هيئة كبار العلماء السعودية تُذكر بـ"إرهابية الإخوان".. هذا بيانها

هيئة كبار العلماء السعودية تُذكر بـ"إرهابية الإخوان".. هذا بيانها


11/11/2020

أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية، أمس، بياناً شرّحت فيه تنظيم جماعة الإخوان المسلمين من منظور شرعي؛ حيث أكدت أنّ الجماعة "منظمة إرهابية ولا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين".

وعلى الرغم من أنّ البيان ليس الأول من نوعه؛ إذ سبق أن أكدت الهيئة على المعاني ذاتها في حزيران (يونيو) 2017، عقب أسبوعين فقط من صدور قرار المقاطعة الرباعية لقطر في إطار دعمها للتطرف وفي المقدمة جماعة الإخوان وإيواء عناصرها، فإنّ توقيت بيان أمس يطرح العديد من التساؤلات حول رسائله.

ولم تشهد الساحة على مدار الأسابيع الماضية تحولاً في المشهد أبرز من فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، وبايدن كان المرشح الذي تتمنى جماعة الإخوان فوزه على أمل فرض مساحات أوسع لها عربياً أو عودة جزئية إلى المشهد في بعض البلدان، بالضغط على الأنظمة أو على الأقل تبنّي ادعاءات الجماعة الراسخة في الخارج من أنهم "فصيل سياسي مضطهد وأقلية تعاني القمع".

وعلى الرغم من أنّ تاريخ الديمقراطيين في التعاطي وتوظيف الجماعات الدينية وفي مقدمتهم الإخوان يعجّ بالتفاصيل والأحداث والاتهامات، ما ينعش آمال الجماعة في فُسحة خلال عهد بايدن، غير أنّ بيان هيئة كبار العلماء السعوديين، وهي جهة ذات ثقل في الداخل والخارج، يقطع الطريق على آمال الجماعة تلك، بالتذكير بأنها جماعة "دينية" ليس بالمنظور الوسطي أو الإصلاحي أو الأقلية المضطهدة كما يروّجون، ولكنها بالمفهوم المتشدد الذي أثرى بأفكاره غيره من الجماعات المتشددة.

البيان يحمل تأكيداً على أنّ موقف الدول العربية والإسلامية التي تتعاطى مع الجماعة من المنظور ذاته (التصنيف الإرهابي) لن يتبدل أو يتغير

وفي إطار ذلك، فإنّ البيان يحمل تأكيداً على أنّ موقف الدول العربية والإسلامية، المتعاطين مع الجماعة من المنظور ذاته (التصنيف الإرهابي) لن يتبدل أو يتغير؛ إذ يستند إلى قاعدة صلبة من الأحاديث والأدلة الشرعية التي تُثبت فساد تلك الفئة، واستخدامها الدين ستاراً للإرهاب والفوضى.

وانطلاقاً من ذلك المنظور الذي يمسّ الجماعة مباشرة ويقوض آمالها في الفسحة مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض، فإنها سارعت بالردّ على بيان هيئة كبار العلماء السعودية، وحاولت الدفاع عن نفسها بالتأكيد على أنها "جماعة دعوية إصلاحية من جهة" وأنها "بعيدة تماماً عن العنف والإرهاب، وكانت دوماً ضحية لعنف وإرهاب النظم الدكتاتورية"، بحسب تصريح المتحدث باسم الجماعة، طلعت فهمي، لوكالة الأناضول التركية.

اقرأ أيضاً: قطر والإخوان المسلمون... علاقات قديمة ودائمة

بيان الهيئة

بعد الاستدلال ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتناول محاولات الفرقة وشقّ الصف، قالت الهيئة، عبر موقع الحساب الرسمي للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء: إن كلّ ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بثّ شُبهٍ وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، هو محرّم بدلالة الكتاب والسنّة، وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذّر منها جماعة الإخوان المسلمين، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية.

وأضافت هيئة كبار العلماء في بيانها: منذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنّة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثمّ كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً، ممّا هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم.

وتابعت: ممّا تقدم يتضح أنّ جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب، فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها.

هيئة العلماء: إنّ كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بثّ شُبهٍ وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، هو مُحرّم

ردود الفعل

وأثار بيان الهيئة ردود فعل واسعة، ووصف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ بيان هيئة كبار العلماء حول جماعة الإخوان المسلمين بأنه "شافٍ كافٍ وافٍ، ولا يُعذر بعده أحد بالجهل بحقيقة هذه الجماعة"، بحسب ما أورده موقع "المصري اليوم".

ومن جانبه رأى الباحث في الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، أنّ صدور بيان رسمي من هيئة كبار العلماء يدين ممارسات جماعة الإخوان ويعتبرها جماعة منحرفة، يدعم وبشكل واضح كافة الدول، وعلى رأسها مصر التي تحارب الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أنّ هناك تراجعاً واضحاً وملحوظاً لتيارات الإسلام السياسي في المنطقة بأكملها، وأنّ خروج هيئة كبار العلماء لتأكيد هذا الأمر شيء جيد ويعزز الرؤية الشعبية، ويؤكد على ضرورة استمرار مواجهة تلك الأفكار والجماعات، بحسب ما أورده موقع "الأهرام".

الجماعة إرهابية

وتصنف دول عدة حول العالم الجماعة منظمة إرهابية، إلّا أنها ما تزال في الصعيد الأكبر تتحرك بحرّية وتعمل على التغلغل في أماكن عدة، وتُستخدم من قبل دول لزعزعة الاستقرار، ويطالب سياسيون في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تصنيف الجماعة إرهابية، غير أنها لم تُصنف في أي دولة أوروبية حتى الآن بذلك.

وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، أبدى نظام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه في طريقه إلى تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، فقد أعلن البيت الأبيض في نهاية نيسان (إبريل) من العام 2019 أنّ إدارة ترامب تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية، غير أنّ الإعلان سرعان ما طُوي، لتنتهي 4 أعوام للرئيس الجمهوري دون اتخاذ الخطوة، التي يرى مراقبون أنها تتجاوز تغيير الإدارات في البيت الأبيض، وترجع إلى استراتيجية راسخة لدى تعامل الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط، حيث تُعدّ الجماعة إحدى أوراق الضغط التي تستخدمها عند الحاجة.

السعودية أوّل دولة عربية تستجيب لمناشدات مصر، وتنتبه للمخاطر المحدقة بها من الإخوان، حيث صنفتها وزارة الداخلية في آذار 2014 جماعة إرهابية

وعلى خلاف الولايات المتحدة، فإنّ روسيا كانت أول دولة أجنبية أدرجت التنظيم في 28 تموز (يوليو) 2006، ضمن قائمة ضمت 17 منظمة إرهابية، وذلك في إطار دعم الجماعة آنذاك جماعات تواجه روسيا شمال القوقاز. وفي 7 أيار (مايو) 2009 صنفت كازاخستان الجماعة إرهابية، فيما تُعدّ كندا آخر دولة غربية تصنف الجماعة إرهابية في 5 نيسان (إبريل) 2014، استجابة لالتماس تقدمت به الجالية المصرية في كندا.

ويُعدّ التحول الأبرز في وضع الجماعة، مع وصولها إلى الحكم ثم سقوطها عقب عام فقط ونزوعها إلى مواجهة الأجهزة الأمنية والجيش بالعنف في محاولة لاستعادة السلطة في 26 كانون الأول (ديسمبر) 2013، بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية وحظر كافة أنشطتها.

والمملكة العربية السعودية أول دولة عربية تستجيب لمناشدات مصر، وتنتبه للمخاطر المحدقة بها من الجماعة، حيث صنفتها وزارة الداخلية في آذار (مارس) 2014، منظمة إرهابية، وفي الشهر ذاته صنفت موريتانيا الجماعة إرهابية، وعقب شهور لحقت بهما الإمارات في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه.

اقرأ أيضاً: الارتباط البنّاء: قصة دوران الإخوان في فلك واشنطن

وعلى الرغم من مشاركة البحرين لمصر والإمارات والسعودية في قرار مقاطعة قطر في 5 حزيران (يوينو) 2017 لدعمها التطرف، وفي المقدمة جماعة الإخوان، فإنّ البحرين لا تصنف الجماعة رسمياً منظمة إرهابية داخل أراضيها، وكذلك الكويت، غير أنّ الأخيرة تتبع نظاماً أمنياً في ملاحقة مخاطر الجماعة وتقويضها. 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية