وحشية الحوثيين: قطعوا لسان أسير وفقأوا عينيه وأحرقوا جثته

وحشية الحوثيين: قطعوا لسان أسير وفقأوا عينيه وأحرقوا جثته


06/09/2020

 ارتبطت حادثتان مروعتان بميلشيات الحوثيين في اليمن، مؤخراً، ما استدعى، على أكثر من مستوى، تاريخ الجرائم المرتكبة من جانب عناصرهم بحقّ المدنيين، التي تصنّفها منظمات حقوقية، محلية وأجنبية، على أنّها "جرائم حرب"، إضافة إلى ملء المشهد السياسي بالفوضى والانسداد، ومن ثم، محاولة الاستفادة القصوى من حالة الانفلات والسيولة الأمنية، لجهة تحقيق عوائد ومكاسب اقتصادية، والارتزاق من الحرب، الممتدة منذ نحو ستة أعوام.

المدنيون ضحايا الحوثيين في اليمن

لا يعدّ توسّع الحوثيين في العنف، وممارسة القمع ضدّ المدنيين أمراً جديداً، أو استثنائياً، غير أنّ تنامي ذلك الوضع، وتفاقم صوره، على نحو يذكّرنا بممارسات تنظيم داعش الإرهابي، بعث من جديد النقاش حول أدوارهم، ونشاطاتهم العدوانية، في اليمن، من جهة، وكذا تبعيتهم المباشرة لإيران، من جهة أخرى؛ إذ اتصلت الحادثة الأولى، بواقعة تعذيب أسير من قوات الجيش الوطني لدى ميلشيات الحوثيين، الأمر الذي أفضى إلى وفاته.

وكشفت الصور المتداولة، آثار ما وقع تحت وطأته من تعذيب، بصورة بشعة وإجرامية؛ حيث ظهرت أجزاء من جسده محترقة ومبتورة، لا سيما وجهه المحترق، ولسانه المقطوع، وأنفه المجدوع.

وعليه، دان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني "الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي، بإعدام الأسير البطل، عبد الحافظ عبد الرب الطاهري، من أبناء مديرية الطفة بمحافظة البيضاء"، كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن الوزير؛ أنّ "الميليشيا الحوثية أعدمت الأسير بعد أن قامت بتعذيبه، بشكل وحشي، وقطع لسانه، وأذنيه وجدع أنفه، وفقأ عينيه، وإحراق جثته قبل تسليمها لأسرته".

الصحفي المصري، المتخصص في الشؤون السياسية، أحمد عبد الحكيم لـ"حفريات": الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي، على مدار الأعوام الماضية، متعددة ومتفاوتة، وقد وقع ضحيتها المدنيون والأطفال

وتابع الإرياني، في تصريحاته لوكالة الأنباء الرسمية: "هذه الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام اليمني، تؤكد وحشية وإجرام ميليشيا الحوثي الإرهابية، وتنصّلها من كلّ القوانين والأعراف، والقيم والعادات والتقاليد، وتعاليم ديننا الإسلامي، وهي تكرار لمشاهد التعذيب الوحشي التي مارسها تنظيما القاعدة وداعش بحقّ الأسرى".

إدانة شعبية ورسمية لجرائم الحوثي

‏كما طالب وزير الإعلام اليمني الأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص لليمن، ومنظمات حقوق الإنسان، بـ "مغادرة مربع الصمت، وإدانة جرائم ميليشيا الحوثي، وسرعة التدخل لحماية وتأمين سلامة كافة الأسرى، والمختطفين في معتقلاتها، غير القانونية، والضغط لإطلاقهم فوراً دون قيد أو شرط تنفيذاً لبنود اتفاق السويد".

اقرأ أيضاً: ميليشيا الحوثي تعترف بمصرع 514 بينهم قيادات في شهر

بيد أنّ الحوثيين، الذين لم يصدر من جانبهم أيّ تعليق عن الحادث، برروا الواقعة الموثقة، بحجّة أنّ الأسير "داعشي"، حسبما كتبوا على جثته، بعد أن قتلوه بهذه الطريقة الوحشية.

‏ومن جانبه، طالب الناطق الرسمي للقوات المسلحة، عبده مجلي، الشعب اليمني بـ "عدم السماح للمليشيا الحوثية بالزجّ بأبنائهم في حروبها، وأن يقفوا صفاً واحداً مع الجيش الوطني لاستكمال تحرير الوطن من المليشيا، وتجنيب الشعب المزيد من الانتهاكات والجرائم الحوثية".

كانت الجريمة الثانية التي فضحت انتهاكات الحوثيين في اليمن، قد وقعت بعد يومين من اكتشاف، أو الإعلان، عن الواقعة الأولى؛ إذ ظهرت صورة الطفلة رويدا صالح، المعروفة إعلامياً بـ "طفلة الماء"، وقد أصيبت في رأسها برصاص قناص تابع لميليشيا الحوثي، أثناء مرورها في طريقها اليومي المعتاد، للحصول على الماء لأسرتها، بمنطقة الروضة، شرق مدينة تعز، بينما وثقت عدة صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، الطفلة وهي مضرجة في دمائها، دون أن يتمكن أيّ شخص من الوصول لإنقاذها؛ حيث واصل القناص استهداف كلّ من حاول إسعافها، بيد أنّ صوراً أخرى، أظهرت شقيقها الأصغر الذي تجاسر على الحركة باتجاهها، وقام بنقلها إلى منطقة أخرى آمنة.

الأطفال في عدسات القناصين

وثّقت عدة مصادر حقوقية، تعرض نحو 44 طفلاً للوفاة بالطريقة ذاتها، وذلك عبر استهداف القناصين التابعين لميليشيات الحوثي للأطفال، خلال عام 2019، كما قضى نحو 100 طفل، بقذائف الحوثيين، في العام ذاته.

كما كشف بيان مشترك لعدة منظمات حقوقية دولية، العام الماضي، من بينها: المجلس الدنماركي للاجئين، ومنظمة هانديكاب الدولية، وهيئة الإغاثة الدولية، أنّ منطقة الحديدة، غرب اليمن، سقط فيها الكثير من الضحايا المدنيين، في ظلّ انتهاكات الحوثيين لاتفاق ستوكهولم؛ حيث سقط نحو 799 مدني، بين قتيل وجريح، عام 2018.

بيان رسمي مشترك صادر عن المؤسسات الأممية: أكثر من ألف و100 حادثة عنف مسلح، أضرّت بالمدنيين، منذ اتفاق ستوكهولم، دون تحميل طرف بعينه مسؤولية ذلك

وقال بيان رسمي مشترك، صادر عن المؤسسات الأممية: إنّ "أكثر من ألف و100 حادثة عنف مسلح، أضرّت بالمدنيين، منذ اتفاق ستوكهولم، دون تحميل طرف بعينه مسؤولية ذلك، بيد أنّ إصرار الحوثيين على إطالة حالة الحرب والفوضى، رغم دعوات التهدئة، يحمّلهم مسؤولية الدماء والضحايا في بلد منهك، خاصة أنّهم يرفضون الامتثال للقرارات الدولية".

لا تعدو تلك الحوادث مجرد انتهاكات فردية وحوادث عرضية، إنما تأخذ طابعاً ممنهجاً، يظهر في سياق أوسع، له دلالات عديدة مباشرة؛ إذ تزامنت مع الحادثتين الأخيرتين، شهادات متباينة على تحوّل نقاط التفتيش الأمنية التابعة للحوثيين، إلى بؤر حيوية لممارسة القمع، والتوقيف العشوائي للمواطنين، فضلاً عن جباية الأموال منهم، ومنع بعضهم من السفر للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.

اقرأ أيضاً: الحوثيون والإخوان والقاعدة.. ثالوث التوحش باليمن

ووثّقت "رابطة أمهات المعتقلين في اليمن"، منظمة حقوقية محلية، شهادات نساء كنّ في طريقهنّ من العاصمة صنعاء إلى محافظة مأرب، شرق صنعاء؛ إذ كشفن عمّا تعرضن له من توقيف واحتجاز في إحدى نقاط التفتيش الحوثية، وخضوعهنّ لتحقيق امتدّ لساعات، دون الحصول على طعام أو مياه، طيلة فترة احتجازهن، وكان معهنّ ثلاثة أطفال، بينما تمّت مساءلتهنّ عن دوافع سفرهن.

خسائر الحوثي في اليمن

وبحسب الشهادات التي حصلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية على نسخة منها؛ روت النساء أنّ "الحوثيين لم يقتنعوا بإجاباتهنّ بأنهنّ كن في زيارة لأقاربهن في مأرب، إذ عملوا على احتجاز السائق لديهم، وتمّ احتجازهنّ في السيارة مع عدم السماح لهن بالخروج منها لأيّ سبب كان".

وتابعن: "قاد المسلّحون الحوثيون السيارة التي كنّا على متنها، وعادوا بنا باتجاه مدينة ذمار، حيث تمّ إنزالنا في مكان غير آهل بالسكان، كما تعرض أطفالنا لنوبات من الخوف"، وذلك حتى "استطعنا التواصل مع أقاربنا، لإعادتنا إلى منازلنا، بيد أنّ السائق ظلّ مخفياً لدى الميليشيات لأكثر من ثلاثة أشهر". 

وإلى ذلك، يشير الصحفي المصري، المتخصص في الشؤون السياسية، أحمد عبد الحكيم، إلى أنّ الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي، على مدار الأعوام الماضية، متعددة ومتفاوتة، وقد وقع ضحيتها المدنيون والأطفال؛ ففي النصف الثاني من العام الماضي؛ حدثت "عدة مجازر في الحيّ نفسه الذي سقطت فيه الطفلة اليمنية، على يد قناص حوثي، قبل أيام قليلة، وذلك في حي الروضة، بينما كان أغلب القتلى والجرحى من الأطفال، وعددهم سبعة".

اقرأ أيضاً: أرقام صادمة... توثيق عمليات قنص الحوثيين للأطفال في تعز

ويلفت عبد الحكيم، في حديثه لـ "حفريات"، إلى أنّ ممارسات القمع التعسفية التي تقوم بها الميلشيات الحوثية، أثناء نصب نقاط تفتيش أمنية في مناطق سيطرتهم، لا تقتصر على المدنيين فقط، إنما تشمل عناصر انشقوا أو تمردوا عليهم، كما ظهر في الأعوام السابقة؛ إذ يتم استهدافهم وملاحقتهم، للقبض عليهم واعتقالهم، مثلما حدث قبل عامين تقريباً، وهي الفترة التي تكبدوا فيها خسائر أمام قوات التحالف العربي، وتعرضوا لنقص هائل في الموارد والسلاح وحتى المقاتلين، ما اضطرهم لاعتقال هؤلاء والحصول على سلاحهم الذين فروا به".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية