هل ينتهي التصعيد الحوثي مع انتهاء حرب غزة؟

هل ينتهي التصعيد الحوثي مع انتهاء حرب غزة؟

هل ينتهي التصعيد الحوثي مع انتهاء حرب غزة؟


06/03/2024

محمد طارق

قال الكاتب الإسرائيلي نيفيل تيلر إنه عندما ينتهي الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، قد يتراجع الحوثيون في اليمن عن هجماتهم التي تأسر العالم.

وقال تيلر في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الحوثيين الذين يعلنون "الموت لإسرائيل" من الجزء الغربي في اليمن الذي استولوا عليه من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والعازمين على بسط قبضتهم على البلاد بأكملها في أزمة وصلت إلى طريق مسدود، تراجعت مكانتهم بين اليمينيين الذين تعرضوا لضغوط شديدة في الآونة الأخيرة.

وأوضح تيلر في مقاله الذي حمل عنوان "الحوثيون يأسرون العالم من خلال هجمات البحر الأحمر"، أن أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قد منحت الحوثيين ميزة سياسية غير متوقعة على الإطلاق.

انضمام الحوثيين للصراع ضد إسرائيل

ومع انتشار أخبار أحداث الـ7 من أكتوبر (تشرين الأول)، أعلن الحوثيون الذين لم يحتاجوا إلى الكثير من التحفيز من أسيادهم الإيرانيين منذ فبراير (شباط 2015)، دعم الحرب على إسرائيل،  وخططوا لسلسلة من الهجمات على إسرائيل بناءً على طلب إيران، إلا أن الأمور لم تسر وفقاً للخطة الموضوعة، لاعتراض البحرية الأمريكية 3 صواريخ كروز تم إطلاقها من اليمن في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، بالإضافة إلى هجوم طائرة بدون طيار في 28 أكتوبر  خرجت عن مسارها.

وبذريعة السعي إلى إجبار المجتمع الدولي على وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة،  بدأ الحوثيون مذذاك حملة من الهجمات الصاروخية والهجمات المسلحة بطائرات بدون طيار على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر.

وأوضح الكاتب أن عملية "حارس الازدهار"، وهي تحالف أمني بحري يضم أكثر من 20 دولة أنشأته الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2023 لم تفعل أي شيء لردعهم، شأنها شأن قوات الاتحاد الأوروبي، والقوات البحرية الصينية قبالة سواحل اليمن.


حملة لردع الحوثيين

وبعد أكثر من 20 هجوماً للحوثيين على السفن التجارية، قادت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حملة ضمت 14 دولة "لتقليل وردع" هجمات الحوثيين من خلال ضرب منشآت إطلاق وتخزين الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين، وتوسيع نطاق هذه الحملة لتشمل الأهداف المرتبطة بها مثل منشآت الرادار والدفاع الجوي. وعندما ثبت أن هذا أيضاً غير فعال، بدأت هذه الدول في أواخر يناير (كانون الثاني) بمهاجمة أسلحة الحوثيين التي كانت معدة للإطلاق ضد السفن التجارية.
وبحلول أوائل فبراير (شباط)، دمرت الضربات التي قادتها الولايات المتحدة أكثر من 100 هدف، بما في ذلك صواريخ مضادة للسفن، وطائرات بدون طيار، ورادارات، وغيرها من المعدات.

ويرى الكاتب أنه على الرغم من التأثير الذي شكلته هذه الأمور على القدرة العسكرية الإجمالية للحوثيين، لم يكن هناك انخفاض ملحوظ في عملياتهم القتالية، ولكنهم صعدوا من نشاطهم العدواني، مشيراً إلى أنه في 18 فبراير (شباط)، نفذوا أول ضربة  ضد طاقم سفينة بحرية تجارية، مما أدى إلى غرق السفينة "روبيمار" في الثالث من مارس (آذار) الجاري.

وتابع: "لا يزال فشل القوى العسكرية الرائدة في العالم في ردع الحوثيين يفتقر إلى تفسير مقنع، ولا يوجد دليل على أن الحوثيين قد حصلوا على الإمدادات من إيران، بعد تدهور معداتهم العسكرية بسبب الإجراءات الغربية"، لافتاً إلى اعتراض التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة العديد من الشحنات القادمة من إيران، لكن ليس معروفاً ما إذا كانت هناك شحنات إضافية وصلت إلى الحوثيين أم لا، مستطرداً: "ربما كان المخزون الأصلي للحوثيين من الأسلحة أعلى بكثير مما كان مقدراً في الأصل".

كيف ينبغي للغرب أن يتصرف؟

ورداً عن تساؤل طرحه الكاتب "كيف ينبغي للغرب أن يتصرف؟"، قال إن أحد الأساليب قيد الدراسة هو التركيز على إحياء محادثات السلام بين الأطراف المتحاربين في اليمن، والضغط من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تشمل إنهاء هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر. والأمر الآخر هو تصعيد الهجمات على الآلة العسكرية الحوثية برمتها وهزيمتها بالقوة الساحقة، أما الكيفية التي يمكن أن تتصرف بها إيران في مثل هذا السيناريو فهو أمر غير معروف إلى حد كبير.

ورأى الكاتب الإسرائيلي أن هناك بصيص من الأمل عند انتهاء الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، حيث إن الحوثيين قد يغتنمون  تلك الفرصة والتراجع عن احتجاز العالم.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية