وثّق مأساة المفصولين بعد انقلاب 2016.. فيلم "المحطة الرابعة" التركي يلقى إقبالاً كبيراً

وثّق مأساة المفصولين بعد انقلاب 2016.. فيلم "المحطة الرابعة" التركي يلقى إقبالاً كبيراً


23/08/2022

قدم فيلم سينمائي يحمل اسم "المحطة الرابعة"، مأساة طرد آلاف الموظفين تعسفياً من وظائفهم في تركيا بعد أحداث انقلاب 2016.

ويسرد الفيلم القصير، الذي أخرجته نيفزات آي، وتم تصويره في محطة قطار ديار بكر، طرد عاملين من السكك الحديدية، يبلغان من العمر 20 عاماً، وهما فورال وأوزكان، بسبب انضمامهما لأنشطة نقابية.

وبعدها، أصبح الاثنان فجأة عاطلين عن العمل، بقرارات صدرت خلال حالة الطوارئ، ليقرر فورال الخروج من المدينة. ومع ذلك، سيبقى أوزجان مع عائلته في ديار بكر.

والفيلم هو أول فيلم لنيفزات آي بعد تخرجه من الجامعة، تجاوز الفيلم، الذي تم إرساله إلى 15 مهرجاناً، آلاف الأفلام واختير في مهرجانات أفلام برشلونة وفالنسيا وميلانو والهند وإنجلترا واسكتلندا.

وقال المخرج (آي) إنه كان يحلم بتصوير فيلم في محطة منذ أعوام، معرباً عن أنه حقق حلمه بهذا، وأنه سعيد باختيار فيلمه في المهرجانات.

قدم الفيلم مأساة طرد آلاف الموظفين تعسفياً من وظائفهم في تركيا بعد أحداث انقلاب 2016

وأشار إلى أنّ الفيلم سيكون باللغتين؛ التركية والكردية، مؤكداً أنّ اختيار الفيلم من بين آلاف الأفلام حفزه أكثر، وفق ما أوردته صحيفة "زمان" التركية

وذكر (آي) أنه سيواصل إنتاج الأفلام التي ستلفت الانتباه إلى المشاكل الاجتماعية من الآن فصاعداً، قائلاً: "لقد كنت قلقاً بعض الشيء أثناء إرسال الفيلم. أثناء تصوير الفيلم لم أرسله إلى المهرجانات في تركيا من قبل، بسبب الطبيعة الحساسة للموضوع. قلت لنجرب حظنا في أوروبا أولاً. جاءت الثقة لنا عندما بقينا في التصفيات هناك".

ومنذ محاولة الانقلاب، لاحقت السلطات بلا هوادة مؤيديها، وبدأت عمليات تطهير غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث حيث جرى فصل نحو 19 ألفاً من الخدمة في القوات المسلحة التركية. كما سجنت تركيا أكثر من 77 ألفاً إلى حين محاكمتهم، وأقالت أو أوقفت عن العمل نحو 150 ألفاً من الموظفين المدنيين وأفراد الجيش وغيرهم.

ومنذ المحاولة الانقلابية، جرى أيضاً فصل عشرات الآلاف من موظفي الخدمة العامة في تركيا من أعمالهم بتهمة دعم رجل الدين المعارض المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.

قال المخرج نيفزات آي إنه كان يحلم بتصوير فيلم في محطة منذ أعوام، معرباً عن أنه حقق حلمه بهذا، وأنه سعيد باختيار فيلمه في المهرجانات

وتتهم السلطات التركية غولن وجمعيته "خدمة" بتدبير الانقلاب الذي أدى إلى مقتل 240 شخصاً بالإضافة إلى 24 شخصاً اتهموا بالمشاركة في محاولة الانقلاب. ويتهم غولن بإدارة "دولة موازية" وأنصاره بالتغلغل في مؤسسات الدولة، لكنه ينفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، وفق ما أوردته صحيفة "العرب" اللندنية.

واتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق جماعات معنية بحقوق الإنسان، من الانقلاب الفاشل ذريعة لإسكات المعارضة. لكن الحكومة قالت إنّ الإجراءات التي تتخذها ضرورية بسبب محاولة الانقلاب التي راح ضحيتها 240 شخصاً.

وعلى الرغم من انتهاء حالة الطوارئ اعتباراً من 17 تموز (يوليو) 2018، إلا أنّ حالات الفصل تستمر مع الإذن الممنوح للمؤسسات بموجب المادة 35 المؤقتة من المرسوم رقم 375.

وفي 19 أيار (مايو) 2021 أشار تقرير نشرته وسائل إعلام تركية إلى أنّ "ما حدث بعد 2016 كان بمثابة حملة تصفية واسعة لكوادر الجيش التركي لا تزال مستمرة حتى اليوم ويصعب وصفها بشيء أقل من أنها انتقامية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية