسبة.

وتوحّدت الإرادة السياسية بين الطرفين المتنازعين في شرق ليبيا وغربها، على إعلان اليوم السبت عطلة رسمية، احتفالاً بالمولد النبوي.

وكانت الهيئة العامة للأوقاف التابعة لحكومة "الوحدة الوطنية" قد عمّمت على مساجد الغرب الليبي خطابات تحظر عليهم الاحتفال بالمولد النبوي. وزعمت الهيئة التي يقودها المفتي المحسوب على "الإخوان" الصادق الغرياني صاحب المواقف والفتوى المتطرفة، في خطبة الجمعة، أن الاحتفال بالمولد النبوي "بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وتشكل خطراً على الإسلام والمسلمين"، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الليبية. ودانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا فتوى تحريم الاحتفال، وشددت في بيان على "رفضها دعوات التحريض والعنف اللفظي والإرهاب الفكري، من خلال منابر المساجد، واستغلال حالة انهيار مؤسسات الدولة، لنشر هذا التوجه الخطير بما يحمل من تداعيات خطيرة على حرية الفكر والتعبير والتنوع الثقافي في البلاد".

الردّ الشعبي

وعلى المستوى الشعبي، انتشرت حلقات الذكر والمدائح في المساجد والزوايا، في المدن الليبية كافة، شرقاً وغرباً، والتي شهدت أيضاً احتفالات واسعة رددت فيها عبارات مديح للرسول محمد، فيما أقبل الليبيون على شراء أنواع الحلويات والمكسرات المختلفة، وألعاب الأطفال والقناديل، كتقليد احتفالي، ما بدا رسالة ضد الفتاوى المتطرفة.

ومن أبرز الطقوس التي اعتاد عليها الليبيون احتفالاً بالمولد النبوي، إعداد الأطباق والأطعمة التقليدية، أبرزها ما يطلق عليه "العصيدة" التي تتكوّن من دقيق، ومياه، وبعض الزيت، مع إضافة العسل عليها بعد طهوها، وكذلك "الخمرة" وهي خليط من طحين المكسرات والتمر ومخلوط بالعسل.

 وتخرج مواكب المحتفلين صباح ذكرى المولد النبوي، رافعة الرايات الملونة، والدفوف وسعف النخيل، ويحرص الرجال على ارتداء الزي التقليدي المعروف بـ"الزبون"، ليجوب المحتفلون الشوارع وصولاً إلى الساحات الرئيسية، مرددين أهازيج المديح، في أجواء يغلب عليها الطابع الروحاني، والتمسك بالتقاليد المتوارثة.

وفي المساء يخرج الأطفال إلى الشوارع فيشعلون القناديل، بينما تكحل الفتيات عيونهن بالكحل التقليدي، ويخضبن أيديهن بالحناء.

ويشترك شرق ليبيا مع غربها في تلك العادات، فيما يتميز سكان مدن الجنوب ببعض التفاصيل، على رأسها إقامة الذبائح وتجهيز الأرز باللحم المشوي أو طبق القصب باللحم المطبوخ، وهي أكلات يقبل عليها الجنوبيون أكثر من طبق "العصيدة". كما حرصت مساجد عدة في مدن الجنوب، على عقد جلسات لقراءة القرآن الكريم، وذكر الله.

وقد دعا رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" عبد الحميد الدبيبة إلى استلهام طريق الرحمة وتجسيدها، لمناسبة ذكرى المولد النبوي.

وكتب في حسابه على "تويتر": "بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم. في ذكرى مولد سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم الذي كانت بعثته رحمة للعالمين نستذكر دعوته لنا (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، هذا المبدأ الذي تمثّله رسولنا في سيرته؛ هو ركيزة لاستقرار المجتمع ونهوضه، ونحن مدعوّون لاستلهام طريق الرحمة وتجسيدها".

عن "النهار العربي"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية