هل ينهار تحالف أردوغان قبل موعد الانتخابات الرئاسية والنيابية؟

هل ينهار تحالف أردوغان قبل موعد الانتخابات التركية؟

هل ينهار تحالف أردوغان قبل موعد الانتخابات الرئاسية والنيابية؟


30/03/2023

يشهد تحالف أردوغان الانتخابي، الذي يُعدّ مزيجاً من الإسلام السياسي والقومية المتطرفة، بوادر أزمة قبل أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأكثر جدلاً، فقد أعلن رئيس حزب (الحركة القومية) دولت بهشلي أمس أنّ حزبه لن يخوض الانتخابات البرلمانية بقوائم مشتركة مع حزب العدالة والتنمية.

وفي خطوة غير متوقعة، اعتبر الحزب أنّه من غير اللائق أن يشترط حزبا (الوحدة الكبرى) و(الرفاه من جديد) اللذان انضما مؤخراً إلى التحالف، خوض الانتخابات بقوائمهما وشعارهما، "بينما يخوض الحركة القومية الانتخابات على قوائم العدالة والتنمية"، شأنه شأن حزب (هدى بار).

خلال أعوام حكمه بنى أردوغان جهاز سلطة كبيراً، وعبر العقود الحكومية والمحسوبيات والفساد أنشأ أيضاً النخبة الخاصة به، ومنح امتيازات عديدة للجماعات الإسلامية

إعلان بهشلي جاء عبر حسابه على (تويتر)، ودفع مراقبين إلى الحديث عن أزمة داخل تحالف الشعب، مع الأخذ في الاعتبار أنّ حزب (الحركة القومية) كان غير راضٍ عن انضمام (هدى بار) إلى التحالف، لكونه حزباً كردياً. 

وخلال أعوام حكمه بنى أردوغان جهاز سلطة كبيراً، وعبر العقود الحكومية والمحسوبيات والفساد أنشأ أيضاً النخبة الخاصة به، ومنح امتيازات عديدة للجماعات الإسلامية، ممّا يعني أنّ الهزيمة في الانتخابات المقبلة تعني بالنسبة إلى هذه الجماعات خسارة نفوذها وثروتها. 

في السياق، هاجم الرئيس رجب طيب أردوغان تحالف (الأمّة) المعارض مجدداً، واتهمه بأنّه شريك للتنظيمات الإرهابية، في إشارة على ما يبدو إلى التنسيق بين أحزاب التحالف الـ (6) وحزب (الشعوب الديمقراطية) المؤيد للأكراد، في الانتخابات الرئاسية، ممّا يرجح كفة مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

قدمت (4) أحزاب تركية اعتراضات للهيئة العليا للانتخابات على قبول طلب ترشح الرئيس رجب طيب أردوغان للانتخابات الرئاسية المقبلة

وقال أردوغان أمام اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه الأربعاء: إنّ الحزب الذي يسير يداً بيد مع التنظيمات الإرهابية لا شرعية له، مضيفاً أنّ "هناك (4) مرشحين للرئاسة، ونتمنى أن يؤدي ذلك إلى حظ سعيد لبلدنا. نحن نثق بشعبنا، ونعتقد أنّه سيتخذ القرار الصحيح لنفسه ولمستقبل بلاده، كما في جميع الانتخابات السابقة".

من جانبه، التقى كليتشدار أوغلو رئيس حزب (البلد) محرم إينجه، وهو أحد المرشحين الـ (4) للرئاسة. وقال كليتشدار أوغلو، عقب اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة: يجب العمل على توسيع طاولة المعارضة لتتسع للجميع. بدوره، قال إينجه: إنّ هناك "اتفاقاً بيننا على المبادئ، من حيث الدفاع عن الديمقراطية والحريات، وفي مقدمتها حرية المرأة".

وأشار إلى أنّه سيواصل طريقه مرشحاً للرئاسة، ووجه انتقاداً لاذعاً لأردوغان بالقول: "نحن لا نتحالف مع تنظيمات إرهابية على غرار (حزب الله)، الذي تحالف معه (في إشارة إلى حزب هدى بار). ولا نتحالف مع (داعش) أو تنظيم فتح الله غولن، وسنقوم بما يتعين علينا القيام به تجاه وطننا وشعبنا".

والثلاثاء، قدّمت (4) أحزاب تركية اعتراضات للهيئة العليا للانتخابات على قبول طلب ترشح الرئيس رجب طيب أردوغان للانتخابات الرئاسية المقبلة، على اعتبار أنّ ترشحه مخالف للدستور، لأنّ هذه الانتخابات ستكون هي الثالثة التي سيترشح لها.

وينص الدستور على أنّ الرئيس لا يمكنه تولي أكثر من فترتين رئاسيتين تمتد كل واحدة منهما لـ (5) أعوام، ويحق له الترشح للمرة الثالثة في حال كانت الانتخابات مبكرة واتُخذت من قبل البرلمان. وتقول المعارضة إنّ أردوغان لا يمكنه بناءً على ذلك الترشح لفترة ثالثة، فيما تؤكد الحكومة إمكانية ترشح أردوغان على اعتبار أنّ رئاسته الحالية هي الأولى بالنظام الرئاسي الجديد الذي طبق في العام 2018.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية